أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 21st February,2001 العدد:10373الطبعةالاولـي الاربعاء 27 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

مَنْ يُعذِّبُ النصَّ..؟!
إبراهيم عبد الرحمن التركي
)1(
** لا شيءَ يحدث خارج المجتمع
حسن حنفي
***
** القارىء الذي يُعذِّبُ النصَّ لا ينجو من العقاب
عبد الفتاح كيليطو
***
** اعرفْ نفسك بنفسك
سقراط
***
** فإن النار بالعودين تُذْكى
وإن الحرب مبدؤها كلامُ
نصر بن سيَّار
***
)2(
** مَنْ أنا..؟
هل ترى تعرفني أكثر منِّي..؟
أم تغني للتجنيِّ..؟!
أي فنٍّ في انطفاءاتِ
التمنِّي..؟
أيُّ معنىً
لعذاباتِ المغنِّي..؟
** من أنا..؟
أأنا أنت..؟
هل الآخر منيِّ..؟
أأنا أنت..؟
أأنت اليوم
مثل «الأمس»
لون الهمس
إيقاعُ التبنِّي..؟!
** أنا لا أعرف شيئاً
غير أنّي
لا أودُّ التّيه في
العتمةِ
أن يُقلب لي
في موقفي
ظهرُ المجنِّ..
** أيّ فنِّ.. في عذابات المغنِّي..؟!
***
)3/1(
** يُقال عن «بروكِسْت» إنه قاطعُ طريق «يونانيٌّ»، يخطف الناس، وينزلُهم أحد «فِراشين» حسب قاماتهم، فمن كان «طويلاً» أراحه على فراش «صغير» ثم «قصَّ» من أطرافه ما زاد على الفراش، ومن هو «قصيرٌ» وضعه في الفراش «الكبير» فيمغطُ أيديهم وأرجلهم بالقوة حتى تمتدّ لملء مساحة الفراش..!
** حكايةٌ من عصور «الغاب» التي كنَّا سنجزمُ بانتهائها لولا ورود «حكاياتِ» أشدّ «بأساً» يترحَّمُ بسببها « الأواخر» على «الأوائل»، وتبدو معها «إنشائياتُ» التحضُّر «دعابةً» في «مأتم»..!
** مضى «بروكست» ولم يمض خلفاؤُه، فلندعهم لآمال «جيلٍ» يفتح عيونه على «الأمان»، فربما وجدوه ذات «وعي «بلا جدوائية» الادعاء في زمن الحقائق..!
)3/2(
** لنأتِ إلى ما يُهِمُّنا في الموضوع «الثقافي» الذي يشغلُه «قُطَّاع طرقٍ» من نمط آخر، فهم يبتسرون «النصوص» إذ تستحقُّ « الإفاضة»، ويمغطون «سواها» مما شأنه «الاختصار»، ويبقى «القارئُ» مندهشاً بين «أقزامٍ» تتعملق، و«عمالقةٍ» يُقَزَّمون، ويستمرُّ مبدأ «بروكست» دون أن يجد «وازعاً» أو «رادعاً»..!
** تجيء «البدايةُ» لتصدمَ مفهوماً «متواتراً» «للنصِّ» من جهة، و«صاحبه» من جهة، و«متلقيه» من جهة ثالثة، وتتوافر أمام المتابع مجموعةٌ من «الأدواءِ» الفكرية المتصلة «بحركة» الكلمة، و«إبداع» المتكلم، و«فهم» القارئ، فربما قيَّد ورثة «بروكست» انطلاقةَ الكلمة، وربما جذبوها «طولاً وعرضاً» لتتلاءم مع «قياساتهم» وهذه مشكلة «أولى»..!
)3/3(
** وثمة «أخرى» يتطوع بها «المؤلِّف»/ «الكاتب»/ «المبدع» بنفسه فيحاول أن تتمَّ العملية بيده لا بيد «بروكست» فينكمش «صوتاً ودلالةً» أو يمتدُّ ليطمئن إلى أن قامته مساوية للفُرُش «المصفوفة» في انتظار أمثاله من «الباحثين» عن النوم المطمئن..!
** ويبقى «المتلقي» مُجْبراً على ارتداء نظارات «محدَّبة» و «مقعَّرة» ليرى كما «يرسمون»، ويقرأ مثلما «يكتبون»، ويُؤمِّن تبعاً لما «يشتهون»..! و«الواو» إن أعياكم البحث عن «مرجعيَّتها» عائدةٌ إلى «فاعلٍ» تحول إلى «مفعول»، و«مرفوعٍ» توجَّه نحو «السكون»، وبقي خلفاءُ «بروكست» «يعيثون» و«يعبثون»..!
** الحكايةُ «يونانية»، و«الحاكون» عرب، والتواصلُ «الانساني» يتخطى كل «حدٍّ» أو «قيد»، فلا بأس إن بدأت «هناك» لتكتمل «هنا»، ولا فرق بين مَنْ «يُشوِّهُ» أو «يُعِذِّبُ» «الشكل»، ومن يمارس ذلك مع «المضمون»..!
***
)4(
** يُطِلُّ إشكال «التأويل» من ثنايا المعالجة السابقة، إذ إن «اعتساف» النصوص وتحميلها ما لا شأن لها به سمةٌ بارزة في «أدبيَّات» الفكر «الموجه» مما يجعلُ «القراءةَ» و«قراءةَ القراءة» وما بعدها محكومةً «بأطُرٍ» مقررةٍ سلفاً، حيث تصنّفُ الكلمة، ويصنَّفُ المتكلِّم، ويصنَّفُ القارئ، ويبدو الخروج من القَمْع «التصنيفي» أصعبَ من الخروج من سلاسل «بروكست»..!
** نقرأُ «الاسم» أولاً «فنهلعُ» منه أو «نهرع» إليه، واثقين من «ذاكرتنا» القادرة على «الفرز» الفوريِّ.. فهذا «مشبوه»، وذاك «مأجور»، وغيرُهما «حائدٌ» أو «مُحايد»، و«ملتزم» أو «مُلْزَم»، و«حداثيٌّ» أو «تقليديٌّ»، و«يمينيٌّ» أو «يساريٌّ»، و«تنويريٌّ»، أو «ظلاميٌّ»، و«صوتيٌّ» أو «فعليٌّ»، وأضيفوا ما تشاءون إلى هذه «الفئوية» المقيتة التي «جزَّأت« الرؤى، و«شطرت» الرائين، وما زلنا بفضلها مختلفين يسود بيننا «الشكُّ»، وإذ يتصدر «الوهْمُ» يسيطر «الهمُّ» ويُسطِّر «الوهن»..!
** لم يقف الوضع عند حدود «الفعل» و«التفاعل» بدلالات «الفهم» دون «التفاهم» فينحصر «الخلاف» في مسألة «القراءة والكتابة»، وإنما تجاوزه إلى شؤون و«شجون» الدنيا، وتمادى الوضعُ ببعضهم ليتوقفوا عن «العمل» و«التعامل» مع من يحسبونه خارجاً عن «دوائرهم»، وربما حاربوه في «وظيفته» وحرموه من «حقوقه»، وأساءوا إلى «سمعته»، وتساءلوا عن «أصله» و «فصله» و «جذوره» و «بذوره»..! ولم يبقَ إلا أن يكرِّروا مقولة «نحميا» لمن خالفوا اللسان «العبري»:
* « لا تُعْطوا بناتكم لبنيهم، ولا تأخذوا من بناتهم لبنيكم ولا لأنفسكم..».
***
)5(
** لم يُتح «التصنيف» مجالاً لمعرفة «الحقيقة»، وأضحى صراعُ «الهويّة» متأججاً بين فئامٍ تحاولُ «الانتسابَ» بإثبات «انتمائها»، ونفي سواها لتظهر أمام غيرهم من فئة «اللقطاء»..!
** ورغم محاولةِ )أمين معلوف( وهو رائدٌ في حقله الظهورَ بمظهر «الموضوعي» في كتابه الجديد )الهُويات القاتلة( الصادر مترجماً عن دار الجندي بدمشق عام 1999م إلا أنه سقط في «الشرَك» نفسه، ونصب ذاته وصيَّاً على «التنوير» أمام «الرجعية» و«السلفية»..!
** وإذ لقي هذا الكتاب استقبالاً حافلاً، فإن «صاحبكم» لا يجد أمامه بُدّاً من أن يضيفه إلى القوائم الطويلة من الاصدارات التي تواجه «التعصب» بتعصب، وتردُّ على «الحوار» بالصخب، وتقرأ «معادلة» الاختلاف ناقصةً من أبعادها الرمزية في حق الجميع «بالقول» وحقهم كذلك بالقول على القول..!
** ويبقى السؤال الذي طرحه «معلوف» قائماً أمامه وأمام غيره:
* لماذا يبدو من الصعب جداً على المرء الاضطلاع بجميع انتماءاته وبحريَّة تامة.. ولماذا يجب أن يترافق تأكيد الذات مع إلغاء الآخرين»..؟
** لا إجابة فلا أمل «بتغييرٍ» يأذن بكلمةٍ سواءٍ، وبمشروعية «الافتراق» دون أن يترتب على ذلك «عنف» أو «توتر» أو «تخوين» أو ما أجمله «معلوف» في عنوان كتابه حين تتحول «الهويّة» إلى أداة للقتل..!
***
)6(
** بمقدار ما ظهر أمين معلوف «متعقلاً» وإن تحيَّز لنظرته فإن «رياض نجيب الريِّس» أخذ الجانب الآخر حين أصدر سلاسله عن «العنف الأصولي» متهماً أحد التيارات بمسؤوليته عن القمع والارهاب متيحاً المجال )في مجلّته : الناقد ثم في كتاب الناقد( لتحميل «ثلة» دون سواها جميع تداعيات «المصادرة» و«التخلف»، متناسين أن هؤلاء «التنويريين» قد خنقوا الأصوات الإسلامية بما فيها «المعتدلة» إبَّان المدِّ «القوميِّ» في «الخمسينيات» و «الستينيات» الميلادية، وأجبروا «فكرها» على العمل من تحت الأرض بعد أن قتلوا وشرَّدوا «مفكِّريها»..
** لقد نظر «جماعةُ الناقد» كما «معلوف» إلى نصف «الكأس» فرأوها «فارغةً» أو «ممتلئةً» حسب ما يخدم توجههم، وتجاهلوا ما مارسه أصحابهم بشأن مخالفيهم، فواحدةٌ بواحدة، و«الإلغاءُ» يلدُ الإلغاء.. ولا مكان فيه للرأي الرشيد المقتنع بأننا في «معركةِ وجود»، وأن «تناقضاتنا» عاملٌ إضافىٌّ يهدم محاولات «النهضة» من تحت الركام..!
** يبدو أننا في «سباقٍ» مع بعضنا للوصول إلى مرحلة «الانقراض»..!
***
)7(
** بين أن يكون السلطان على العقل هو «العقل» كما يرى «طرف»، أو «النقل» حسب اقتناع طرفٍ آخر، أو «هُما» مثلما هو مفترض، فإن أي مبرِّر للاتهامات المتبادلة بين هذه «الفئام» لا يعني سوى وضع مسمار جديد في نعش الأمة..!
** مللنا «الفئوية» و«التصنيف»، و«الإلغاء»، و«الادّعاء»، وآن أن ندع كلاًّ يقول ما يعتقد، ويعتقد بما يقول، دون معنى «لمصادرةٍ» أو «سيطرة» أو «تفرُّد» فكلٌّ منَّا ملزمٌ بطائره في عُنقِه، وسوف ينشر كتابهُ أمامه يوم القيامة، فهو إذن مسؤول ومُساءل، وعليه «المواجهة» حين
يحين الحساب..!
* التاريخ لن يأبه بالخارجين عنه..!
IBRTURKIA@HOTMAiL.COM

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved