| متابعة
في الجلسة التي عقدها المؤتمر الاسلامي العام في مدينة القدس في العام 1931 ناقش المؤتمرون ابعاد التآمر على القضية الفلسطينية منذ ان أعطى وزير الخارجية البريطانية وعده المشؤوم لليهود في العام 1917. وفي ختام الاجتماعات صدر عن المؤتمر ما عرف باسم )الميثاق المقدس(.
جاء في المادة الأولى من الميثاق المذكور ان البلاد العربية وحدة تامة لا تتجزأ وان كل ما طرأ عليها من انواع التجزئة لا تقره الأمة العربية ولا تعترف به.
وفي المادة الثانية من الميثاق طالب المؤتمرون ان توحَّد الجهود في كل قطر من الاقطار العربية الى وجهة واحدة هي الاستقلال التام وان تنصبَّ جهود هذه الاقطار نحو مقاومة كل فكر يرمي الى تنمية المشاعر المحلية الاقليمية بعيدا عن المصلحة العربية القومية.
ونصت المادة الثالثة من الميثاق على ان الاستعمار بجميع اشكاله وصيغه يتنافى مع كرامة الامة العربية وغاياتها العظمى ولهذا فان الامة العربية ترفضه وتقاومه بكل ما لديها من الطاقة.
وعلى هامش هذا المؤتمر أوصى المؤتمرون بأن يتنادى القادة العرب الى الاجتماع في اقرب فرصة، لتدارس هذا الميثاق الميثاق المقدس بغية استخلاص المواقف التي تفرضها ظروف المعركة القادمة مع المتآمرين الصهاينة ضد عروبة فلسطين وعاصمتها القدس، كذلك بغية الوصول الى )نهج قومي( يهتدي به كل العرب سواء على مستوى القيادات او على مستوى الافراد لئلا تسقط القضية الفلسطينية في ايدي المناوئين لتاريخ الأمة العربية ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
في ذلك التاريخ في العام 1931، لم تكن هذه القضية مطروحة على الساحة السياسية الدولية كما هي في ايامنا هذه وقد تجسدت انتفاضات متتالية بأيدي السواعد الشابة من ابناء الأمة في وجه مغتصبي الارض العربية ومع هذا كان للمؤتمر الاسلامي وقتئذ وقعه الفاعل في الاوساط المعنية بالصراع المرتقب بين العرب واليهود، طال الزمن أم قصر وذلك من خلال الالتفات الى المسألة الفلسطينية التي )تنذر( بتحولات ما في المنطقة العربية.
ومع تنامي التحولات المتصورة التي غدت واقعاً ملموسا على الأرض وأمام أبصار كل العالم، شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، وصارت بشكل أو بآخر تهدد أمن المنطقة كما أمن العالم، تُرانا نطمح بصدور ميثاق مقدس او ميثاق شرف يلتزم به كل عربي على الارض العربية بغض النظر عن مكانته أو مكانه، ونحن على مسافة اسابيع قليلة من مؤتمر القمة العربي العتيد؟ وأي ميثاق يمكن ان يكون عبرة للأجيال المقبلة على غرار ميثاق عام 1931م.
samerlouka@net.sy
|
|
|
|
|