| منوعـات
انساقت بنت الشاطىء كغيرها.. مع تيار الاشتراكية التي فرضت على بلادها، وانبهرت كغيرها بالشعارات.. التي لا مضمون لها، ولكنها لتلهية الجمهور وإشغالهم.. لتتحول حياتهم إلى فقر مدقع وبؤس.. من جراء الشيوعية والاشتراكية الفارغة، التي لم تجلب لأهلها.. الذين اعتنقوها إلا خساراً وحياة محطمة لا شيء فيها، لأنها بلا قيم ومثل، مجردة من الدين.. الذي هو عماد الحياة الكريمة والسعادة في الدارين.. وهكذا سائر الشعوب التي ابتليت بالركون إلى الشيوعية والاشتراكية.. كان مآلها الخسران المبين، فانطحنت وذابت فيما ابتليت به.. مما سامها به حكامها المبطلون.!
* قاومت بنت الشاطىء.. جوائز نجوم السينما، وخاطبت الرئيس جمال عبدالناصر في ذلك، كيف تنفق آلاف الجنيهات جوائز لأبطال النجوم والشعب جائع!؟
* كان اندفاع بنت الشاطىء اندفاعاً عاطفياً مع تيار الثورة والشعارات الجوفاء، ظناً منها أنها تدافع عن بناء واصلاح.. لمبدأ أساسي في حياة الأمم والشعوب، ولا أدري: هل تراجعت بنت الشاطىء عن رأيها الذي ساقها إلى الدفاع عن تلك الشعارات الفارغة.. بعد نضوجها وفهمها للإسلام ومعطياته، أم أنها اعتبرته من لغو الصبا..!؟
* لقد رأينا ما آلت إليه الثورة الاشتراكية ليس في مصر وحدها المقلدة والجالبة لتلك التيارات التي تحيل الشعوب إلى ركامات من البؤس والذل والجوع، وإفراغها من كل قيمة للإنسانية.. التي كرمها خالقها بتلك الأحكام المتسلطة.. التي ابتليت بها الشعوب المستضعفة، لتصبح فريسة مبادىء حاقدة ومبيدة للشعوب، لتمسي أحقر من الأنعام وأدنى ما خلق الله.!
* ورأينا ما آلت إليه ثورة عبدالناصر من فشل وفساد في الأرض.. التي ينطبق عليها قول الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري: «نامي جياع الشعب نامي» كما فشل نظام الاتحاد السوفيتي وانهار بعد عقود..
وكذلك كل الدول والشعوب التي اعتنقت الشيوعية والماركسية الباطلة.. لأنها تدعو إلى البؤس وإذلال الإنسان وطحنه وحرمانه من كل حق ومن كل خير أفاء الله به على خلقه.!
لقد سحقت الشيوعية الشعوب.. فلم يبق منها إلا ركامات بائدة حقيرة، ومرد ذلك التسلط والطغيان والجبروت، غير أن الحق يمهل ولا يهمل، حيث يأخذ أولئك الظالمين أخذ عزيز مقتدر.!
* وبنت الشاطىء.. عايشت فشل الثورة والاشتراكية، لذلك تركت بلادهها، حين تبين لها أن تلك التيارات والشعارات.. لا تقود إلا إلى الخراب والحرمان.
بعدت بنت الشاطىء عن بلادها عقوداً، في الرياض.. في كلية البنات ، وفي الكويت والمغرب، حين خابت آمالها في التغيير الذي سايرته في بداية ظهوره. ولعلها كانت مضطرة أن تساير وتصانع، إلى جانب أنها كانت مخدوعة كغيرها.. وهم كثير. غرتهم مواويل الاشتراكية الضبابية الفاشلة.. عند أهلها، وعند الذين فرضوها على شعوبهم.. لإذابتهم وطحنهم، فلا يكون لهم كيان ولا قيمة.!
* ورأينا بنت الشاطىء حين ظهرت لها حقائق ما يجري في بلادها.. تكتب وتطالب الحاكم.. بضمان حد أدنى للدخل وتدافع عن الضعفاء والمساكين والمطحونين، وتطالب بالمقومات الأساسية للمجتمع.
ونتساءل: ماذا بقي من تلك القوانين الاشتراكية.. التي كان يدافع عنها رجل قانون.. هو رفعت المحجوب الذي أصبح رئيس مجلس الشعب!؟ وأي شعب يستطيع أن يعيش في ظل هذه الصرامة والحرمان والموات الأبدي!؟ ورحم الله الشاعر الكبير أحمد شوقي القائل:
أحرام على بلابله الدوح
حلال للطير من كل جنس
* وقد كبلت الاشتراكية الفكر، وأماتت الحرية، وكممت الأفواه، وهذه هي الديمقراطية الزائفة.. التي كانت تردد في عبث ومزايدات لا يعول عليها، لأنها لا قيمة لها! وهل ثم شيء اسمه ديمقراطية.. في ظل الاشتراكية السالبة لكل حقوق الإنسانية، وقد ذهبت ولم يبق لها شيء.!
* وتركت بنت الشاطىء رصيداً قيماً من المؤلفات، منها ما يختص بالدراسات القرآنية الإسلامية، كالإعجاز البياني للقرآن، والقرآن والتغيير العصري.. والقرآن وقضايا الإنسان، الشخصية الإسلامية، مع المصطفى، تراجم سيدات بيت النبوة. وغير ذلك من الدراسات اللغوية والأدبية والتاريخية.. مثل:
* رسالة الغفران رسالة الدكتوراه تحقيق.
* رسالة الصاهل والشاجع تحقيق ودراسة.
* قراءة جديدة في رسالة الغفران.
* مع أبي العلاء في رحلة حياته.
* قيم جديدة للأدب العربي.
* لغتنا والحياة.
* تراثنا بين ماض وحاضر.
* الخنساء الشاعرة العربية.
* أعداء البشر دراسة تاريخية.
* بين الإنسانية وأعداء البشر.
* أرض المعجزات.
*على الجسر جانب من سيرتها الذاتية.
* قرأت لبنت الشاطىء شعراً جيداً.. عبر نماذج ساقتها الأستاذة وفاء الغزالي ولعل الدكتورة انصرفت عن الشعر.. حين لم تجد نفسها فيه، كما صنع غيرها من الكبار، وحصلت الكاتبة بنت الشاطىء على:
1- جائزة الدولة المصرية الأولى للدرسات الاجتماعية - الريف المصري - عام 1936م.
2- جائزة المجمع اللغوي بالقاهرة - لتحقيق النصوص، عام 1950م.
3- جائزة المجمع اللغوي للقصة القصيرة، عام 1953، إلى جانب اوسمة الكفاءة الفكرية من المغرب عام 1967
ووسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من مصر.. عام 1973، وجائزة الدولة التقديرية للأدب - مصر، عام 1978، جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وأخيراً: جائزة الملك فيصل في الأدب العربي عام 1994م.
وعبرت بنت الشاطىء الجسر.. بعد حياة علمية حافلة، وذلك في يوم الثلاثاء 12 من شعبان 1419هـ الموافق 1 ديسمبر 1998م، رحمها الله.
|
|
|
|
|