| القرية الالكترونية
افتتح في مدينة الرياض يوم الأحد الماضي معرض الكمبيوتر 2001م إذ كنت من المتلهفين لمعرفة ما سيحتويه المعرض وطموحاتي لرؤية آخر منتجات تقنية الكمبيوتر والبرامج والشبكة العالمية، ولكن خابت آمالي.. منذ الوهلة الأولى لدخولي أحسست بتعايشي بنفس أجواء سنوات المعرض الماضية. حينها رسمت أمام نظري صورة لمجمع أسواق يشتمل على محلات بيع أجهزة أشبه ما يوصف بنموذج سوق الحراج.. بالفعل لم يأت المعرض بجديد! بالرغم من مشاركة الشركات والمؤسسات المحلية الكثيرة إلا أنها تجاهلت الهدف الأساسي من اقامة مثل هذه المعارض السنوية لعرض مستجدات الثورة التقنية واعتبروه بمثابة فرصة ذهبية لهم لتصريف مخزونهم من حاسبات وبرامج قديمة. فمثلاً رأيت البعض يقوم ببيع أجهزة كمبيوتر تعمل بمعالجات ذات سرعة 500MHz في الوقت الذي تكاد معالجات سرعة 700MHz تنقرض من الأسواق العالمية. فكان جهل بعض الزوار وتسابقهم للشراء بأرخص الأثمان منفذاً للباعة لتحقيق طموحاتهم التسويقية. وقد لا يعلم البعض أن قيمة الكمبيوتر تحكمه نوعية العتاد Hardware المركبة وفروقات التقنية لا أن تحكمه المزادات التسويقية.
ولعلني أذكر ما عهدته منذ زمن ماض عن أساليب الغش التجاري في مجال الكمبيوتر أو كان البعض من الباعة يقوم برفع معدل سرعة المعالج إلى معدل سرعة أعلى غير مصمم له وذلك من خلال تعديل خصائص اللوحة الرئيسية Mather Board. وليطمئن كل مشتر لجهاز كمبيوتر بأن عليه الحصول على معالج أصلي بمطالبة البائع بمعالج ضمن الصندوق الخاص به الذي يكون مغلقاً من الشركة المنتجة.
كما أنني لا أخفي أن قلت إن ظني خاب حينما هممت بالاطلاع على أحدث معالج Pentium4 يعمل بتردد سرعة 1500MHz منتج شركة INTEL الأمريكية، أو معالج ATHLON يعمل بتردد سرعة 1200MHz منتج شركة AMD فقد تفاجأت بوجود 1000MHz كأعلى سرعة لمعالج PENTIUMIII ومعالج ATHLON. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أن المشاركين غفلوا عن إبراز تقنية الأقراص الصلبة الجديدة التي تعمل لدعم نقل 100ATA في الثانية الواحدة وسرعة دوران عالية وتنتشر في السوق المحلي.
ولكن ما شد انتباهي هو جديد شركة CREATIVE السنغافورية التي اكتسحت منتجاتها أجنحة المعرض بعدها طرحت مشغل الأقراص الرقمية DVD الحديث وكذلك طرح كاميرا فيديو الانترنت CAM INTERNET الجديدة والمتميزة بإمكانية استخدامها مثل الكاميرا العادية لالتقاط الصور الخارجية ثم ادخالها بجهاز الكمبيوتر.
في الحقيقة. لم استطع مواصلة تجولي بين ممرات المعرض واكتفيت بإنهاء زيارتي لأن طموحي كان أعلى مما شاهدته، فخرجت بأسئلة كثيرة تدور في مخيلتي وأوجهها إلى منظمي المعرض لعلها تجد سبيلاً لتطور معرض الكمبيوتر وليصل إلى مصاف المعارض العالمية حيث تتلخص بما يلي:
أليس من الأجدى اتاحة فرصة مشاركة الشركات الأجنبية بالمعرض وتشجيعها؟ فلا يمكن تجاهل دورها نحو ايصال التقنية الحديثة لأنهم المنتجون في الأصل!
لماذا لا تمدد فترة المعرض؟ لتتاح فرصة أمام رجال الأعمال المحليين إلى التعاقد مع الشركات الأجنبية في حال مشاركتها، وكذلك لإعطاء الزائر فترة للاطلاع والشراء بما يناسبه؟
أليس من المفترض إعادة توقيت افتتاح المعرض لتصبح اقامته مع بداية كل عام ميلادي؟ ليتزامن تاريخ المعرض مع العام؟
لماذا لا تتاح لكل الجهات المعلوماتية في الدولة المشاركة بهذا المعرض؟
لماذا لا تنشر الإعلانات عن فعاليات المعرض بكافة وسائل الإعلام وتوضيح دور المعرض فيما يقدمه من فوائد تقنية وتنمية القدرات البشرية؟
لماذا لا يتم تقديم أسعار مغرية للشركات الأجنبية المعروفة عالمياً مثل شركة Microsoft وشركة Intel وشركة IBM لتشجيعها على المشاركة بفعاليات المعرض كل عام؟
لماذا لا يتم حث الوسائل الإعلامية المحلية والعربية والدولية إلى نقل فعاليات هذا المعرض؟
لماذا لا تخصص أجنحة خاصة ودائمة للشركات الأجنبية المتميزة. مثل شركات CREATIVE/ COMPAQ/ LG/ ORACLE/ SONY/ SAMSUNG/ HP وغيرها الكثير.
وفي الختام، كنت أتمنى من منظمي المعرض زيارة واحدة لأي معرض كمبيوتر مماثل بالدول الأخرى مثل معرض جيتكس في دبي لعلهم يرون ويستفيدون من عملية التنظيم وتفعيل دور المعرض وليتعرفوا أكثر على معنى معرض معلوماتي!
ALBKR2000@HOTMAIL.COM
|
|
|
|
|