| الثقافية
هي حنطةٌ
ترتجُّ فيها الروحُ..
تخرجُ من عباءَتِها..
وتورقُ في الجروحِ..
تُدَثِّرُ الأَوجاعَ..
تحملُ ما تَبَقَّى من رذاذِ العمرِ
نحو مدينةٍ مذبوحةٍ
تنأى بقاتِلها عن أَعينٍ
ظمأى إلى دَمِها...
هيَ حنطةٌ
رسمت ملامحَها
على وجهٍ تهالكَ فوق مقعِدهِ
المُسَيَّجِ منذُ دهرٍ
بابتلاعِ خناجرِ الماضينَ..
يرقبُ ما تَبَقَّى
من حطامٍ..
فوقَ مائدةِ الطريقِ
لَعلَّهُ
يرتدُّ نحوَ مدينةٍ أُخرى
ينجو بها
من أعينٍ ظمأى ألى دمِها..
هي حنطةٌ..
لكنها نبتت على دَمِهِ
)ولما اشتدَّ ساعدها(
رَمَتهُ سِهامُها.. فامتدَّ نحوَ الغيمِ
يمطرُ نَبتَةً أخرى..
لكنه اكتشف الطريقَ إلى مدينتهِ
البعيدة
فارتدّ يحملُ مِنجلاً.. قلماً..
فتقتلهُ القصيده
محمد عيسى الحوراني
|
|
|
|
|