| أفاق اسلامية
* تحقيق : فهد بن راشد الغميجان
بضعة أيام وتبدأ مناسك الحج، حيث يتوافد الحجيج من كل فج عميق ليؤدوا مناسك حجهم ويشهدوا منافع لهم، كيف لا، وهو الركن الخامس من أركان الإسلام فقال سبحانه: «وأذِّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات..».
أحكام الحج
في بداية الموضوع يتحدث ل)الرسالة( فضيلة الشيخ عبدالعزيز السدحان المحاضر بكلية التقنية عن فضل الحج وأحكامه ومقاصده فقال: إن للحج حكماً عالية، ومقاصد نافعة، وفيه تعارف المسلمين، فيجتمع فيه المسلمون على اختلاف شعوبهم وطبقاتهم وأوطانهم وألسنتهم وألوانهم، يلتقي المسلم بإخوانه من شتى بقاع الأرض، فيزداد تنوراً ومعرفة بحال إخوانه المسلمين، فتلتقي القلوب، فتزداد المودة والمحبة والائتلاف، من حكم الحج أيضاً أنه يذكر بالدار الآخرة، ويصور ذلك فالميت ينتقل من دار الدنيا إلى دار أخرى، والحاج ينتقل من بلاده إلى بلاد أخرى، والميت يجرد من ثيابه، والحاج يتجرد من المخيط، والميت يغسل بعد تجريده، والحاج يغتسل عند ميقاته، والميت يكفن في ثياب بيضاء، وكذا الحاج يلبس إزاراً ورداء أبيضين نظيفين، والأموات يحشرون سواء، وكذا الحجاج يقفون سواء..
وأكد فضيلته على وجوب وأهمية ركن الحج وفرضيته، فقال: ان مما يؤسف له أن بعض الناس يفرط في هذا الأمر، ولا يلقي له بالاً، ويمر العام تلو العام ولايزال يسوف بالحج وهو قادر عليه، وللشيطان نصيب منهم، فيلبس عليهم أمرهم ذاك ويصعبه عليهم بأن فيه كذا وكذا من المشاق والصعاب، حتى يذهب العمر وهو لم يحج، بل إن بعض الناس قد يسافر إلى مشارق الأرض ومغاربها، وينفق النفقات الطائلة في سبيل التنزة والتفرج، وقد يرتكب بعض المعاصي في سفره ذاك الذي قد يستغرق أشهراً، فإذا ذكر بالحج تكاسل وتثاقل قال سبحانه وتعالى: )الشيطان سول لهم وأملى لهم( وإلا فما الذي يعيقه عن أداء فريضة الحج أربعة أيام أو خمسة أيام يقضي بها حجه فتبرأ ذمته وينال الأجر الكثير من رب العالمين قال سبحانه: )ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين(، وفي الصحيحين عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال )بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام( وروى سعيد في سننه عن عمر بن الخطاب أنه قال: «لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار فينظروا من كان له جدة يعني القدرة على الحج ولم يحج ليضربوا عليهم الجزية، ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين» وروي عن علي أنه قال :" من قدرعلى الحج فتركه فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً ". فيجب على من لم يحج وهو يستطيع الحج أن يبادر إليه، لما روي عن ابن عباس أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: «تعجلوا الحج يعني الفريضة فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له».
وأكد فضيلته على أن أداء الحج واجب على الفور في حق من استطاع السبيل إليه، لظاهر قوله تعالى : )ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين (، وقول النبي صلي الله عليه وسلم في خطبته: «أيها الناس إن الله فرض عليكم الحج فحجوا»، والحج واجب مرة واحدة في العمر لقول النبي صلي الله عليه وسلم : «الحج مرة فما زاد فهو تطوع».. فعلى المسلم إذا علم تلك النصوص الدالة على وجوب قضاء هذا الفرض والركن العظيم أن يبادر لقضاء هذا الفرض العظيم وليدع عنه تلبيس الشيطان وألاعيبه، وإن من ألاعيب الشيطان على بعض الناس أنه يؤخر الحج حتى يتزوج أو حتى ينتهي من دراسته، وهذا من الجهل وإلا فليس الزواج ولا الدراسة مانعاً من الحج، ويفرط بعض الأولياء في هذا الجانب فلا يلقون له اهتماماً من أمرهم، وإذا نبه لذلك تذرع وتعذر بأمور واهية وحجج داحضة، وهذا بلا شك أنه من الخذلان ومن عدم الشعور بالمسؤولية الكاملة. ذلك من ناحية من لم يحج فريضته.
وطرح فضيلته بعض النصائح للحاج قائلاً: على من أراد الحج أن يسأل الله الإخلاص في عمله وقوله وليحرص على اجتناب ما لايرضي الله تعالى؛ ليفوز بالأجر والثواب كما قال النبي صلي الله عليه وسلم :"من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه"، فكلما حفظ الحاج جوارحه عما حرم الله كان ذلك أدعى لقبول مناسكه، وقال النبي صلي الله عليه وسلم :" الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة "، وليحرص الحاج أيضاً على سؤال أهل العلم في كل ما أشكل عليه في أمر مناسكه ليكون حجه موافقاً لهدي النبي صلي الله عليه وسلم القائل "خذوا عني مناسككم ".
آداب الحج
وأكد الدكتور زيد بن محمد الرماني عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن للحج آداباً فقال : إن لحج بيت الله آداباً إذا روعيت وقام الحاج بها عاد بإذن الله موفور الحسنات، مقبول الأعمال، منها: إذا استقر عزم الحاج على السفر، يبدأ بالتوبة النصوح من جميع المعاصي والذنوب، ويخرج من مظالم العباد برد الحقوق لأهلها مع قضائه لديونه ورد الودائع والأمانات لأهلها، ويستحل كل من بينه ومعاملة غير صحيحة ويكتب وصيته ويشهد عليها، ويوكل من يقضي عنه ديونه، إذا لم يتمكن هو من قضائه ويترك لأهله ومن تلزمه نفقته من زوجة ووالد وولد شيئاً من المال إلى حين رجوعه، ومن الآداب المستحبة أيضاً أن يجتهد الحاج في إرضاء والديه ومن يتوجب عليه بره وطاعته، ومنها أن تكون نفقته حلالاً خالصة من الشبهة فإن خالف وحج بما فيه حرام لا يكون حجاً مبروراً ويبعد كل البعد أن يكون مقبولاً، ولله در القائل :
إذا حججت بمال أصله سحت
فما حججت ولكن حجت العير
لا يقبل الله إلا كل خالصة
ما كل من حج بيت الله مبرور |
وأضاف فضيلته أن مما على الحاج أن يستكثر من الزاد، والنفقة من المال؛ ليواسي من كان محتاجاً من القاطنين في تلك البقاع المباركة، ويأخذ بيد البائسين، وعلى الحاج أن يترك المشاحنة والمشاحجة فيما يشتريه، بأن يكون سموحاً في البيع والشراء سموحاً في الأخذوالعطاء، فإن أهالي تلك البقاع ينتظرون موسم الحج يغتنمون منافع الحج، ومن الآداب في الحج أن يتعلم الحاج كيفية الحج وأحكامه وما يحرم عليه وما يحل له وما يحب وما يسن وهذا فرض قد فرضه الله على مريد الحج، إذ لا تصح العبادة ممن يجهلها، وأن يستصحب معه كتاباً واضحاً في مناسك الحج، جامعاً لأحكامه ومقاصده، يديم مطالعته مع سؤاله لأهل العلم والفتوى في جميع أعمال الحج، وذكر فضيلته أن الأستاذ محمد الحجار أكد في كتابه"صوت المنبر" ذلك بقوله :" ومن أخل بهذا وتساهل خفنا عليه أن يرجع بغير حج لإخلاله بشرط من شروط الحج أو ركن من أركانه، وربما قلد كثير من الحجاج بعض عوام أهل مكة، ومن تلك الآداب أن يطلب الحاج رفيقاً صالحاً موافقاً راغباً في الخير كارهاً للشر، إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه، وإن كان من أهل العلم والصلاح فليتمسك به فإنه يعينه على مدار الحج ومكارم الخلق بمنعه بعلمه وخلقه من سوء ما يطرأعلى راحته في جميع الطرق، ويحتمل كل واحد منهما صاحبه، ومن ذلك أن يكون الحاج رفيقاً حسن الخلق مع الرفقة والأصحاب ويتجنب المخاصمة مع الناس والمخاشنة والمزاحمة في الطريق، وعلى الحاج أن يصون لسانه من الشتم والغيبة والألفاظ القبيحة . قال النبي صلى الله عليه وسلم :"من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ".
فضل عشر ذي الحجة
ثم تطرق الشيخ عبدالعزيز السدحان المحاضر بكلية التقنية لجانب فضل عشر ذي الحجة إن لمن لم يرد الحج وقد حج فرضه فعليه أن يستغل هذه العشر المباركة بالأعمال الصالحة والإكثار منها، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك فقال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر » قالوا: يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء.. " فليسارع كل منا إلى استغلال هذه الأيام المباركة وليستكثر فيها من أعمال الخير على اختلافها وتنوعها، والله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً .
صيام يوم عرفة
ويؤكد الشيخ السدحان: على أن من بين الأعمال الصالحة في هذه العشر أكثر ثواباً وأعظم أجراً : صيام يوم عرفة، فهذا هو اليوم المشهود الذي قال عنه الله تعالى ) وشاهد ومشهود( قال النبي صلى الله عليه وسلم :" الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة "، وإن من فضل هذا اليوم أن الشيطان أكثر ما يكون احتقاراً وازدراء في هذا اليوم؛ لكثرة ما يرى من مغفرة الله لعباده، قال النبي صلى الله عليه وسلم :" ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء؟".
واختتم حديثه حاثاً المسلم بالحرص على صيام يوم عرفة ليفوز بالأجر العظيم الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " صوم يوم عرفة كفارة السنة الماضية والسنة المقبلة"، وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة، وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية ".
ثمرات الحج
ويذكر فضيلة الشيخ عبدالرحمن التركي عضو هيئة أحد رفيدة بعسير بعض ثمرات الحج فيقول: إن هذه العبادة ما شرعت إلا لإتمام النعمة على العباد والرحمة بهم.. وإن من ثمرات هذه العبادة ومحاسنها وفوائدها :
1 انها تغسل الذنوب كما يغسل الماء الدرن أخرج الإمام الطبراني عن عبدالله بن جراد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )حجوا فإن الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدرن(، وقال صلى الله عليه وسلم :) الحج يهدم ما قبله (.
2 انها تجلب الخير وتزيد في العمر ويسبب البركة فيه قال صلى الله عليه وسلم :) تابعوا بين الحج والعمرة فإن المتابعة بينهما تزيد في العمر والرزق، وورد في حديث : )حجج تترى وعمر نسقى يدفعنا ميتة السوء وعيلة الفقر( .
3 انها تفتح للعبد أبواب الرزق وسعة العيش ورغده وتذهب عنه الفقر ويؤيده ما أخرجه الإمام الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً : )تابعوا بين الحج والعمرة فانهما ينفيان عن العبد الفقر والذنوب كما ينفي الكير الخبث ( فالحذر الحذر من المعاصي فما هي إلا أيام معدودة.
4 ان النفقة فيها مضاعفة فالدرهم فيه يعدل سبعمائة درهم كالنفقة في سبيل الله ويؤيده ما أخرجه الإمام أحمد عن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :) النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف (.
5 ان النفقة فيها مخلوفة على العبد حتى نفقته على دابته كما أن الأجر مترتب على النفقة والتعب ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم : ) وإن أنفقوا اخلف لهم ( فينبغي للحاج البذل والإنفاق فلا إسراف ولا تقتير بل القصد والتوسط في الأمر قال النبي صلى الله عليه وسلم : لعائشة في عمرتها ) إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك( .
6 ان العبد يكون في عهد الله وضمانه حتى يرجع وإن مات وقع أجره على ربه قال صلى الله عليه وسلم : )من حج البيت أو اعتمر فهو في ضمان الله فإن مات أدخله الجنة وإن رده إلى أهله رده بأجر وغنيمة(.
7 ان الله يقبل شفاعة الحاج فيمن شفع فيه ودعاءه له إضافة إلى الدخول في دعائه عليه الصلاة والسلام بالمغفرة للحاج ومن استغفر له، عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: )يغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج( ، وفي رواية لابن خزيمة :) اللهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج(، وروي في يوم عرفة أن الله يقول "أفيضوا مغفوراً لكم ولمن شفعتم فيه ".
8 ان من قصد البيت العتيق يبتغي فضلاً من الله ورضواناً ثم مات في الطريق سواء كان ذاهباً أو راجعاً كتب له أجر الحج إلى يوم القيامة ولم يعرض ولم يحاسب .
9 ان من قصد هذا البيت ماشياً أو راكباً كتب له بكل خطوة يخطوها سبعون حسنة أضف إلى هذا أن أفضل خطوات العبد التي تكتب له خطواته إلى بيت الله العتيق وهي في سبيل الله.
10 انه من موجبات الجنة وخصوصاً إذا كان مبروراً قال النبي صلى الله عليه وسلم :) الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة( رواه البخاري عن أبي هريرة قال الإمام النووي والمبرورهو الذي لا يخالطه إثم وعلامته أن تظهر ثمرته على صاحبه بأن تكون حالته بعده خيراً منها قبله، قد ذكر البر والتقوى في قوله تعالى ) ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر..(
011 من ثمرات الحج وخصوصاً إذا اجتنب العبد الذنوب والمعاصي أنه يرجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه».
ماهو الحج المبرور؟
وأضاف الشيخ محمد بن سعد السعيّد خطيب جامع سلطانة قائلاً : إنه لا يتم إسلام المرء ولا يستقيم إلا بأداء فريضة الحج التي فرضها الله على عباده: قال النبي صلى الله عليه وسلم: )بني الإسلام على خمس :شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام( متفق عليه، وقال الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام )العمرة إلى العمرة كفارة لما بينها والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة( متفق عليه، وأكد أن الحج المبرور لا يأتي إلا بفعل الخيرات وترك المنكرات العقدية والأخلاقية وترك ما يخل بالحج أو يفسده أو ينقص ثوابه وأجره كفعل المعاصي والموبقات وارتكاب الآثام والسيئات أو أذية الحجاج والإخلال بالأمن وزعزعته، والله عز وجل يقول في كتابه عن حرمة الأمن: )وهذا البلد الأمين( ويقول سبحانه )ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم( فإذا كان هذا جزاء من يهم فيه بالخطيئة فكيف بمن يفعلها ؟
إنكار المنكرات
وأشار الشيخ السعيّد: إلى أنه يستوجب على الجميع إنكار المنكرات والتحذير منها خاصة ما يتعلق بالشركيات كدعوة غير الله والتعلق بغيره وسؤاله جلب الخير ودفع الضر وقضاء الحاجات وشفاء المريض وغير ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل، ناهيك عن كثير من البدع والخرافات التي تصحب بعض الحجاج كصعود الجبل وزيارة بعض الأماكن التي لم يشرع زيارتها والتبرك والتمسح بجدران الكعبة والحرم وأخذ الأحجار والتراب للتبرك بها، إلى جانب ما يحصل من المنكرات الكثيرة كالتصوير وشرب الدخان والشيشة واستماع الموسيقى والأغاني ومشاهدة الصور الفاتنة والنظر إلى النساء غير المحارم وإيذائهن والكذب والغيبة والنميمة والتبرج والسفور وقول الزور وشهادة الزور والسب والشتم والعان والجدال بالباطل والظلم للحجاج وإيذائهم ومضايقتهم في أماكنهم وتنقلاتهم أو إزعاجهم وصرفهم عن عباداتهم وخشوعهم بين يدي خالقهم كل هذه المنكرات وغيرها يجب أن يتعاون الجميع على تلافيها وتلاشيها ليكون الحج مبروراً كما قال تعالى: )الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ( وقال النبي صلى الله عليه وسلم "من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ".
لابد من الصبر والاحتساب
واختتم فضيلته حديثه بالحث على الصبر والاحتساب في ذلك، قائلاً ما قال النبي صلى الله عليه وسلم " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان "، وشدد على أن هذه مسؤولية الدعاة ورجال الحسبة المعنيين بذلك ممن يتأكد الأمر في حقهم أكثر من غيرهم وكذلك العلماء وطلبة العلم والدعاة إلى الله وكل مسلم يرى منكراً يستطيع إنكاره والاحتساب عليه بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن من بذل الأسباب الكفيلة بإزالة المنكر .
|
|
|
|
|