| أفاق اسلامية
* الجزيرة خاص:
نوهت شخصيات إسلامية بموافقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله على وقف موقع القلعة الكبيرة بجبل )بلبل( المشهورة ب )قلعة جياد( بمكة المكرمة بكامل ما اشتملت عليه من منافع وعموم الأراضي التابعة لها على المسجد الحرام، واستثمار ذلك بقيمة إجمالية قدرها مليارا ريال، ووصفت هذه الموافقة بأنها عمل جليل، ومبارك، واستمراراً لسلسلة الأعمال الخيرة التي كانت وما تزال النهج والمنهاج الذي سارت عليه هذه البلاد الطيبة منذ عهد موحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه.
وأبدت هذه الشخصيات في تصريحات لها بهذه المناسبة ل «الجزيرة» عظيم التقدير والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز لصدور موافقته الكريمة على وقف هذه القلعة بكامل ما اشتملت عليه لتنفق على كافة ما يتعلق بشؤون الحرم المكي، مبرزين أن هذا العمل يأتي في سلسلة أعماله المتواصلة لخدمة الحرم المكي والنبوي واللذين شهدا توسعة هي الأولى في تاريخ هذين الحرمين.
المآثر الجليلة
فقد أكد رئيس المركز الإسلامي في اليابان الدكتور صالح بن مهدي السامرائي أن وقف الحرم المكي يعد من المآثر التي قدمها الملك فهد بن عبدالعزيز، بجانب الدعم الذي يلقاه منه أيده الله المسلمون في كل مكان سواء في خدمة حجاج بيت الله الحرام، والمعتمرين، والزائرين، أو نشر المصحف الشريف مع ترجمة معانيه بالعديد من اللغات، وإرسال الدعاة لمختلف بلدان العالم، وإنشاء ودعم المراكز والمساجد في كل مكان من دون منة، بل احتساباً عند الله على حسب رؤيتنا وخبرتنا، وامتثالاً لقوله تعالى: {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين}.
وأشاد الدكتور صالح السامرائي، بتبني وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة لمشروعات إحياء الوقف الإسلامي وتشجيعه في جميع أنحاء العالم الذي كان له أكبر الأثر في دعم بناء المساجد والمدارس والمراكز والدعاة، مؤكداً على أن معالي وزيرها الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ له بصماته وأثره في قيادة التوجه الإسلامي في اعتدال ووسطية، هي عين الحكمة، وعلى أعلى المستويات المحلية والعالمية.
وقال رئيس المركز الإسلامي في اليابان في ختام تصريحه نتوجه بالشكر والدعاء لخادم الحرمين الشريفين أن يثيبه على هذا العمل الجليل، وأن يجعله في ميزان حسناته، فهو حفظه الله الذي أرسى صرحاً إسلامياً في اليابان بإنفاقه على بناء مقر المعهد العربي الإسلامي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وإغداقه المصاريف اللازمة لتسييره؛ ليؤدي واجباته على أكمل وجه، كذلك أمره الكريم بتخصيص ثلاثة ملايين ريال لشراء أرض تكون مدافناً لموتى المسلمين في اليابان، وتخليصهم من هموم طالما شغلتهم.
العمل الجليل والخير
من جهته أشاد رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية في السودان الشيخ محمد هاشم الهدية بحرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله على العناية والاهتمام بالحرمين الشريفين، ويدل على ذلك تنفيذ مشروعي توسعتهما الشاملة والتاريخية التي لم يسبق أن شهدها التاريخ من قبل.
ووصف رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية في السودان صدور الموافقة السامية الكريمة على وقف موقع )قلعة جياد( بمكة المكرمة لخدمة الحرم المكي بأنه عمل جليل وخير، وسيفيد بشكل مباشر ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين.
وقال: إن مكرمة خادم الحرمين الشريفين تعتبر إحدى وسائل الحرص على العناية بالحرمين الشريفين، وهو عمل محمود، ووضع شرعي مستمد من الكتاب والسنة، وسيسجل بمداد من الذهب في سجل المملكة ومآثرها وحسناتها المتواصلة واهتمامها بضيوف بيت الله الحرام، مشيراً إلى أن المملكة بقيادتها الحكيمة عندما تضع وتحرص وتعتني بمثل هذا الوقف، فهدفها هو تعميم الفائدة العظيمة والكبيرة على المسلمين الذين يأتون إلى الحرم المكي الشريف لأداء الحج، وتضاف إلى مآثر المملكة الكثيرة والمتواصلة التي تستهدف خدمة ضيوف الرحمن، وتوفير كافة الخدمات لهم.
وأثنى الشيخ محمد هاشم الهدية على النقلة التطويرية التي شهدتها مناطق المشاعر المقدسة في مكة المكرمة، حتى أصبح اليوم في إمكان الحاج أن يؤدي مناسك الحج في يسر وسهولة وأمان واطمئنان وفي وقت قصير دون مشقة أو تعب، في حين كان الحاج في الماضي يتعب في أداء مناسك الحج، ويعاني من المشاق والمتاعب وقلة توفير الخدمات والإمكانات، مشيراً إلى أنه قد أدى فريضة الحج في عام 1946م، كما أداها قريبا، فوجد البون الشاسع والفرق الكبير بين العهدين والزمنين، حيث كان الحاج قبل عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله عندما يريد أداء فريضة الحج يكتب وصيته؛ لعدم معرفته فيما إذا كان سيعود سليماً معافى أم سيصاب بمكروه، مشيدا في ذات الوقت بما شهده ويشهده الآن من توسع في الخدمات والمشروعات العملاقة التي نفذتها حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وتستهدف تقديم الخدمات اللازمة للحاج والمعتمر على حد سواء.
وامتدح رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية في السودان جهود المملكة العربية السعودية في نشر الدعوة الإسلامية الصحيحة في جميع بقاع الأرض قاطبة، ودعمها وسعيها الدائم نحو خدمة الإسلام والمسلمين، ونشر العلوم الشرعية والكتاب الإسلامي بمختلف اللغات الحية بهدف تبصير المسلمين بأمور دينهم ودنياهم، إلى جانب ما تقدمه من خدمات جليلة من خلال إنشائها الكراسي العلمية في أكبر جامعات العالم وفي مختلف الدول الإسلامية وغير الإسلامية.
واختتم الشيخ محمد الهدية تصريحه، سائلاً الله تعالى أن يجزي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني على ما قدموه، ويقدموه من خدمات جليلة وعظيمة؛ لنشر الدعوة الإسلامية، ودعم ومساندة الأقليات المسلمة في أنحاء المعمورة، ومساعدة الهيئات والمؤسسات والجمعيات الإسلامية العاملة في مختلف دول العالم؛ لتتمكن من النهوض بالعمل الدعوي الإسلامي.
رعاية الملك المفدى
أما مدير المركز الإسلامي والثقافي ببلجيكا الدكتور عبدالعزيز اليحيى فقد أكد أن هذه المكرمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين أمراً ليس غريباً على هذه القيادة التي تولت المسؤولية في العناية والرعاية للحرمين الشريفين خاصة، ولبيوت الله عامة، مشيراً إلى أن توسعة الحرمين الشريفين يعتبر أكبر نموذج على هذه العناية والرعاية وما تلى ذلك من أعمال وجهود ضخمة في المشاعر المقدسة )منى وعرفات ومزدلفة(، وكذلك تولي طباعة المصحف الشريف في مجمع الملك فهد كل الرعاية، وبعد كل هذا يتوج هذا العمل بهذه المكرمة.
وقال: إن كل تلك الأعمال الجليلة والجهود الكبيرة التي بذلها، ويبذلها خادم الحرمين الشريفين لخدمة الإسلام والمسلمين، يضيف أطال الله فيه عمره على طاعته هذه المكرمة الثمينة، وبهذا الوقف الذي له الأثر الكبير على رعاية المسجد الحرام، مؤكدا على أن كل ذلك شاهد على حرص ورعاية حكومة خادم الحرمين الشريفين على الاهتمام بالوقف الإسلامي لما له من الأثر الكبير في رعاية المشروعات الإسلامية، كما أن هذا الوقف دليل عظيم على اهتمام ورعاية خادم الحرمين الشريفين للمسجد الحرام.
وأكد الدكتور اليحيى ان لهذه الرعاية الأثر الكبير أيضاً في خدمة الحجاج والمعتمرين والزائرين للحرمين الشريفين، حيث يحظى أولئك القادمون إلى المملكة بهذه العناية والخدمة من قبل حكومة المملكة العربية السعودية، مما يسهل لهم حجهم وزيارتهم، فيلهجون بالشكر والثناء لله عز وجل ثم للملك فهد على هذه الجهود في خدمة الحرمين الشريفين.
وهنأ مدير المركز الإسلامي والثقافي ببلجيكا وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وعلى رأسها معالي وزيرها الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ على هذه الثقة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين في إسناد الإشراف على هذا الوقف إليها، وقال: لاشك ان الوزارة تقدم خدماتها في العمل الإسلامي داخل المملكة وخارجها، وتسعى للاستفادة من هذه الأوقاف؛ لدعم الأعمال والمشروعات الخيرية، ومساندة المراكز والجمعيات الإسلامية؛ لحثها، وتشجيعها في الاستمرار للعمل الدعوي المؤصل القائم على الكتاب والسنة.
أعظم مكان للعبادة
وفي نفس السياق أكد الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية الاستاذ الدكتور جعفر عبدالسلام ان وقف «موقع القلعة الكبيرة بجبل بلبل» المشهورة باسم )قلعة جياد( بمكة المكرمة بكامل ما اشتملت عليه من منافع، وعموم الأراضي التابعة لها على المسجد الحرام واستثمار ذلك بقيمة إجمالية قدرها «مليارا ريال» يعد مكرمة ملكية كريمة، ولها أثرها الكبير في خدمة الحجاج والمعتمرين لبيت الله العتيق وهي مكرمة تضاف إلى ما قدمه خادم الحرمين الشريفين من مكارم أخرى حولت مكة المكرمة بحدودها القديمة إلى أعظم مكان يعبد فيه الله، ولاشك أن هذا توفيق من الله نرجو أن يستمر.
وقال الدكتور جعفر عبدالسلام في تصريحه: لاشك أن إضافة مبلغ ملياري ريال كوقف على المسجد الحرام، سيترتب عليه تقديم المزيد من الخدمات للحجاج والمعتمرين والزائرين لبيت الله الحرام، وهي خدمات تذكرنا بما أمر الله به نبيه ابراهيم وابنه اسماعيل بقوله تعالى: {وطهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود}، وقوله تعالى: {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر}.
وبالنسبة لأثر ذلك في تطوير جهود وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في خدمة العمل الإسلامي والدعوة إلى الله والأوقاف، أوضح الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية ان مثل هذا الوقف الكبير سيمكن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية من تقديم المزيد من الخدمات للحجاج والمعتمرين، وفي زيادة ما تقوم به الوزارة بتهيئة الأماكن لعباد الله وزوار بيته الكريم.
|
|
|
|
|