أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 21st February,2001 العدد:10373الطبعةالاولـي الاربعاء 27 ,ذو القعدة 1421

الاقتصادية

بالرغم من ذلك
كي لا يعيق القطاع العام القطاع الخاص
د. محمد الكثيري
من تتاح له فرصة الجلوس مع مجموعة من رجال الاعمال أو مديري الشركات ثم تتاح له فرصة مشابهة ليجلس مع نظرائهم من العاملين في القطاع العام يدرك الفرق في التفكير وآلية التعامل مع الجهاز الذي تنتمي له كل فئة. المجموعة الأولى تهتم في الغالب بالنتيجة وكيف ومتى يتحقق الهدف اما الأخيرة فان همها صياغة الاجراءات وتطبيق الانظمة. طبعا لكل فئة ظروفها ومعطياتها وايضا المساحة المتاحة لها للعمل من خلالها. وبغض النظر عن الاثر الذي تحدثه طريقة العمل داخل الاجهزة الحكومية على المواطن وخدمته الا ان هذا موضوع آخر ليس هو هدفنا اذ ان التركيز هنا هو على تلك العلاقة بين القطاع العام والقطاع الخاص وكيف يستطيع الاول ان يساهم في دعم وتسيير عمل الثاني من جانب وكيف يتحرك هذا الاول ايضا في تحقيق وتفعيل خطط الدولة الرامية الى دعم ودفع القطاع الخاص ليلعب دورا اكبر ويأخذ حيزا اوسع في المجال التنموي والاقتصادي.
ان المتأمل يلحظ ان اجهزتنا الحكومية ذات العلاقة بالقطاع الخاص غير قادرة على مجاراة المناداة بتفعيل هذه الأجهزة لكي تكون اكثر قدرة على الاستجابة لما تمليه المرحلة سواءا كانت تلك الدعوة صادرة من اصحاب القرار في الدولة أنفسهم او كانت من قبل رجال الاعمال ومسؤولي القطاع الخاص. وهذا بدوره انعكس سلبا على الدور الذي نتوقع ونأمل ان يلعبه القطاع الخاص في هذا الوقت بالذات من عمرنا التنموي بل انه انعكس ايضا على نفسية مسؤولي القطاع الخاص وحماسهم للاستثمار داخل بلدهم وهم يرون ويقارنون ما يجري في الدول المحيطة.
صحيح ان هناك تحركات تمثلت في انشاء بعض المجالس والهيئات العامة التي انشئت بأسلوب يسمح بتفاعلها مع لغة العصر ومتطلباته، ولكن المشكلة تكمن في تلك الاجهزة التقليدية التي ما زالت غير قادرة على التفريق بين مشروع استثماري بمئات الملايين يسيل له لعاب أية دولة مجاورة وبين نقل موظف من مكتب الى مكتب مجاور فكلها معاملات وكلها اوراق تتراكم كلما مر عليها يوم لم يتخذ فيها قرار. يجب ان ندرك ان الزمن لم يعد هو نفس الزمن وان ظروف المنافسة وآلياتها تتغير من يوم لآخر مما يتطلب اعادة النظر في كيفية التكيف والتعامل مع ذلك الزمن وتلك الظروف مما يستدعي النظرة الصادقة والمراجعة الحقيقية لدور الكثير من اجهزتنا الحكومية وطريقة ادارتها لاعمالها وهذا لا يعني فقط مراجعة الاجراءات والانظمة بل وهو الاهم مراجعة وتقييم اسلوب اداء اولئك الذين يقفون وراء تلك الانظمة وبالذات مسؤولي الادارات العليا والتنفيذية الذين يبدو انهم نشأوا وترعرعوا مع تلك الأجهزة مما يجعل التغيير وتبني الافكار الجديدة في انجاز الاعمال وادارتها امرا صعبا للغاية.
kathiri@zajoul.com

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved