أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 21st February,2001 العدد:10373الطبعةالاولـي الاربعاء 27 ,ذو القعدة 1421

لقاءات

د. عبدالله العمري المشرف على مركز الدراسات الزلزالية بجامعة الملك سعود لـ )الجزيرة(:
لا يوجد حالياً أي نشاط بركاني في المملكة ومستوى الخطر الزلزالي منخفض
الهزة التي وقعت شمال المدينة المنورة لا علاقة لها بوجود نشاط بركاني مستقبلاً
لقاء/ عبدالعزيز الثميري
اوضح الاستاذ الدكتور/ عبدالله محمد العمري المشرف على مركز الدراسات الزلزالية بجامعة الملك سعود ان الدراسات الزلزالية القديمة والحديثة التي تم تجميعها ورصدها في منطقتي الرياض والقصيم دلت على ان مستوى الخطر الزلزالي منخفض وان معظم النشاطات التي تم تسجيلها في هذه المنطقة ناجمة عن انهيارات ارضية نظراً لسمك تكونات الحجر الجيري القابلة للذوبان او ناجمة عن تفجيرات تحت سطحية في مناطق المناجم.
كما اوضح الدكتور العمري في حديث ل)الجزيرة( انه لا توجد بحمد الله اي نشاط بركاني في المملكة حالياً ولا يوجد دلائل تشير الى احتمالية حدوث اي ثوران بركاني حالياً والله اعلم.. كما تحدث الدكتور العمري عن مستوى الخطر الزلزالي في جنوب المملكة ومنطقة خليج العقبة وجنوب البحر الاحمر وعن الهزة الارضية التي وقعت بالمدينة المنورة وعلاقتها بحدوث نشاط بركاني مستقبلاً.وفيما يلي نص الحوار:
* اين يتركز النشاط الزلزالي في شبه الجزيرة العربية؟
لقد كان الاعتقاد سائداً بأن شبه الجزيرة العربية خالياً تماماً من اي نشاط زلزالي على مر العصور ولكن الواقع هو العكس، حيث دلت الدراسات التاريخية والحديثة على ان المنطقة سبق وان تعرضت لبعض الهزات الارضية والبراكين. والاعتقاد السائد كان مصدره اولاً عدم وجود اجهزة رصد زلزالية في المنطقة علاوة على ان مراكز الهزات في مواقع ذات كثافة سكانية قليلة ولله الحمد وفي مناطق متباعدة وهذا بدوره ادى الى عدم الاحساس بها وباثارها. وعموماً يتركز النشاط الزلزالي في شبه الجزيرة العربية على امتداد حدود الصفيحة العربية في منطقتين رئيستين استناداً على حركة الصفائح وهما:
منطقة خليج العقبة: ويتركز النشاط الزلزالي في اخدود البحر الميت وخليج العقبة الذي يمتد من جبال زاجروس الى البحر الاحمر مكوناً حزاماً زلزالياً نشطاً يصل طوله الى 1000 كيلو متر تقريباً. وتكمن اهمية هذا الاخدود في انه يربط حركة الاتساع في البحر الاحمر بحركة تصادم الصفائح في جنوب تركيا وايران.
منطقة جنوب غرب المملكة وجنوب البحر الاحمر واليمن:
وسط البحر الاحمر وشماله هما اقل نشاطاً كما هو موضح في الخارطة للمنطقة خلال الفترة من 112 2000م. وقد تم رصد اكثر من 000.10 هزة تتراوح مقدارها بين 5.2 الى 7 درجات. على مقياس ريختر المفتوح ومعظمها في منطقة حدود الصفيحة العربية.
اما الدرع العربي ووسط وشرق المملكة فهي اقل المناطق نشاطاً قديماً وحديثاً لعدم وجود الفوالق النشطة ولوجود درع صلب متماسك يغطي مساحة قدرها 000ر600 كيلو متر مربع، ويصل سمك القشرة تحته الى 42 كيلو متر تقريباً.
مركز النشاط الزلزالي
* أين يتركز النشاط الزلزالي والبركاني في منطقة خليج العقبة؟
لقد دلت الدراسات والسجلات التاريخية على ان منطقة خليج العقبة وشمالها سبق وان تعرضت لعدد من الهزات الارضية العنيفة وبعض النشاطات البركانية، ونظراً لان اجهزة الرصد لم تكن متوفرة خلال تلك الفترة من الزمن فان معظم الزلازل وتقدير شدتها مبني على مقدار الاحساس بالهزة وتقدير الخسائر وحجم الدمار في المنطقة.
وبالرجوع الى السجلات التاريخية امكن تدوين اكثر من ثلاثين زلزالاً في المنطقة تراوح قدرها ما بين 4 5.6 خلال الفترة ما بين 747 1964م.اي بمعدل زلزال قوي كل 25سنة تقريباً. وقد تعرضت المنطقة في الاعوام 641،1068، 1212،1293،1588م الى هزات عنيفة نتج عنها اضرار جسيمة.
فزلزال عام 1068 فقد سبب اضراراً بسيطة لحقت بتبوك وتيماء وخيبر والمدينةالمنورة.اما زلزال المدينة المنورة عام 1256م فيعتقد انه من اصل بركاني وقد غطت حممه المدينة المنورة لمساحات شاسعة امكن رؤيتها من مكة المكرمة وينبع وتيماء.
وحديثاً وبعد انشاء محطات الرصد الدولية عام 1965م بدأ هناك تحسن ملحوظ في الرصد الزلزالي وخلال الفترة من عام 1965 الى الآن امكن رصد ما يزيد على 1200 زلزال يتراوح قدرها ما بين 5.3 و 6 درجات على امتداد اخدود البحر الميت وخليج العقبة. ومعظم تلك النشاطات تم رصدها في الثمانينات والتسعينيات.
170 زلزالا
* ماذا عن مستوى الخطر الزلزالي في جنوب المملكة؟
ان دراسة مستوى النشاط الزلزالي وخطره في المنطقة الجنوبية وجنوب البحر الاحمر لا يقل اهمية عن منطقة خليج العقبة وتقع في نفس النطاق الزلزالي.
وخلال الفترة من 1900 1994م امكن تسجيل 170 زلزالاً في المنطقة تراوح مقدارها ما بين 36.6 درجات.
ومن اعنف الزلازل التي وقعت في المنطقة في هذا القرن وسببت خسائر بشرية ومادية كانت في الاعوام 1941، 1955 ، 1982م.
ولقد دلت نتائج الدراسة التي اجريتها حول زلزالية وحركية المنطقة انها تعرضت خلال الفترة من 1913 1996م الى ما يقرب من 400 زلزال تراوحت درجاتها ما بين 8.2 الى 7.6 درجات حسب مقياس ريخترومعظم مراكز الزلازل وقع داخل البحر والبقية على اليابسة.
كل اربعين سنة
* ماذا يجب عمله لتخفيف الخطر الزلزالي المحتمل في المنطقة الجنوبية من المملكة؟
غالباً ما يكون مصدر الخطر الزلزالي ناتجا عن الحركة الارتدادية المتكررة التي يسببها الزلزال للمبنى في الاتجاهين الافقي والرأسي بقوى عزم والتي بدورها تسبب دوراناً او انقلاباً للمبنى وبسبب هذه القوى الاهتزازية المتكررة فان عناصر المبنى تبدأ في فقد قوتها وتماسكها ومن ثم انهيارها. واذا اخذنا في عين الاعتبار نتائج هذه الدراسة مع الزلزالية التاريخية والاخطار الزلزالية المتوقعة فان اكبر زلزال متوقع في المنطقة لا يتعدى مقداره 8.6 في البحر او 6 على اليابسة. اما تكرارية الزلزال القوية فتدل على ان المنطقة قد تتعرض الى زلزال 6 على مقياس ريختر كل اربعين سنة والله اعلم.
لا خطر
* ماذا عن مستوى النشاط الزلزالي والاخطار المتوقعة في منطقة الرياض؟
من الدراسات الزلزالية التاريخية والحديثة التي تم تجميعها ورصدها من تسجيل محطات رصد الزلازل في كل من الرياض والمجمعة والقصيم والرين دلت الدراسات على ان مستوى الخطر الزلزالي منخفض واقصى هزة بلغ قدرها 7.3 على مقياس ريختر. ان معظم الانهيارات التي تم رصدها وتسجيلها في هذه المنطقة ناجمة عن انهيارات ارضية نظراً لسمك تكونات الحجر الجيري القابلة للذوبان او ناجمة عن تفجيرات تحت سطحية في مناطق المناجم.
والدراسات الحديثة التي اجريت على منطقة الرياض دلت على ان سمك القشرة يصل الى 45 كلم تحت مدينة الرياض ويصل عمق صخور القاعدة 5.3 كلم والمهم ان عند دراسة مستوى الخطر الزلزالي في هذه المنطقة فانه لابد من اخذ الاعتبارات الجيوتقنية الخاصة بالتربة وحساب سرعة موجات القص.
صعبة جداً
* هل يمكن الاستفادة من النشاطات الزلزالية التي يسجلها المركز في التنبؤ بالزلزال قبل حدوثه؟
تعد مسألة التنبؤ بالزلزال امراً في غاية الصعوبة على الرغم من بعض المحاولات الناجحة في بعض الدول المتقدمة.
ويتمثل التوقع الكامل لحدوث الزلزال في معرفة ثلاث عناصر اساسية هي مكان وزمان وقدر الزلزال فبالنسبة لمكان الزلزال. وقدره فقد توصل العلماء الى تحديد اكثر الاماكن تعرضاً للزلزال على الكرة الارضية.
اما بالنسبة لزمن الزلزال وهو اهم العناصر فعلى الرغم من وجود بعض الظواهر المختلفة التي تدل على قرب وقوع الزلزال في منطقة ما إلا انها ليست قاعدة ثابتة يعتمد عليها في تحديد وقت حدوثه فقد يحدث بعد يوم او شهر او اكثر وقد لا يحدث مع وجود هذه الظاهرة.
نستفيد منها عمرانياً
* إذا كانت مسألة التنبؤ أمراً صعباً فما فائدة المراصد؟
المراصد تقوم بدور هام في قياس الزلازل الصغيرة والكبيرة وهذه بدورها على المدى الطويل تعطي انطباعاً عن مستوى النشاط الزلزالي في منطقة ما والتي تساعد بدورها على معرفة تكرارية الزلزال المدمرة ومواقعها للاستفادة من هذه التكرارية في اخذ الاعتبارات الهندسية في المشاريع العمرانية.
صورتان للبراكين
* ماذا عن النشاط البركاني بالمملكة وهل له علاقة بالهزة التي وقعت مؤخراً في المدينة المنورة؟
لا يوجد في المملكة أي نشاط بركاني في الوقت الحاضر ولله الحمد وليس هناك اي دلائل تشير الى قرب حدوث اي ثوران بركاني والله اعلم في المستقبل القريب رغم حدوث بعض الهزات الارضية الخفيفة في الجزء الشمالي الغربي والجنوبي الغربي من المملكة. اما النشاط البركاني السابق فأثاره واضحة وكثيرة وهو ينحصر في صورتين:
أ النشاط البركاني القديم الذي جرت احداثه منذ بداية تكوين الارض خلال عصر ماقبل الكمبري وما بعده الذي نتج عنه تكوين الصخور البركانية والمتحولة من اصل بركاني التي تنتشر على الدرع العربي مثل صخور الانديزايت والبازلت.
ب النشاط البركاني الذي جرت احداثه خلال العصر الثلاثي والرباعي والذي يتمثل في الحقول البركانية )الحرات( المنتشرة في مناطق كثيرة من الدرع العربي.وهذه الحقول مرتبطة الى حد كبير بتكوين منخفض البحر الاحمر وانفتاحه منذ بداية عصر الايوسين ومن هذه الحقول ما يلي:
1 حرة الحرة وحرة العويرضي في الشمال.
2 حرة خيبر والاثنين والمدينة ورهط وهثيم وليونير في اواسط الشمال الغربي.
3 حرة كشب والطائف ووحدات والنواصف والبقوم على خط عرض مدينة الطائف.
4 حرة البرك في الجنوب الغربي.
اما فيما يخص الهزة التي وقعت على بعد 60 كلم شمال المدينة المنورة فبلغ مقدارها 6.3 وتعتبر ضعيفة وليس لها علاقة بحدوث نشاط بركاني مستقبلاً ولم يسبق ان تم رصد هزة محسوسة بهذاالقدر منذ فترة قريبة.
والبيئة الحركية لمنطقة الزلزال لا يوجد بها فوالق نشطة معروفة.
عوامل داخل الأرض
* ماهي أسباب النشاط البركاني؟
يحدث النشاط البركاني بسبب عوامل فعالة في باطن الارض بعيداً عن القشرة الارضية وتتمثل هذه العوامل في الطاقة الحرارية والضغط. اما الطاقة الحرارية ففي الغالب هناك ثلاثة مصادر رئيسية للطاقة الحراية التي تتسبب في انفجار البراكين هي الاشعاع الذري واحتكاك الكتل الصخرية والصفائح والطاقة الحرارية الارضية.
اما الضغط فهناك عدد من الانفجارات البركانية تحدث حسب شدة الضغط، منها الانفجارات الهادئة والانفجارات العنيفة وتحدث الاخيرة نتيجة للضغط الشديد الذي يتسبب في صعود الابخرة المتوهجة والرماد والغبار والهبات الافقية مع اندفاع اللابة شديدة اللزوجة والحمم والطين البركاني بسرعات كبيرة ويؤدي ذلك الى تكوين البراكين.
يمكن التنبؤ
* إذاً هل من الممكن توقع حدوث بركان في مكان ما؟
من الممكن توقع حدوث نشاط بركاني بالطرق التالية اولاً: مراقبة البراكين بالوسائل الجيوفيزيائية حيث ان حدوث الثوران يتم بعد تحرك كميات كبيرة من الصهير الى غرفة الصهير موجود تحت البركان وهذا يؤدي الى تغير المجال المغناطيسي والظروف الحرارية المحلية بحيث يمكن اكتشاف ذلك بالاجهزة الجيوفيزيائية واجهزة الاستشعار عن بعد.
ثانياً: طوبوغرافية البركان مثل ميل قمته وانبعاجها او انتفاضها او هبوطها مما يدل على حركة الصهير وصعوده الى اعلى.
ثالثاً: مراقبة النمط والسلوك الزلزالي حيث يصحب صعود الصهير العديد من الهزات الارضية الصغيرة التي يمكن تسجيلها بواسطة محطات الرصد الزلزالية وهي تدل على قرب الثوران البركاني.
رابعاً: اجراء دراسات جيولوجية مفصلة لمنطقة البركان للتعرف على امكانية حدوث ثوران بركاني في المستقبل.
اول قاعدة معلومات
* هل هناك قاعدة بيانات زلزالية موحدة للاحداث الزلزالية التي يتم رصدها محلياً واقليمياً؟
قام مركز الدراسات الزلزالية بجامعة الملك سعود عام 1418ه باصدار اول قاعدة زلزالية لشبة الجزيرة العربية والدول المجاورة واشتملت تلك القاعدة على تقرير مختصر عن الوضع الحركي والتوزيع الزازلي على امتداد حدود الصفيحة العربية ومواقع شبكات الرصد الزلزالي.
كما يقوم المركز حالياً باصدار نشرة شهرية عن النشاطات الزلزالية وهناك تقرير سنوي يتم توزيعه على جهات حكومية وعلمية محليا وعربيا ودولياً وقد ساهمت تلك البيانات في تحديد مواقع الزلازل خاصة على حدود الصفيحة العربية التي سوف تساعد على التوقعات المستقبلية. للمناطق الاكثر تعرضاً للزلازل وكيفية التقليل من مخاطرها باذن الله.
أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved