| عزيزتـي الجزيرة
ما فعلته شركة آبل كمبيوتر تجاه وكيلها مؤسسة الجريسي لخدمات الكمبيوتر والاتصالات يصعب قبوله او التسليم به كأمر واقع . هذه البادرة لا يجب تركها دون محاسبة والا ستفتح باباً واسعاً للتحايل وعدم الوفاء بالعقود التي تتم بين مؤسساتنا والمنتجين الأجانب.. والذين لا بد انهم يتابعون تطورات القضية وما يتخذ على المستوى الرسمي والقانوني تجاه شركة آبل كمبيوتر والتي ان أريد لها ان تأخذ الحلول الوسط سيكون ذلك مشجعا لهم ليحذوا حذوها.
فالشركة صاحبة المنتج أعطت الوكالة لجهة اخرى دون النظر الى الأضرار التي تلحق بالوكيل السعودي وهي بادرة خطيرة والتي ان تركت دون وقفة حازمة ستلقي بظلالها على العقود المبرمة بين مؤسساتنا والمنتجين الآخرين وستكون بداية القفر والتحايل على الأنظمة.
والحقيقة ان ما كتبه الدكتور محمد بن عبد العزيز الصالح في هذه الجريدة لعدد 10369 هو عين الصواب حيث طالب وزارة التجارة بالتحرك للوقوف الى جانب مؤسسة الجريسي. وأنا أقول بدوري لسنا بالجدار القصير لهذه الشركات بحيث تتصرف كما يحلو لها ولا بد ان تفهم ان هناك أنظمة وقوانين تعيد الحق لأصحابه، فالوكيل السعودي تحمّل الخسائر في سبيل الوفاء بالتزاماته القانونية والأدبية فلما بدأ يستردها ويجني ثمار جهده واجتهاده تسطو الشركة على حقوقه ظنّاً منها انه لن يستطيع ان يقاضيها ولتمارس الغطرسة ناسية ما سينتج عن هذا من ردة فعل على المستوى الشعبي.. فالسوق السعودي هو الأكثر استخداما لمنتجها على مستوى الخليج العربي والمفروض ألا يغيب ذلك عنها وان يكون تصرفها من هذا المنطلق وهو ما يجب ان تفهمه ايضا.
ولعلي اسأل على هامش هذه القضية اذا كان تصرف الشركة هذا له علاقة بمفاهيم العولمة والتجارة الحرة والذي ان كان هذا بدايته فماذا سيكون عليه الحال حين تغدو المصالح اكثر تشابكا؟ فهل يغدو يا ترى خليجنا مساحة تمارس عليه تلك الشركات لعبتها وهي لعبة لن يقتصر ضررها على بلد واحد والمفروض ان تكون هناك انظمة وعقود موحدة تحمي مواطنينا من تلك الشركات وتنظيم الوكالات التجارية وكيفية نقلها من بلد لآخر وتسويق البضائع بين دول الخليج بحيث لا يجد الشريك الأجنبي منافذ يستطيع من خلالها ان يلعب لعبته والتي فيها زعزعة لاقتصادياتنا وإرباك للأسواق فتركه يصول ويجول هنا وهناك يبرم عقودا وينكث بأخرى وكما يحلو له وحده دون تبرير تقبل به كل الأطراف شيء لا يجوز تركه بل لا بد من وضع الضوابط التي تمكن مؤسساتنا من الوقوف في وجه تلك الهجمات .
كذلك نطمع ان تقوم الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بتبني اقتراحات بهذا الشأن تفوّت على تلك الشركات اشعال فتيل التضاد بين رجال الأعمال في أسواقنا الخليجية.
والسلام
عبد الله بن عبد الرحمن الغيهب
|
|
|
|
|