أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 19th February,2001 العدد:10371الطبعةالاولـي الأثنين 25 ,ذو القعدة 1421

عزيزتـي الجزيرة

رعاية الإسلام للأيتام
ما أحوجهم لمن بأيديهم الى الأمان
اليتيم طفل من بين الأطفال، بيد انه فقد أباه العائل الذي كان يكفله ويرعاه ، ففقد بفقد ابيه الحنان والحب والرعاية، فتغلبت عليه الكآبة والحزن والحرمان.
وما احوج هذا اليتيم والحالة هذه الى عناية ورعاية خاصة تأخذ بيده الى بر الامان وتكون له متنفسا يسري به عن نفسه وما احوجه الى عمل حكيم ووصية كريمة تحفظ نفسه ووقته وماله، وتعده ليكون رجلا صالحا عاملا نافعا في الحياة، ناجحا في معتركها، ليس كلا على غيره ولا عبئا على أمته ولا عنصر شر ينفث سمومه في امثاله من الاطفال.يقو
ل استاذنا الشيخ الدكتور نزيه حماد: لقد عني القرآن الكريم بامر اليتيم فحث على العناية به وتعهده بالرعاية الاجتماعية والاحسان اليه والمحافظة على نفسه وماله وزجر عن اهماله وظلمه والاساءة اليه.
يقول عز وجل )فأما اليتيم فلا تقهر..( الضحى/9 ويقول سبحانه: )ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده..( الانعام/ 152، ويقول تعالى )ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير( البقرة/220 ويقول جل ذكره )وآتوا اليتامى أموالهم..( النساء /2.
ووجه هذه الوصايا القرآنية باليتامى، كما قال الامام الرازي رحه الله، لانهم قد صاروا بحيث لا كافل لهم ولا مشفق عليهم، ففارق حالهم حال من له رحم ماسة عاطفة عليه.ولأن اليتامى.. لصغرهم لا يقدرون على الاكتساب ولكونهم يتامى ليس لهم احد يكتسب لهم، فالطفل الذي مات ابوه قد عدم الكسب والكاسب واشرف على الضياع.وقد اكدت السنة النبوية تلك الوصايا القرآنية باليتامى فقد روى البخاري رحمه الله حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «اجتنبوا السبع الموبقات : وعد منها عليه السلام اكل مال اليتيم».
قال الرازي رحمه الله في تفسيره: واعلم انه تعالى قال «إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً» النساء/ 10، فقد ذكر سبحانه الاكل والمراد به التصرف، لان اكل مال اليتيم كما يحرم، فكذا سائر التصرفات المهلكة لتلك الاموال محرمة، والدليل عليه، ان في المال ما لا يصح ان يؤكل، فثبت ان المراد به التصرف، إنما ذكر سبحانه الاكل، لانه معظم ما يقع لاجله التصرف.وقد روى البخاري رحمه الله حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا» وقال بأصبعه السبابة والوسطى، وكافل اليتيم كما يقول النووي رحمه الله هو القائم بأموره من نفقة وكسوة وتأديب وتربية وغير ذلك وهذه الفضيلة لمن كفله من مال نفسه او من مال اليتيم بولاية شرعية.وهكذا، فلم يقتصر الهدي النبوي على الزجر عن اكل اموال اليتامى ظلماً، بل يتعدى ذلك الى امر الاوصياء القائمين على شؤونهم بتنمية احوالهم وتثميرها واصلاحها كما في الاثر المروي )من ولي يتيما له مال فليتجر به ،لا يتركه حتى تأكله الصدقة(.
ذلك لان ترك اموال اليتامى مجمدة من غير استثمار ينافي مصلحتهم، اذ النفقة وكذا الصدقة يمكن ان تستهلكه حقا، ولا يخفى ان تصرف الاولياء في مال الايتام منوط بمصلحتهم وانه كما يلزمهم شرعا رعاية مصلحة الايتام في انفسهم بالتربية والتقويم فانه يلزمهم ايضا رعاية اموالهم بتنميتها بالتجارة ولكن على سبيل الندب او الارشاد الى الافضل لقوله سبحانه «ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير(.. الآية
وفي ختام هذه المقالة المختصرة، اقف لاذكر اهم ما ينبغي التأكيد عليه، ومن ذلك:
اولا: عناية الاسلام بالضعفاء من الناس وايلاؤه مزيدا من الاهتمام والرعاية لجبر ضعفهم وحاجتهم الى العون والمساعدة والاحسان وبخاصة الايتام.
ثانيا: نصوص الكتاب والسنة حافلة بوصايا الاولياء على الايتام بالاحسان اليهم ورعايتهم في انفسهم بالتقويم والتأديب وفي اموالهم بالحفظ والصون والتنمية والاستثمار.
ثالثا: يلزم الولي على مال اليتيم استثماره لمصلحة اليتيم على سبيل الندب بشرط عدم التغرير به أو تعريضه للمخاطر سواء أكان ذلك عن طريق اتجار الولي له به او بدفعه للآخرين مضاربة لينميه له.
رابعا: يجوز اقراض مال اليتيم واستقراضه اذا كان في ذلك حفظ اليتيم.والحمد لله رب العالمين.
د. زيد بن محمد الرماني
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved