أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 21st February,2001 العدد:10373الطبعةالاولـي الاربعاء 27 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

نهارات اخرى
ليلة النورات الثلاث
فاطمة العتيبي
كان ثمة مطر جميل يهمي على رؤوسنا...يرسم في أعيننا صورة الملك عبدالعزيز وهو يردد )أنا أخو نورة(.
حين تقف الأنثى النجدية لتقول أنا أخت الرجال وعضد الرجال..
وحين تستقيظ المرأة الصلدة في ذاكرة أخيها وهو في أحلك الظروف وأصعبها فينتخي بنورة..
هكذا هي المرأة هنا.. أختاً تعين الرجال لا يتحرزون من ذكرها لا يتعففون من الانتخاء بها...
وفي ليلة استنشقت ُ فيها روائح عنيزة الباهظة بلهجة أهلها وبقصيدهم وساهريهم وغضاهم وجمرهم...
ليلة رحلت بي ناحية الوجوه التي عرفتها في طاولات الدرس وكلمات الطباشير الأولى..
عنيزة الهاجس الجميل الذي استيقظ في ذاكرة ابنة عنيزة د. نورة الشملان تلك التي تنساب اللغة العذبة الدافئة منها في سمعك فتوقظ فيك كل هجس المدينة الصغيرة الضاجّة باللغة المتمكنة والتطلع نحو الأفق البعيد الذي يتجاوز البيوت الطينية المتراصة نحو إضاءات الدنيا ورحابات العلم الواسع..
نور الشملان.. المرأة التي تتبعت مسيرة أخت عبدالعزيز سمو الأميرة )نورة بنت عبدالرحمن الفيصل( وعرضت منجزها الاجتماعي كرائدة للعمل التطوعي الخيري.
وتبقى )نورة( القصيم.. تلك الرائعة التي هي أشبه ما تكون بسحابة من الحب تشعر معها أن الأعشاب الطرية تتطاولك من كل الاتجاهات.. نورة تلك الليلة ونورة كل ليلة.. تلك الرائعة نورة بنت محمد تجعلك ترى الجدران الصلدة وقد أفترت عن ابتسامة دفء... ترى مساحات الصمت وهي تشرق لغة خضراء جميلة.
وفي حضرتها تألّقت عنيزة في ذلك المساء الجميل.. تألّق الخير الذي هي صاحبته والتفت القلوب البيضاء لتعطي وتغدق فاعتمر مركز الأميرة نورة الفيصل لرعاية الأسرة بالجمعية الصالحية بعنيزة بالتبرعات الخيّرة التي منحت بسخاء وعطاء ومنتظر أن تتضاعف التبرعات من كل باحث عن الادخار الأخروي الذي هو السند الذي يتكىء عليه المرء حين يواجه خالقه في رحلة لا عودة منها..
ولقد كان الإبهار الحقيقي في ذلك المساء هو هذه القدرة العظيمة للمرأة على العطاء فلكأن كلَّ النساء استحلن الى نورة جديدة يعطين بإغداق مالاً ومشاعرَ وعملاً.. وحباً وتآزراً وتآلفاً..
وإذا كان ثمة إبهار آخر في ذلك المساء فهو إبهار الكلمة وضوع رائحتها العذب وهو ليس بغريب على العنيزيين أولئك القوم الذين منحتهم مدينتهم الصغيرة جيناً أدبياً يسري في دمائهم يورثونه أبناءهم وبناتهم ويسربونه لعروق كل من تعايش معهم أو تحدث عنهم..
ولقد كانت عذوبة كلمات نوال بخش وهي تتحدث عن المرأة السعودية ودورها الخيري بمثابة نسق جميل تناغم مع صوتها الدافىء في ليلة يدثرها الدفء ويرسم ملامحها..
ويبقى الأستاذ إبراهيم السبيل بعفويته وأبياته المعبّرة التي رسمت اسم )نورة( كرمز دائم للعطاء اشتركت فيه نجمات ذلك المساء الجميل..
المرحومة سمو الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل رائدة العمل الخيري وأخت الرجال والأميرة المعطاءة نورة بنت محمد حرم سمو الأمير فيصل بن بندر وصاحبة الخير ورفيقة الحب الدكتورة نورة الشملان.. التي جعلت ريع كتابها لصالح المشروع وسخّرت إبداعها وجهدها لصالح امرأة هذا الوطن.. فلقد كانت ليلة خيّرة تباهت بالنورات الثلاث وضجت بالحب للخير من نوارات الوطن الجميل.
* بريد إلكتروني:
Fatmaalotaibi@Ayna.com
ص.ب.26659 الرياض 11496

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved