| مقـالات
صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أنيطت به سبل الخير من كل وجه، فجهده مصروف في سبل الخير المختلفة، وفعل الخير متأصل في أبناء هذه البلاد وهو واحد منهم، فبلادنا ولله الحمد مهد الخير كله، ففيها شع نور الإسلام، ومنها انقادت الكتائب الى أرجاء المعمورة داعية الى الخير، مجاهدة في سبيل الله، هذا هو دأبها في العصور المتقدمة، وقد سارت في طريق الخير من قرن الى قرن، حتى أنعم الله عليها في العصور المتأخرة بالمال الوفير، والثروة الطائلة، فأنفقتها فيما ينفع البلاد والمواطن والمقيم، ثم امتد النفع الى إخوان في العروبة، وتجاوزهم الى إخوان في الإسلام، فلا أعلم أن دولة إسلامية تقدمت على المملكة العربية السعودية في مساعدة المسلم والوقوف معه أينما كان، وفي أي أرض، وممن ساعدتهم المملكة في السنوات الأخيرة إخواننا في البوسنة والهرسك، فقد نهضت هيئة جمع التبرعات برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بجمع المال الذي أنقذ الأيتام والفقراء والمحتاجين، بفضل الله، ثم بجهود الهيئة وعلى رأسها رجل الخير الأول الأمير سلمان.
ولا يتبادر الى الذهن ان اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بأمور إخواننا المسلمين في البوسنة والهرسك، وغيرها من بلاد المسلمين يقلل من اهتمامه بالأيتام والمحتاجين في هذه البلاد، فاهتمامه بالفقراء والمحتاجين في هذه البلاد تشهد له أعماله الجليلة، ففي الأيام القليلة الماضية شرفت وزارة العمل بحضور، الأمير سلمان مهرجان رعاية الأيتام، فتلك الرعاية للمهرجان واحدة من أعماله الجليلة في سبيل الخير والسعي اليه أينما كان. وعمل الأمير سلمان في سبيل البر والخير مقدر في خارج المملكة وداخلها، فقد قدرت أعماله الجليلة حكومة البوسنة والهرسك، ومنحته الوسام الذهبي، لأن رئيس الدولة وأعضاء الحكومة أحسوا بما يقوم به الأمير سلمان من السعي في سبيل صالح بلادهم، فرأوا أن أقل ما يقومون به هو تقليده الوسام الذهبي لبلادهم، ونحن نقدر ما قامت به حكومة البوسنة والهرسك تجاه الأمير سلمان، ولكننا نعرف أيضا ان الأمير سلمان يقوم بأعماله تلك من منطلق إحساسه بما يفرضه عليه دينه من واجب الجهاد، فسار في طريق دعم المجاهدين بالمال، والدعم بالمال نوع من أنواع الجهاد.
وقدرت أعماله الجليلة الجامعات السعودية فقد رشحت الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك برئاسة الأمير سلمان لنيل جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام وحصلت الهيئة على الجائزة في هذا العام، وقد تحدث صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز في حفل تسلم الجائزة حيث قال: إن المملكة قامت على خدمة الإسلام منذ زمن المؤسس الأول محمد بن سعود، وتجددت خدمة الإسلام على يد القائد عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله، وقال سموه إنني أتحدث باسم الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك، ثم أشار الى التلاحم والتضامن بين المسلمين فقال: )لقد حرص الإسلام على تحقيق أقصى درجات التضامن والتكافل والتعاون بين المسلمين، وعبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا التكافل في أجمل صورة شعورية وعملية فقال: )مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى( وأبرز عمل الهيئة المتواصل خلال السنوات الماضية في قوله )ولن أكون متعديا في القول أو مجاوزا للحقيقة إذا قلت إن ما قدمته الهيئة العليا لمسلمي البوسنة والهرسك خلال تسع سنوات مضت يعد نقلة نوعية وموسعة وإضافة حقيقية للعمل الإغاثي السعودي الذي تحكمه أسس ثابتة وقواعد راسخة تستنير بشرائع الإسلام، وتتجرد من الهوى والغرض وتسعى الى تحقيق مصلحة الإنسان الذي كرمه الله عز وجل وفضله على كثير ممن خلق تفضيلا، ولا ريب ان العمل الاغاثي الذي أدته الهيئة العليا على هذا المستوى إنما هو رصيد عظيم للعمل الإغاثي الإسلامي بشكل خاص ولكل متضرر ومنكوب ويستحق المساعدة كعمل إغاثي إنساني بوجه عام( وقد شكر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان المؤسسة الخيرية التي تحمل اسم الملك فيصل الذي سخر جهده للتضامن الإسلامي، أثاب الله صاحب السمو الملكي الأمير سلمان على جهده المتواصل في سبيل أعمال الخير الكثيرة والمتنوعة، ونرجو من الله العلي القدير أن يديم النعمة على هذه البلاد لتكون سندا للمسلمين في كل مكان.
|
|
|
|
|