أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 21st February,2001 العدد:10373الطبعةالاولـي الاربعاء 27 ,ذو القعدة 1421

مدينة الملك عبد العزيز الطبية

سمو ولي العهد يدشن اليوم مدينة الملك عبد العزيز الطبية
مراكز طبية متعددة تلبي احتياجات قائمة لمرضى في أمس الحاجة اليها
مركز طب وجراحة القلب وزراعة الكبد اشتمل على جميع عناصر التقنية البشرية والخدمية
* الرياض عوض مانع القحطاني:
مدينة الملك عبد العزيز الطبية التابعة للحرس الوطني، والتي سيتفضل صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز اليوم بافتتاحها.. تعد صرحاً صحياً وطبياً جديدا ينضم، الى منظومة المرافق الصحية ذات الخدمات المتعددة للمواطنين.والمدينة بما تمتلكه من امكانات وما توفره من خدمات تعتبر نموذجا مشرفاً للحرس الوطني الذي يمارس دوراً خدمياً وحضارياً باهراً في حياة المجتمع، حيث تحتوي على العديد من التخصصات والمراكز الطبية التي تخدم منسوبي الحرس الوطني وعوائلهم ومن يحتاج الى هذه التخصصات من المواطنين.
ويجيء تفضل سمو ولي العهد الأمين بافتتاح هذا المرفق الطبي المتميز كخطوة تتسق مع خطوات قادة هذه البلاد وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين، حيث دأبت القيادة الرشيدة على دعم ومؤازرة كل المشروعات التي تصب في خدمة الوطن والمواطن، بل ووقفت ترعى كل الخطوات التي تسير في اتجاه اقامة تلك المشروعات، إيماناً بأهمية ان يحظى المواطن بأعلى درجات الخدمة في كل شؤون حياته.. حتى يظل قادراً على ادارة عجلة النماء في وطنه بكل كفاءة واقتدار. و «الجزيرة» التي اهتمت بهذه المناسبة تفرد اليوم هذه المساحة للحديث عن مدينة الملك عبد العزيز الطبية ومراكزها الطبية المتعددة، كما تفرد مساحة اخرى لإنجازات الشؤون الصحية بالحرس الوطني والتي تشهد تطورات متلاحقة في العديد من الاتجاهات وعلى عدد من الأصعدة.
الحاجة القائمة خططت للمشروع
عندما تفضل صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني يحفظه الله بوضع حجر الأساس لمشروع مدينة الملك عبد العزيز الطبية فانما كان يضع اللبنة الأولى لمشاريع جبارة تتميز بتلبيتها لاحتياجات قائمة لمرضى ينتظرون هذه المشاريع بفارغ الصبر، فهذه المدينة التي وقفت شامخة تمثل شاهد عيان على ما يلقاه مواطن هذا البلد والمقيم فيه من رعاية حانية وعطف أبوي من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الذي ظل يتابع ويدعم ويشجع ويستعجل إتمام هذا المشروع.. وها هو اليوم يقص شريط افتتاح موسم الحصاد لهذه المشاريع الانسانية الطبية الشامخة التي استحقت بما فيها من حسن التخطيط ولمّ شمل التخصصات وتوحيد الخدمات ان تحمل اسم موحد الجزيرة العربية المغفور له باذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
ان المراكز الطبية المتعددة التي تضمها هذه المدينة الطبية تفسر ما نعنيه بتلبية احتياجات قائمة لمرضى هم في أمس الحاجة اليها.
فها هو مركز طب وجراحة القلب وزراعة الكبد وقد بني ليشتمل على جميع عناصر التقنية البشرية والخدمية التي تحتاجها عمليات كبرى ومعقدة كزراعة وجراحة القلب، ليلغي جميع الحواجز والعوائق التي قد تقف أمام نجاح مثل هذه العمليات، ويقلص مخاطرها الى الحد الأدنى المسموح به في أشهر المراكز العالمية.
وهذا مركز طب وجراحة الأسنان يحل المعضلة الأزلية التي تتمثل في كثرة الطلب على هذا الشكل من أشكال الرعاية الصحية وقلة فرص الحصول عليه مما جعل قائمة الانتظار تمتد الى عدة أشهر او سنوات قبل انشاء هذا المركز الذي جمع بين سعة الاستيعاب وتطور التقنية وتدريب العناصر الوطنية وإتاحة فرص الممارسة للكوادر الطبية السعودية المؤهلة.
ويشكل مركز الإقامة الطويلة الفريد من حيث السعة والإمكانات تفريج الكربة لفئتين من المرضى.. الفئة التي تحتاج الى رعاية طبية تمريضية متوسطة طويلة الأمد، ولا يمكن تركها تشغل أسرّة المستشفيات ذات الرعاية المتقدمة من الدرجة الثالثة، وهذه الفئة كانت تعاني ويعاني ذووها من عدم توفر مركز للرعاية المزمنة، أما الفئة الثانية المستفيدة فهي الفئة التي تحتاج الى رعاية متقدمة فلا تجدها بسبب إشغال الأسرّة المتقدمة بمرضى الرعاية المزمنة وهكذا فقد حقق هذا المركز تخصيص الرعاية وتوفير الأسرّة.
وفي مركز العيادات الخارجية سيجد المرضى المراجعون وأطباؤهم وأقاربهم ضالتهم في التخلص من طول انتظار المواعيد وازدحام العيادات المشتركة وقلة غرف الفحص المتاحة، فالمبنى المكون من ستة أدوار سوف يستوعب الأعداد الكبيرة من المراجعين الذين كانوا يتزاحمون في ممر واحد، وسيحقق تقليصاً في مدة انتظار الموعد، ويهيء البيئة المثالية للطبيب لفحص مريضه والتحدث معه وسهولة إحالته من حيث الزمان والمكان والتقنية والخدمات المساندة.
ويأتي مركز الإسعاف والطوارئ الذي أنشىء حديثاً بمستشفى الملك فهد بالرياض ليحل معضلة أخرى كانت تتمثل في تزايد أعداد الحوادث والحالات الإسعافية التي يستقبلها قسم الطوارئ بالمستشفى بحكم موقعه بالقرب من طريق الرياض خريص الدمام السريع وطريق النسيم والطريق الدائري الشرقي، ونظرا لكونه المركز الرئيسي الأول في المملكة لاستقبال حالات الإصابات بالمملكة فكان التزايد المطرد لحالات الإسعاف والطوارئ فوق قدرة استيعاب مركز الإسعاف القديم مما يشكل إرباكاً شديداً وطول انتظار للحالات غير العاجلة، وبانشاء هذا المركز الجديد فان التعامل مع أكثر الحالات الطبية حرجاً وحاجة للمبادرة السريعة وهي حالات الحوادث سيشهد تطوراً كبيراً ينعكس ايجاباً على انقاذ العديد من الأرواخ وحسن التعامل مع الحالات الحرجة وتقصير زمن انتظار الحالات غير العاجلة، فالإسعاف الجديد هو حقا ثلاثة مراكز اسعاف في مركز واحد «إسعاف الإصابات الخطيرة، إسعاف للأطفال، إسعاف عام».
أما مركز العناية المركزة والحروق «مبرة فهدة بنت العاصي بن شريم» فيأتي ليلبي احتياجا طبياً انسانياً كبيراً يتمثل في ضرورة زيادة القدرة الاستيعابية لوحدتي العناية المركزة والعناية بمرضى الحروق كنتيجة حتمية لازدياد الحالات الحرجة التي يستقبلها المستشفى سواء من الحوادث كما سبق ذكر ذلك او من الأمراض الأخرى التي تحتاج مضاعفاتها الى عناية خاصة كأمراض القلب والأورام وفشل الكبد والكلى وخلافها، ويكفي تدليلا على أهمية هذا المشروع وحيويته تخيل احتياج مريض او عدة مرضى الى دخول العاية المركزة مع انشغال جميع الأسرة المتوفرة، وتأتي زيادة عدد الأسرّة الى «29» سريراً «21 سريراً للعناية المركزة و8 أسرّة للعناية بالحروق» لتشكل غيثاً للمريض المحتاج وتيسيرا للرعاية الطبية المستحقة والتي تنعكس في شكل انقاذ للأرواح، وتأتي لفتة صاحب السمو الملكي الكريمة تخليداً لذكرى والدته رحمها الله.
وتأتي العيادات التخصصية الشاملة للحرس الوطني لتجسد حقيقة ان الشؤون الصحية بالحرس الوطني تتنهج النهج العلمي الطبي الحديث الذي يؤمن بأن الرعاية الصحية الناجحة هي تلك التي تبدأ بالاهتمام بالرعاية الصحية الأولية، فبدون انشاء مراكز رعاية صحية اولية عالية المستوى لا يمكن للمستشفيات المتقدمة ان تتفرغ لدورها الحقيقي، ولا يمكن تفعيل مقولة ان الوقاية خير من العلاج.
وعلى هذا الأساس فقد بدأت الشؤون الصحية بالحرس الوطني وبسرعة نسج منظومة الرعاية الصحية الأولية بتطوير وتحديث ودعم بعض المراكز وانشاء أخرى، وتعتبر العيادات التخصصية الشاملة للحرس الوطني واحدة من جواهر تلك المنظومة، فقد بنيت على طراز حديث متكامل يجمع بين العيادات العامة والتخصصية ليلبي حاجة ماسة تتمثل في الرعاية الطبية ومعالجة الحالات التي لا تحتاج الى المستشفيات وتحويل الحالات التي لا يمكن علاجها الا في مستشفيات ذات رعاية من الدرجة الثانية او الثالثة او المتخصصة، ويأتي موقع هذه العيادات التخصصية الشاملة في أم الحمام ليخدم سكان أكبر عدد ممكن من أحياء مدينة الرياض.
أما المركز الوطني لانتاج الأمصال واللقاحات بالحرس الوطني.. فقد جاء انشاؤه ليحل معضلة كبيرة كانت تتمثل في ارتفاع عدد ضحايا الثعابين والعقارب السامة في المملكة ودول الخليج والدول العربية المجاورة بسبب عدم توفر أمصال فعالة لانقاذ المصابين حيث تفرض طبية وآلية عمل الأمصال ان تكون منتجة من نفس سموم الثعابين والعقارب التي تعيش في البيئة نفسها، بينما تحضر الأمصال المستوردة من بيئات مختلفة تماماً عن الطبيعة البيئية لهذه المنطقة.. فكان استيراد الأمصال غير الفعالة يشكل هدراً مالياً لا فائدة طبية من ورائه، وقد استطاع المركز الوطني لانتاج الأمصال واللقاحات انتاج أمصال عالية الفاعلية والتخصص تجلت فاعليتها في انقاذ العديد من الأرواح بإذن الله ليس في المملكة فحسب بل في دول الخليج والدول المجاورة ودول عربية اخرى.
ولعل احدى الثمار اليانعة لهذا المشروع الإنساني الطبي العظيم مكرمة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني عندما أمر يحفظه الله بارسال طائرتين تحملان شحنات من الأمصال المنتجة في المركز لإنقاذ سكان ولاية دنقلا بالسودان من لدغات العقارب المميتة والتي انتشرت عندما تعرضت تلك الولاية للفيضانات.
حيث كان معدل الوفيات اليومي للأطفال بسبب العقارب يصل الى ثلاث حالات يوميا، وتمكنت أمصال المركز من إنقاذ السكان بإذن الله من موت محقق، وهي مكرمة ما زال المركز يلمس صداها لدى أبناء الشعب السوداني الشقيق وخاصة الأطباء منهم حتى اليوم.
هذا اضافة لما يحققه المركز من اكتفاء ذاتي للمملكة ودول الخليج والدول المجاورة والذي جاء تفعيلاً لعبارة «مصدر الأمن الدوائي في مجال الأمصال واللقاحات للمملكة ودول الخليج والدول المجاورة التي اتخذها المركزهدفا فأصبحت انجازاً وشعاراً للمركز».
استحداث إدارات متخصصة بالشؤون الصحية للحرس الوطني ساهم في تطوير الكوادر والخدمات.

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved