| محليــات
كم هي المشاجب التي «يُعلِّق» فيها الإنسان «أسبابه»، ويسند إليها «أفعاله»، ويرمي فوقها «مبرراته»، ولا يفتأ أن تكون له الحجَّة، لحاجةٍ في نفسه، ولحاجة من يمرِّر له حجَّته؟!،،،
وما هي المشاجب التي يُخضعها لتلك «الأسباب»، أو يُخضع الأسباب لها؟، ومن ثمّ «الأفعال»، «فالمبررات»؟!،،،
وكيف هي مرونتها،هذه المشاجب؟، كي تكون قابليتها شرعية في متناول يده،في اللحظة التي يريد، والمكان الذي يختار، وعندها لا يتردَّد، ولا يحار،،، منطلقاً من صدق، وإنسانية، وشرعية هذه المبررات،؟!،،،
وإلا فما مدى صدقها، وإنسانيتها، أو كذبها، وتجرُّدها من الإنسانية؟!،،،
إن الإنسان قادر على «المناورة»، قدرتُه على «استحضار» المشجب، على أي لونٍ يكون، أو شكلٍ، أو وزنٍ،،،، في الوقت المناسب له، وللأمر الذي يناسب غرضه،،،!
حتى بات الإنسان في أمر المشاجب عالماً، معلماً، قديراً،،،، وبرع في فنِّه، يقتدي به المريدون،،،، ويتَّجه به المقلِّدون، فالمشاجب مراكب يمتطيها البريء، بمثل ما يفعل ذو المقاصد،،،، من الطفل حتى الشيخ،،،، ومنذ عهد البراءة حتى لحظة الاحتضار،،،!
فالإنسان قادر على «المناورة» قدرته على «استحضار» المشجب،،،، لكن المناورة في شأن المشاجب تكشف عن «نمط» الفكر، وقدرة «الوقوع» أو «الخلوص»، ومدى الإبحار، أو العوم على السطح،،، ومدى «التَّورط»، أو «القصدية»، ومستوى «النَّقاء»، أو «المخالطة»،،،، وما في هذا الفكر من «البراءة»، أو «عدمها»!!
والإنسان الذي يناور في الواقع بأي تفسير أو تعليل أو تبرير، لأي قصدية، أو عفوية، لاستخدامه المشاجب، عندما يفاجأ بسؤال يقطر خلف سؤال: لماذا،
وكيف، ومتى، وإلى أي، وإلى أين، و،،،؟،،،و،،،؟،،،، قد يصدق وقد يكذب، يقول من الحقيقة شيئاً أو جزءاً، ويطوي في جوفه البقية، يخرج صادقاً في العراء، أو يتلبَّس ثوب المداهنة والرياء،،، هو إما في جانبٍ مضيء، وإما في جانبٍ معتم،،،
فالمشاجب وسائل، يصل عنها إلى غاياته، أي يحقق عنها نفعيته، وغاية الإنسان ذاتيةٌ مطلقة،،،
هو بها إما يخلص من موقف، وإما يصل إلى موقف،،،،
هوبها إما لكسب إنسان، أو لكسب موقع، أو لكسب غرض ما،،،
هو إما مفيداً، وإما مستفيداً،،،!
هو عنها يأخذ،،، ولا يعطي،،، حتى لو كان الأخذ الخلوص من موقف!!
هو يعلِّق أفعاله وأقواله عن مصادرتها من أي مأزق وقوفٍ!!
ولأن الإنسان كثير «الخطأ»،،، ولأن خطأه دوماً يوقفه في مآزق السؤال،،، فإن المشاجب تتعدد،،،
تعدد منافذ المرور،،، فهي مراكب، وقوافل، وطائرات، وعربات، بل صواريخ، ودوابَّ،،،
كل إنسان يستخدم مطيَّته التي يحسن استخدامها، ويتقن تمريرها،،،، فكم هي مشاجب أفعال الناس وأقوالها؟!
وكيف هي مقاصدهم ونواياهم،،،؟خلف ما يعلَّق فيها،،؟!،
وأي منافع لهم؟! خلوصٌ ظاهريٌ، وندمٌ داخليٌ؟!،،،
أم مكسبٌ ذاتيٌ وخسارةٌ جمعيةٌ؟!،،،
أم مرورٌ على أشلاء الصدق، وأجساد الفضائل،،،، وروح الحق، وعنفوان النَّقاء، وبهجة الفرح،،،، وطمأنينة الوفاء،،،، وبياض الثقة،،،؟،،،
هذا الإنسان المناور على نتائج المواقف،
يحتاج قبل اللجوء إلى مشاجبه،،، أن يقف أمام نفسه كي يُصدقها ولو مرةً واحدةً عنها، في مواجهةٍ داخليةٍ معها،،، كي يعرفها،،،
ولا ينجو الإنسان من نفسه إلا متى وقف معها وجهاً لوجه كي يرى تفاصيلها،،، عند ذلك،،،:
قد تقل «مبرراته»، ويتقلَّص عدد مشاجبه،،،، ويتَّحد لونها،،،، حين لا يستخدمها إلا عندما يكون فعله قادماً من نبع الصدق في فعل الصدق ليس للنفعية الذاتية، وإنما حين يتجه إلى الآخر،،، فيسلك في اتجاه العطاء،،، لا الأخذ،،،
ذلك لأن كثرة المشاجب والمناورة في شأنها ليست تخدم سوى الأخذ، والإنسان لا يكون إنساناً إلا متى انتصرت عنده كفة العطاء على كفة الأخذ،،:
فالناس مشارب،،، وعليه، فلهم في المشاجب مذاهب،،،!
|
|
|
|
|