| العالم اليوم
في التكتيك السياسي وفق منظور ما يسمونه باللعبة السياسية في الدول التي تحتكم إلى صناديق الانتخابات، تعد موافقة حزب العمل الاسرائيلي برأسيه ايهودا باراك وشيمون بيريس على الاشتراك في حكومة ائتلافية برئاسة أريل شارون، تضييع فرصة على حزب العمل لاسقاط شارون وتقليص مدة وجوده في الحكم، اذ ان كل المحللين السياسيين في الكيان الاسرائيلي يرون ان امتناع العمل من الاشتراك في حكومة يشكلها ويرأسها رئيس حزب الليكود يعني حكومة يمينية اعضاؤها من الاحزاب الدينية والشوفينية المتشددة .
وهذا ما يجعلها غير قادرة لا على التعامل مع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية داخل الكيان ولا مع الدول الأجنبية، والأهم ستتعامل )حربياً( مع استمرار الانتفاضة الفلسطينية، وهذا ما سيؤلب الأسرة الدولية ضد اسرائيل، ويثير الاسرائيليين في الداخل الذين سيتضررون اقتصاديا وسياسياً وهذا ما يعجل بإسقاط شارون.
كل المحللين السياسيين في اسرائيل وخارجها اجمعوا على ان مدة بقاء شارون ستكون قصيرة.. ولكن ومهما كانت قصيرة فان الكيان الاسرائيلي سيتضرر بصورة كبيرة وكبيرة جداً، وهذا ما توصل اليه قادة حزب العمل الذين لم يكونوا حريصين على انقاذ شارون إلا أنهم ولأن مصلحة اسرائيل تتطلب مشاركته في حكومة شارون فقد قدموا المصلحة الصهيونية أو الاسرائيلية أو سمها ما شئت على المصلحة الحزبية وقبل باراك وبيريس أن يرأسهما شارون، وسواء اتفقنا مع هذا التحليل لموقف حزب العمل من المشاركة في الحكومة الائتلافية، أو لم يعجبنا ذلك لأننا كنا نأمل أن يسقط شارون وتغرق اسرائيل في بحر المشاكل السياسية، إلا أن الشيء الذي يجب قوله أن ساسة الكيان الاسرائيلي يتوحدون الآن في مواجهة الانتفاضة الفلسطينية.
وهذا ما يفرض علينا ان نطرح سؤالا مباشرا لقادة دولنا العربية، وهو: ماذا نفعل لنحمي الانتفاضة الفلسطينية في مواجهة تحالف الشر الصهيوني..؟!
سؤال قد يكون قد طرح أكثر من مرة ولكنه هذه المرة، الأخطار اكثر من ذي قبل والاسرائيليون ومن خلال الجنرالين شارون وباراك يتجهون إلى الحسم الحربي، فبعد أن جربوا الطائرات المروحية والدبابات وغاز الاعصاب، وقذائف اليورانيوم المخصب ولم يبق الا شن حرب شاملة ضد الفلسطينيين المدنيين.
سؤال يطرح نفسه بالحاح، ماذا يفعل العرب لإنقاذ الفلسطينيين امام ما ينتظرهم من سفاحين تاريخهما الأسود يحوي العديد من المجازر..؟!
هل ننتظر الاجابة حتى عقد القمة العربية القادمة بعد اربعين يوماً، واذا ما انتظر الفلسطينيون والعرب عقد القمة العربية في السابع والعشرين من شهر الميلادي القادم، فهل ينتظر شارون وباراك وعسكرهم وقطعان المستوطنين ذلك ويؤجلون ذبحهم للفلسطينيين..؟!
لمراسلة الكاتب
jaser @al-jazirah.com
|
|
|
|
|