| أفاق اسلامية
من القواعد المقررة عند اهل العلم ان الاصل في الاوامر الشرعية المبادرة في الامتثال من المكلفين متى استطاعوا، ويحرم التأخير الا لعذر يقتضيه في ميزان الشرع.
فان الله تعالى قد امر باستباق الخيرات، والمسارعة الى المغفرة والجنات، وشهد للمتسابقين بالسبق والفوز بالقرب والثواب، وذم سبحانه المسوفين والمماطلين، وعد ذلك من صفات المنافقين المتوعدين بالدرك الاسفل من النار، ولن تجد لهم نصيرا.
اذا تقرر ذلك فان الحج من اعظم فرائض الله تعالى على المستطيعين من عباده، والركن الخامس من اركان الاسلام، وكان فرضه على الصحيح في السنة التاسعة من الهجرة، ولقد بادر النبي صلى الله عليه وسلم لادائه لكن لم يتمكن من السفر اليه في تلك السنة لعوارض معروفة عند أهل العلم بسيرته صلى الله عليه وسلم ، منها: وجود اناس من اهل الشرك في الحج، ومنها: كون بعض الناس يطوفون بالبيت عراة، عادة اهل الجاهلية، فأمر صلى الله عليه وسلم الصديق على الحج تلك السنة، واردف من ورائه علياً رضي الله عنه يؤذن الناس ببراءة، وان لا يحج البيت مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، وذلك تهيئة لمقدم النبي صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة، وحتى يتسامع الناس بذلك فيتهيأوا للائتمام بالنبي صلى الله عليه وسلم ليأخذوا عنه المناسك وغيرها من مهمات الدين.
فتبين من ذلك ان الواجب على المستطيع السالم من الموانع ان يبادر لاداء فريضته ليكون من:
أ المبادرين الى امتثال اوامر الله تعالى، المثني عليهم في التنزيل، والموعودين بالسبق في الآخرة والثواب العظيم.
ب المتأسين بالنبي صلى الله عليه وسلم ، المستمسكين بسنته صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً.
ج وليكون خارجاً عن طائلة الوعيد في قوله تعالى:) ومن كفر فان الله غني عن العالمين(.
د وحذر من سوء الخاتمة بسبب التفريط والتسويف، قال صلى الله عليه وسلم :)تعجلوا الحج يعني الفريضة فان احدكم لا يدري ما يعرض له وروي عنه صلى الله عليه وسلم قال:)من اراد الحج فليتعجل فقد يمرض المريض وتضل الضالة وتعرض الحاجة(، وروي عنه صلى الله عليه وسلم التحذير لمن لم يتعجل الحج بأن يموت يهودياً او نصرانياً الى غير ذلك، مما هو من شؤم المماطلة والتسويف.
|
|
|
|
|