| عزيزتـي الجزيرة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله، وصحابته أجمعين، أما بعد:
فإن الله عز وجل يوفق بعض عباده الى فعل الخيرات، واكتساب المآثر والمكرمات، فتراهم يسخرون نعم الله عليهم من الوقت والجهد والمال، في أعمال الخير، وصنائع البر، وكل ما يرضي الله عز وجل،
ومن هؤلاء الرجال الأفذاذ في عصرنا الحاضر، خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله الذي ورث عن والده الإمام المجاهد عبدالعزيز طيب الله ثراه حب الخير، وفعل البر، فجعل رعاه الله من الدعوة الى الله تعالى همه الأول، وشاغله الأساسي، عملاً بقوله تعالى :)ومن أحسن قولاً ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين(،
وقد وفق الله خادم الحرمين الشريفين الى وسيلة عظيمة من وسائل نشر الإسلام، وخدمة المسلمين، والتخفيف من آلامهم، ومواساتهم، وذلك باستضافة عدد من الحجاج من بلدان مختارة بدقة وعناية، ليؤدوا مناسك الحج على نفقته الخاصة حفظه الله ؛ ليشهدوا منافع لهم، ويذكروا اسم الله تعالى في أيام معلومات، ليكونوا دعاة خير إذا رجعوا الى بلادهم، وفي هذا العام أصدر الملك المفدى رعاه الله أوامره الكريمة باستضافة ألف حاج من كل من : تايلند، وكمبوديا، والصين، وفيتنام، وسريلانكا،
ولا شك ان المتتبع للأحداث يجد ان حج هذا العام 1421ه يأتي في أوج الاعتداءات اليهودية على إخواننا وأشقائنا المجاهدين في فلسطين، فهم يعانون من ظلم هذا العدو الغاشم الذي دمّر بيوتهم، وحاصر اقتصادهم، وقتل أطفالهم، وشرد رجالهم، وقد كانت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في طليعة الدول العربية والإسلامية التي مدت يد العون والمساعدة لهذا الشعب الأعزل، وخففت من آلامه،
وهذا ملك الإحسان، وقائد أفعال الخيرات، والداعم الأول للشعب الفلسطيني الملك المفدى خادم الحرمين الشريفين، يأبى ان يمر حج هذا العام بدون ان تكون فيه لفتة حانية، ويد عطوف تخفف من آلام المنكوبين من إخواننا الفلسطينيين، فأصدر حفظه الله أمره الكريم باستضافة ألف حاج من ذوي شهداء الانتفاضة الفلسطينية،
وهذا لا يدع مجالا للشك في أن قضية فلسطين، تأتي في مقدمة أولويات الملك المفدى، وفي صدر اهتماماته، وبخاصة أنها تتعلق بالقدس الشريف أولى القبلتين، وثالث الحرمين، و المسجد الذي بارك الله حوله،
نسأل الله ان يوفق خادم الحرمين الشريفين الى ما يحبه ويرضاه، وأن يتقبل منه صالح الأعمال، ويجزل له الأجر والمثوبة، ويمتع المسلمين بطول بقائه في صحة وعافية، وأن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان، والطمأنينة والرخاء،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
سعود بن عبدالله بن طالب
وكيل الوزارة للشؤون الإدارية والفنية
|
|
|
|
|