| الريـاضيـة
تأهل صقورنا الخضر إلى المرحلة الثانية لتصفيات آسيا لكأس العالم 2002 وأصبحوا بذلك ثاني المتأهلين، وفي الوقت الذي نهنئ أبطالنا بهذه الخطوة الجيدة نتمنى ان تبدأ مرحلة الإعداد للمرحلة الثانية بشكل جيد ومدروس ابتداء من الآن، فالفرق التي ستتأهل ستكون قوية ومختلفة تماماً عن فرق التصفيات الاولية، واذا عرفنا ان المطلوب فريقان «من الباب الأمامي» وفريق ثالث «من الباب الخلفي وليس لديه إلا نصف تصريح» وإذا عرفنا كذلك ان جميع الفرق ستستعد كذلك كما سنستعد نحن فإن المنافسة ستكون قوية ومثيرة ونحن إن شاء الله وكلنا ثقة بأبطالنا سنسعى الى التأهل من الباب الأمامي وهذا هو منهج الأخضر الذي لا يروق له الا المركز الأول.
ومن محاسن الصدف فإن فترة الإعداد للمرحلة القادمة من التصفيات ستتزامن مع بداية المرحلة التطويرية للرياضة السعودية بشكل عام والاتحادات الرياضية على وجه الخصوص والتي أعلن عنها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية وسمو نائبه الكريم وذلك رغبة منهما في استمرار تطور الرياضة السعودية.
وفي الحقيقة فإن التطوير المستمر هو السبيل الوحيد للمحافظة على التطوير ولذلك نرى ان الميثاق الأولمبي وأنظمة الاتحادات الدولية الرياضية تشدد على ان يكون تشكيل مجالس إدارات الاتحادات الرياضية وانتخاب اعضائها كل اربع سنوات لتتزامن بذلك مع كل دورة اولمبية والتي عبارة عن الفترة الممتدة من نهاية الألعاب الاولمبية الاخيرة لتنتهي مع نهاية الالعاب التي تليها.
وبالطبع فإن تحديد النظام لأربع سنوات بني على اساس منطقي لتكون تلك الفترة كافية لتقييم وعمل وانجاز العاملين بالاتحادات الرياضية من خلال الانجاز الاولمبي الذي يتضح في نهاية الفترة وكذلك من خلال الانجازات التي تتخلل تلك الفترة سواء على صعيد نشر اللعبة وتطويرها وتنظيمها محليا او المشاركة والانجازات القارية وغيرها.
ولنفترض جدلا بأننا سنختار طريقة اخرى خلافا لما هو متبع فلا بأس بذلك فكل بلد له عاداته وتقاليده ولكننا في هذه الحالة سنصطدم بالواقع خاصة بواقع البشرية، فكل إنسان لديه قدرات وإمكانات خاصة ومحدودة ولديه كذلك آمال وطموحات تتغير بتغير الظروف، ومن هنا فإن عطاء الإنسان لو استمر لسنوات فإنه بالتأكيد لن يستمر إلى الأبد، فالخبرة ومفاهيمها المغلوطة التي نسمعها باستمرار لا تمت للواقع والمنطق بصلة، لأن الخبرة هي في الحقيقة السنة الأولى والثانية على أبعد تقدير وما يليها من سنوات هو في الواقع تكرار للخبرة.
وتأتي أهمية التطوير والتغيير وضخ الدماء الجديدة لاستمرار التطور وللمحافظة على مستوى القمة لأن المحافظة عليها أصعب من الوصول إليها كما يقولون، وهو المفهوم الذي جسده لاعب كرة المضرب «التنس الارضي» الامريكي المشهور جون ماكنرو عندما صُنف قبل سنوات كأفضل وأول لاعب بالعالم أن المشكلة مع بلوغ القمة هي ان كل الاتجاهات منها تسير نزولاً.
نتمنى أن تكون صافرة البدء التي سيطلقها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد وعضده الأيمن هي صافرة لانطلاقة تطويرية خيّرة ومستمرة وبها ندخل مرحلة التقييم والمتابعة لأداء وعطاء الاتحادات الرياضية ومن ثم غربلتها كل أربع سنوات كل حسب اداءه وانتاجه وعطائه.
وإذا ما عدنا إلى موضوعنا الرئيسي وهو التأهل في التصفيات القادمة فإنه منطقياً بأن أول المتأهلين يفترض ان يكون منتخبنا لأنه هو سيد آسيا الأول في كرة القدم ولأنه سيكون مدعوماً بجهود واستعدادات قوية إن شاء الله. ولكن.. لنفترض اننا لا سمح الله لم نتأهل بسبب الحظ أو الظروف او غير ذلك فهل انتهى الأمر؟! لا نعتقد ذلك.. فلنكن مستعدين لكلتا الحالتين، فإذا تأهلنا فلأننا الأحق والأجدر بذلك، وإذا لم يتم ذلك فلأن الكرة مدورة كما يقولون.
على كل الأحوال نعتقد اننا اصبحنا في وضع خاص تتطلب فيه ظروف المرحلة الشروع بنقلة نوعية في مسيرة كرة القدم لدينا لكيلا يحصل لنا ما قاله لاعب التنس المشهور!!، فإذا كنا نريد تجاوز التنافس الآسيوي القارة التي مستوى كرتها ليس بمستوى القارات الأخرى كالأوروبية والافريقية والوصول إلى المستويات العالمية والتي لن تكون بعيدة إن شاء الله بفضل من الله ثم بفضل الجهود المتواصلة والداعمة والطموحة وليس ذلك بمستغرب إذا تذكرنا ان رجل الرياضة الأول الأمير سلطان وضع خطة للوصول إلى مستوى المنافسة على كأس العالم بحدود عام 2010م بحول الله وتوفيقه.
إننا في هذه المناسبة سنخاطب رجل الرياضة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الكريم اللذين اخذا على عاتقهما مسؤولية الارتقاء بالرياضة والوصول بها إلى أعلى القمم لنقول لهما ان إعادة تشكيل اتحاد كرة القدم المنتظر هو بحد ذاته خطوة جبارة وقفزة ايجابية نحو الأمام ولكننا نعتقد جازمين ان هنالك خطوات ضرورية ومهمة يجب ان تصاحب هذا التشكيل وهي بشكل مختصر:
أولا: ضرورة السعي الحثيث نحو إدخال نظام الاحتراف بشكل واقعي وحقيقي وتجاوز المرحلة التمهيدية التي طالت عن المدة المقررة لها والتي يفترض انها لم تتجاوز من السنة الى السنتين كما فعلها غيرنا!! فالاحتراف حسب ما تعلمناه وعرفناه وتابعناه دولياً هو عبارة عن منظومة كاملة متكاملة وليست عبارة عن لجنة ولائحة، فهي ثقافة وتطبيق وممارسة وإدارة وهناك الكثير من المشروعات المتخصصة والتي قد تساعد بتوفيق من الله الى الانتقال من مرحلة البدايات لتطبيق الاحتراف إلى التطبيق الفعلي لما يسمونه هم «المتقدمون!!» وليست صحافتنا الرياضية والتي نعتقد جازمين بأن الكثير الكثير من أفرادها لا ينقصهم الا دورة خاصة عن الاحتراف الرياضي ومفاهيمه والحمد لله على كل حال.
ثانياً: المحاولة الجادة والسريعة لإعادة قراءة لوائح الاندية الرياضية ومن ثم إعادة كتابتها لتتلاءم مع ظروف المرحلة.
والله من واء القصد.
كلام من ذهب
قيل للحسن البصري: ما سر زهدك في الدنيا؟ فقال: علمت بأن رزقي لن يأخذه غيري فاطمأن قلبي، وعلمت بأن عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به، وعلمت ان الله مطلع عليّ فاستحييت ان أقابله على معصية، وعلمت ان الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء الله.
إنه حقاً كلام من ذهب ويستحق الميدالية الذهبية.
kbahouth*yahoo.com
ص.ب 599 الرياض 11342
|
|
|
|
|