|
| أفاق اسلامية
بقدر ما تزداد ثقافة المجتمعات بقدر ما تحرص على اقامة حصانة صحية لافرادها سواءً اجبارية او اختيارية.
فاذا انتشرت الامراض اقيمت حملات صحية لتقديم التطعيم المناسب ضد المرض قبل ان يفتك بالمجتمع.. والفرد الواعي يحرص أن يأخذ هو وافراد عائلته التطعيم المناسب في وقت متقدم حتى لا يصاب بالمرض.
هذا بالنسبة للحصانة الصحية فكيف الامر بالنسبة للحصانة الفكرية عندما يتلوث المجتمع بأمراض فكرية متتابعة ترد عليه شرقاً وغرباً.
في هذا الوقت سيكون المجتمع احوج ما يكون الى حصانة فكرية تحميه من تلوث البيئة بتلك الامراض الفكرية المستعصية.
ولعلك تلحظ مظاهر التشويش الفكري من خلال القلق الذاتي عند الافراد.. مسلّمات في الدين اصبحت موضع شك واخذ ورد.. وكثر الجدل بين الافراد على اختلاف طبقاتهم.
واهم ما نتحصن به في مثل هذه الظروف العصيبة نشر العلم الشرعي بين الافراد، واشعارهم بأهمية ذلك وحاجتهم الملحة له اكثر من اي وقت مضى حتى يكون لدى الافراد سداً منيعاً ضد القلق الفكري المتفشي.
البعد عن الفرقة والنزاع امر مهم لوحدة الصف الاسلامي..
والحوار الهادف الجيد في الطرح البعيد عن التوتر باسلوب علمي دقيق وانزال الناس منازلهم امر من الاهمية بمكان.. فالحديث عن المسائل الشرعية ليس حقاً سائغاً لكل احد وانما هو لأهل هذه الصنعة فليس لاحد ان يرى او يعتقد وهو ليس من اهل هذا الفن فكما اننا لا نطلب العلاج الا عند طبيب متخصص ماهر حرصاً على سلامة دنيانا.. فكيف بنا في امر ديننا.
* أستاذ مساعد بقسم الدراسات الاسلامية بكلية التربية بالرياض.
|
|
|
|
|
