أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 19th February,2001 العدد:10371الطبعةالاولـي الأثنين 25 ,ذو القعدة 1421

الطبية

البرامج الشاملة للتطعيم الوقائي
عند الحديث عن برنامج شامل للتطعيم الوقائي كان لزاما علينا ان نذكر بعض التجارب العالمية في هذا المجال للاستئناس بما تمليه من دروس ونتائج. وفي هذا المقال سأبدأ في الحديث عن بعض الأوبئة التي تفشت في أماكن مختلفة وفي اوقات مختلفة في قوى تعمل في المجال العسكري في اماكن مختلفة من العالم قبل أن اعرج على تجارب التحصين التي حدثت قبل تجربتنا هذه ونتائجها.من هذه الأمثلة ما حدث من تفشي الالتهاب الكبد الوبائي في مركز للتدريب العسكري في واشنطن بالولايات المتحدة الامريكية في عام 1993م حينما ادى الى تعطيل اثنين وعشرين عسكريا عن العمل وبلغ مجموع الايام المفقودة من العمل 300 يوم.
وكذلك ما حدث من اصابة عدد كبير من الجنود البريطانيين خلال حرب الخليج بالجدري المائي فيما ادى الى انتشاره بين افراد طاقم المستشفى الميداني والمرضى المنومين في هذا المستشفى. ولا ننسى ما حدث من اصابة 113 جنديا سويسريا عام 1986 بالحصبة الالمانية وما تبع ذلك من انتشارها في الاوساط المدنية. وننتقل إلى قارة افريقيا حيث اصيب 56 من المقاتلين الروانديين بالحمى الشوكية وقد توفي 10 من هؤلاء المقاتلين واصيب عدد آخر باعاقات وكان ذلك في عام 1994م وقد دفعت دول العالم الى العناية بمجال حماية قواتها من انتشار الامراض الوبائية لما يترتب على ذلك من فقدان خدمات بعضهم لمدة معينة من الخدمة ناهيك عن التكاليف الباهظة للعلاج والسيطرة على هذه الأوبئة.
ولنترك الناحية التاريخية جانباً لنتحدث عن ما يجب توافره من شروط في اي تطعيم يؤدي الغرض الذي أوجد من أجله. عندما يخطط للقيام بالتطعيم ضد مرض معين يجب ان ننظر بعين الاعتبار للعوامل الآتية:
* طبيعة الكائن المعدي
* طبيعة البيئة
* إمكانية تقبل الشخص المحصن للتطعيم والاستفادة منه
* سلامة المحصن
* ندرة الآثار الجانبية
* كلفة التحصين
* الناحية القانونية والأخلاقية
آخذين بعين الاعتبار هذه العوامل فجدير بالذكر أن هناك خطط تحصين عامة تطبق على جميع القوات العسكرية وهناك خطط تختص بوجود القوات في مكان معين.
فمثلا عند وجود القوات في ثكناتها في حال السلم فإن العامل الوحيد لتعرضهم للعدوى هو الوجود في تجمعات كبيرة اما في حال وجودهم على خط المواجهة فإنهم يتعرضون لعوامل اخرى منها تعرضهم للاصابات بالاسلحة الملوثة مما يؤدي لاصابتهم بالكزاز مثلا وكذلك احتمالية التعرض للاسلحة الجرثومية المحرمة دولياً.
الخلاصة أن خطط التطعيم يجب أن تتكيف مع وضع القوات العسكرية.
من التجارب التي حدثت والجديرة بالذكر تطعيم القوات المشاركة في حرب الخليج وقد أثبتت الدراسات انه ليس لهذه التطعيمات آثار جانبية ولا تأثير غير مرغوب على المطعمين وثبات جدوى هذه التطعيمات اقتصادياً.
وكذلك ما يطبق على قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام من تطبيق توصيات منظمة الصحة العالمية بخصوص ما يلزم من تطعيمات للمنطقة التي تتحرك لها هذه القوات هذا بالاضافة للتطعيمات الثابتة في حالة وجود القوات في مواقعهم الأصلية.
مما سبق نستخلص ما يلي :
* القوات العسكرية تتعرض اكثر من غيرها للأوبئة بسبب التجمعات الكثيفة والحروب
* برامج التطعيم الشاملة هي برامج آمنة وذات جدوى اقتصادية
* تجربة التطعيم الوقائي الشامل في الحرس الوطني هي تجربة مبنية على دراسات سابقة للجدوى من التطعيمات وما يترتب على ذلك من نتائج على المدى البعيد والله الموفق.
نقيب د. وليد البديوي
استشاري مشارك بإدارة الطب الوقائي ومكافحة العدوى

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved