| مقـالات
نسبة الطلاق لدينا مرتفعة بكل المقاييس، وأسباب الطلاق اختلفت عنها في السابق. لم يعد الفقر، والفاقة، وضيق عش الحياة الزوجية، ومطالب الحياة المادية، الأسباب الرئيسة للطلاق.
يأتي في تقديري تدخل الأهل والإخوة والأصدقاء في الحياة الزوجية السبب الرئيس في اشعال فتيل الخلاف، بين الشاب والشابة، فأهل الشاب غالباً يطالبونه ان يكون ذا شخصية قوية من وجهة نظرهم ويفرض رغباته، وتطوراته على أهل الشابة ولا سيما عندما يحدث خلاف بسيط يمكن احتواؤه... وأهل الشابة بدورهم يطالبون الفتاة بألا ترضخ لما يريده زوجها فتحدث تعبئة نفسية للشاب وللشابة لكي يقفا في موقف لا يحسدان عليه، وتحدث الطامة «الطلاق» فيتفرق شمل اسرة كان بالامكان استمرارها، و«يتلوّع» أطفال بريئون بنار الحياة الباردة والجافة والموحشة بعد تفرق والديهما.وعندما تهدأ «نيران» الغضب في أحشاء كل منهما، يدركان على التوّ أخطاءهما الجسيمة التي أودت بهما وبسعادة اطفالهما، ولا ينفع الندم ساعتها.
ان المرأة اليوم تختلف عن المرأة في الأجيال السابقة لحيثيات كثيرة يأتي في طليعتها، تطور المرأة الفكري، والثقافي، والتعليمي، والنفسي والاقتصادي أيضا وتأثير الإعلام، والسفر والصديقات، واختلاف عقلية الأسرة عن ذي قبل.
اذن أصبح للمرأة شخصية تختلف قليلاً او كثيرا عن شخصية المرأة سابقاً، وما كان مقبولاً وسائداً عند امرأة الأمس قد لا يكون مقبولاً لديها الآن وسائداً في المجتمع وجميعنا نعرف ذلك جيداً.وانطلاقا من هذه الفرضية فان التعامل مع المرأة يفترض ان يتواكب مع المفاهيم السابقة ويحاذيها!!
الرجل في تصوري خير من يُحكِّم الأمور، ويتصرف فيها فهو الذي بيده أمر الطلاق، ولأنه خير من يعرف حقيقة زوجته وتركيبتها ووضعها الاجتماعي والنفسي، وخير من يعرف المشكلة وكيف تأججت، والشرارة الأولى التي اوقدت تلك المشكلة، وهو خير من يعرف التفاصيل الصغيرة و«المهمة» في المشكلة التي لا يعرفها الآخرون!! ولا ينبغي لهم معرفتها، فالأهل والأصدقاء والصديقات لا يستطيعون تصور الموقف كما يتصوره الزوجان لأنهما اللذان عاشا فيه وأحسا به، وهما أيضا اللذان سوف يعانيان من نتيجة القرار وتبعاته.. وهما المؤهلان لحل المشكلة دون تدخل أحد.. ومن قال ان كل الآباء، والأمهات والأصدقاء يصدرون عن رأي رشيد يُنير الطريق لأبنائهم وبناتهم، ولماذا يستمر الأهل في اتخاذ القرارات، ورسم حياة أبنائهم بعد استقلالهم وزواجهم، لِمَ لا يتركون لشخصياتهم الحرية، والمجال لتدبر أمورهم، فهؤلاء الأهل لن يبقوا أبد الدهر مع أبنائهم!!
التقيت صديقاً أعهده فرحا ومسروراً كلما التقيته غير انه كان ذلك اليوم كئيباً حزيناً مشتتاً فسألته ما به فقال انه سوف يطلق زوجته.. لماذا؟ سألته يعلم الله بإصغاء شديد وأنا أتألم له وتحدث عن كل ما يمكن الحديث عنه.. وسألته أيضا لا بد ان في الأمر «خصوصيات»لا يمكن أن تعلنها لي او لغيري فأجاب أكيد أكيد!!فوجدت ان المشكلة ليست مشكلة كبيرة بل عادية جداً، ويحدث أكثر منها بين الزوجين.. ولكن ما حدث هو تدخل أهله بشكل «شوّش» الأمور في ذهنه وإصرارهم على الطلاق وكأنهم هم الذين تزوجوا هذه الفتاة وليس هو!!وأوغروا صدره إزاءها، وبالتالي فان أهلها كنتيجة اتخذوا الموقف نفسه مما صعّد الأمور أكثر، فسألته كيف تجعل الآخرين يصدرون آراءهم، وقراراتهم، وأنت تقول بأن هناك «خفايا» لا يعلمها الا الله ثم أنتما.. كيف سيكون حكمهم وتصورهم سليماًومعلوماتهم تظل ناقصة وغير موضوعية.. أنتما المؤهلان للحكم على الموقف، وأنتما اللذان معنيان بحماية أبنائكما من التشرد والضياع.. وطالما أنكما مرتاحان لبعضكما.. فالحب ليس شرطاً.. بل الاحترام هو الشرط الأساسي للحياة الزوجية فيما أرى، وليس بالحب وحده تبنى البيوت.. وطالما ان لا كراهية.. ومحافظة على النفس والعرض والمال.. فلا مبرر كهذا طلاق ينسف أسرة بكاملها.. ولا بأس من الاختلاف وبعض المشاكل فهي ملح الحياة يوم حلو ويوم مر كما يقولون وعلى الانسان ان يتجلد بالصبر لأن هذه الحياة لم تصفُ لأحد ولن تصفو، وتحتاج الى صبر، ولولا الصبر وضبط النفس لاختلف الانسان مع رؤسائه وأهل بيته وجيرانه واصدقائه واشياء كثيرة.. لكن الصبر هو الذي في الواقع مفتاح الفرج يقول جلّ من قائل في سورة العصر.. «والعصر، ان الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا، وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر».
ü مع الأحبة القراء
«رسائلكم»:
الأخ سعود القحطاني، حفر الباطن مدينة الملك خالد العسكرية:
أشكرك على مشاعرك الطيبة وصلتني رسالتك الرقيقة ودعاؤك للأخ ابراهيم مستجاب ان شاء الله ولقد تأثرت لجمال دعائك له وأوصلته رسالتك وسوف أرد عليك عبر صندوقك البريدي ان شاء الله أرجو تواصلك مع ملاحظة انني أصغر من أن أكون أباً لك فمرحبا بك أخاً وصديقاً.
الأستاذ عبد العزيز عبد الله السليمان:
أشكر لكم رسالتكم الرقيقة آملاً ان أسعد بلقائكم قريبا ووالدكم اهل للاحترام والتقدير فلقد كان رجلاً وطنياً ومعطاءً رحمك الله يا عبد الله السليمان الحمدان ويستحق أكثر من مقال: فلكم مني التقدير والاحترام.
منى آل الشيخ :
أشكر لكِ تقديركِ وآسف لتأخري في الرد عليك حول مقالي «يا أعز النساء» أما ما ارسلته فسوف أعهد به الى عزيزتي الجزيرة علّه يجد طريقه للنشر، تحياتي.
ALReshoud@Hotmail.com
|
|
|
|
|