|
| الثقافية
أشياء كثيرة تستحق الكتابة ،والوقوف والتأمل، وتدفعنا إلى الإيمان بجدوى الكلام ،وإلى الاعلان الصادق عن المسؤولية عن كل شيء أو شيء واحد على الأقل من اجزاء هذا الكل .
ومواضيع كثيرة تثير الجدل حولها ،وترغم المتابع على المشاركة فيها لعلّه على الأقل يستفيد.
لم يعد أحد يرضى بموقف المتفرج فقط ،وإن تظاهر باللامبالاة أو أن شيئاً مما يدور حوله لا يعنيه .
أصبحت الاحداث والمفاهيم، وكل ما يدور حولها تملك طاقة مغناطيسية ،تشد وتجذب وترغم على الانفعال بها والتفاعل معها .
منها ما يدور في الاذهان كانعكاس شرطي وضروري للثقافات ووسائل الاعلام ،الشفهية والسمعية والبصرية ،والتي يزخر بها يوم الانسان وليله ،ودون انقطاع .
على سبيل المثال ،عندنا هنا ،ما دار في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي انتهت فعالياته قبل أيام من أنشطة رسمية وغير رسمية ،وردود فعل مثقفي الداخل والخارج حول هذه الفعاليات وما يلوح على هوامشها .
وهناك المواضيع المميزة التي حفلت بها ملاحق ثقافية ،لصحف محلية وعربية وأجنبية وندوات قدمتها بعض القنوات الفضائية .
مما دار على هوامش الفعاليات الثقافية للمهرجان المنصرم ،وفي بهو فندق قصر الرياض ،ملتقى المثقفين في هذه المناسبة ،وفي حديث مسائي مشبع بقضايا وهموم الثقافة والمثقفين اجتمعنا ،وبالصدفة ،الأساتذة:عبدالله الشهيل وعلي بن حسن العبادي وعبدالله نور، وحزام العتيبي ومحمد عابس وأنا ،وطرح الأستاذ العبادي موضوعاً اكمله بعد مغادرته عبدالله نور ومحمد عابس حول مقال سينشره قريباً عن العروض وأوزان الشعر وشعر يحيى المعلمي يرحمه الله . وتكريمه ،مما أدخلنا في حوار متشعب طلب مني فيه أن أقرأ ما سينشره لاحقاً وأرد عليه في زاويتي الخميسية في صحيفة الجزيرة وفي الملحق الثقافي الذي أكتب فيه إن وجدت لدي اعتراضاً على شيء مما يقول .
وانتظرت وقرأت ما كتبه الاستاذ العبادي في الملحق الثقافي لصحيفة الرياض يوم الخميس 7/11/1421ه تحت عنوان «ما هكذا يكتب الشعر».
ومع ان لدي اعتراضات على كثير مما قال إلا انني سأضطر إلى الانتظار حتى أقرأ الجزء الثاني من مقاله كي أبدأ في طرح اعتراضاتي .
ومن المواضيع التي لا يمكن أن تمر دون تعليق ،ما جاء في الحوارين اللذين تصدرا ملحق صحيفة الجزيرة الثقافي يوم الخميس 7/11/1421ه ،أحدهما مع الدكتور عبدالله الغذامي والثاني مع الدكتور تركي الحمد .
عبدالله الغذامي يوضح هذه المرة ان العيب ليس في الشعر العربي وإنما في الشخصية العربية، وهنا يطرح الغذامي مفهوماً هو على العكس تماماً مما فهمه الناس من نظريته الأخيرة، إذ فهموا ولا أدري من المسؤول عن سوء الفهم هذا أن العيب في الشعر وفي الشاعر العربي، وان الشعر والشاعر العربيين عملا جاهدين على نقل عيوبهما ،والتي هي موجودة في ماهيتهما وجوهرهما إلى الشخصية العربية الطاهرة البريئة النقية في جوهرها وما هيتها، وان الشعر والشاعر العربيين، كأنهما، جاء امن البعيد، ومن خارج هذه الشخصية على شكل غزو خارجي فكري واجتماعي أحدث خللاً في نسق هذه الشخصية السليمة تماماً من كل عيب، في الوقت الذي أفهم فيه أنا أن الشعر نشاط اجتماعي والشاعركائن اجتماعي يصبح هو وإنتاجه وبالضروة وجهاً من وجوه المجتمع وانعكاساً لما يدور في بنياته التحتية والوسطية والفوقية ،وان الشخصية العربية كانت انتقائية عندما بحثت عن بعض ما في الشعر من عيوب ولا شيء يخلو من العيوب وتمظهرت بها إلى أن تشعرنت بها .
كما ان الغذامي أيضاً انتقائي في اختياره الدقيق وبالمجهر لأسوأ الشعر والشعراء والعيوب والعينات الاجتماعية التي تعاشقت مع هذه العيوب ،متناسياً شعراء النضال والشعراء الانسانيين وشعراء الغزل والوصف وغيرهم من الشعراء القوميين والاجتماعيين وأصحاب القضايا والمبادئ السامية .
بالنسبة لي ،كانت أكثرمضامين الحوار إثارة تصريح الغذامي بعد أن استفزه أو استدرجه عبدالحفيظ الشمري لكي يقول )هناك جماعات ترى ان هذا تمرد وان هذا الغذامي الذي طول عمره يحدثنا عن الحداثة والابداع والشعر انقلب ،طبعاً أنا انقلبت، أول انقلابة انقلبت على نفسي ،الذي لا ينقلب على نفسه لا يستطيع تغيراً نوعياً ضخماً، وهذه المسائل عادة ان الانسان يثبت على كلمته وهذا جزء من الشعرنة وان الرجل عند كلمته يعني لا يتغير وأنا أقول: ان الرجل ليس الذي عند كلمته بل الرجل الذي يتغير متي احتاج الأمر الى التغير، والعظماء في التاريخ هم الذين لايمانعون أن يعملوا اليوم ما يناقض عمل الأمس لأن القضية تقتضي هذا، والعظماء في التاريخ يغيرون مواقفهم وبشكل شديد، ولذلك كثير من الناس لا يفهمونهم، وأما الحمقى في التاريخ ونحن عادة نسميها رجولة أن يظل الانسان على كلمته حتى يدمرنفسه ويدمر العالم ،يجب أن تكون عندنا القدرة على التغيرالضخم داخل ذواتنا (ومع ان هذا الكلام ليس جديداً على الناس،إلا انهم بحاجة ماسة الى الايمان به وتطبيقه ،وهو كلام عظيم من ناقد عظيم «كالغذامي»أهم مميزاته :انه لكي يصبح عظيماً أصبح جريئاً .
أما تركي الحمد فيرى أنه يمكن التخلص من وهم المعرفة بالمعرفة، والدبيسي والحمد يتفقان على ان السواد شيء مذموم يصفع به من يستحق الصفع !!، والحمد يتعرف ان ولادة الشاعرهي الانجاز العربي الوحيد ،وإجابات الحمد تجاري ذكاء المحاور لولا أنها تغرق في جو رومانسي هروبي حالم وعلى عكس مانعرفه عن الحمد من خلال قراءاتنا السابقة له .
|
|
|
|
|
