| عزيزتـي الجزيرة
عُقد خلال الفترة 23 25/11/1421ه 17 19/2/2001م ملتقى خادم الحرمين الشريفين لخريجي الجامعات السعودية من منطقة جنوب شرق آسيا في كوالالمبور بماليزيا باشراف من جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بموافقة سامية كريمة على عقد هذا الملتقى المهم، ويعتبر هذا تشريفا وتكريما للجامعة لدورها الرائد في خدمة الدعوة والتعليم، فقد سبق ان عقدت الجامعة قبل عامين ندوة في جاكرتا بإندونيسيا بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس المملكة على يد مؤسسها وموحدها وحامي حماها على راية التوحيد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه لقد كان دخول الفارس المغوار الذي لايشق له غبار للرياض وتسلمه لمقاليد الحكم بعد ان استعاد حكم آبائه واجداده، كان لذلك الفتح المبين اثر كبير في ارساء قواعد التوحيد والدعوة الى الله على هدى من الكتاب والسنة ومد جسور المحبة واواصر الصلات الحسنة مع المسلمين في كافة ارجاء الارض، وقد كانت آنذاك اغلب الدول الاسلامية ترزح تحت نير الاستعمار، فقد كانت قلوب المسلمين حيث البيت الحرام ومسجد رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم، فقد كان المسلمون محل رعاية واهتمام جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله يحظون من لدنه بالعطف والمساعدة ويجد حجاجهم والمعتمرين منهم الامن والامان بعد ارساء قواعد الحكم وتوحيد المملكة ويجدون الارشاد والتوجيه والتعليم وكتب العقيدة المفيدة التي لايجدونها في بلدانهم، فساعد ذلك على نشر العقيدة الصحيحة وكان ذلك بمثابة البذرة والنواة الطيبة لنشر الدعوة الاسلامية على هدي من الكتاب والسنة.
وقد واصلت المملكة العربية السعودية دورها في نشر ا لوعي الاسلامي والثقافة الاسلامية المؤسسة على العقيدة السليمة بفتح ابواب معاهدها ومدارسها وجامعاتها لابناء الدول الاسلامية لينهلوا من ينابيعها الثرة العلوم الشرعية ليعودوا الى ديارهم وهم فقهاء وعلماء ينفعون مجتمعاتهم بما علمهم الله في جامعات هذه الديار المعطاء تنفيذا للتوجيهات السامية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله وسدد على طريق الخير خطاه ومن صاحب السمو ا لملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام فقد تسنى لأعداد كبيرة من أبناء المسلمين الالتحاق بالمدارس والمعاهد والجامعات السعودية.. وأسهم ذلك بقدر كبير في توسيع قاعدة الخريجين من الجامعات السعودية الذين تهيأت لهم فرص الدراسة فيها ليعودوا الى ديارهم وهم مزودون بالعلوم الإسلامية والعقيدة الصحيحة السليمة من شوائب البدع والخرافات وتملأ جوانحهم مشاعر الحب والوفاء والعرفان بما وجدوا من دفء الحب والرعاية والمساعدات، كما أسهم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء «في انجاح هذا الملتقى بتوجيهاته السديدة».لقد كان عدد المشاركين في الندوة في جاكرتا كبيرا من خريجي جامعات المملكة العربية السعودية وتبلورت لديهم فكرة اعادة اللقاءات والمؤتمرات والندوات التي تعمق اواصر العلاقات بينهم ويتم خلالها تبادل التجارب في الاعمال الدعوية وتوظيف تلك اللقاءات لخدمة الدعوة والتعليم، وخرجوا بتوصية بعقد لقاءات تجمعهم مع الدعاة والاساتذة والمهتمين بأمور الدعوة من المملكة العربية السعودية، ولقيت تلك التوصية وتلك الرغبة الاستحسان والاعتبار حيث ان تلك اللقاءات تخدم اهداف الدعوة وتعتبر من ادوات عملها المهمة التي تحرص جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية على إرسائها وتربية طلابها على انتهاجها وفقاً لمتطلبات العصر وما يفرضه من تحديات تدعو لتكاتف الجهود في مضمار العمل الدعوي للدعوة الى الله بطريقة عصرية تحبب الاسلام الى القلوب وتدعو له بالحكمة والموعظة الحسنة «ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة».وقد حصلت جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية على الموافقة السامية الكريمة لعقد هذا الملتقى في ماليزيا تأكيدا لحرص قيادتنا الرشيدة على كل ما يسهم في تحسين اوضاع المسلمين ومد يد العون لهم بشتى ضروب الدعم والمساعدة والمساندة ومد جسور الالفة والمحبة والتراحم والتواصل معهم، «مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائره بالسهر والحمى».فقد كانت ومازالت جامعات المملكة العربية السعودية تفتح ابوابها لابناء منطقة جنوب شرق آسيا للدراسة في ربوعها وتوفر لهم كل ما من شأنه تحقيق الاهداف المرتجاة من توفير المنح الدراسية لهم لتصحيح عقائدهم وتعليمهم اللغة العربية ولغة القرآن الكريم حتى يتيح لهم ذلك الدراسة والتعلم من اصول المراجع العلمية كالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وكتب العقيدة بدلا من الدراسة من المراجع المترجمة .. وذلك من اهم ادوات التعليم الديني الصحيح.وفي هذا الاطار ايضا تنشط المنظمات والجمعيات الاسلامية التي تتخذ المملكة العربية قاعدة ومقرا لها مثل رابطة العالم الاسلامي والندوة العالمية للشباب الاسلامي والجمعيات الاهلية مثل مؤسسة الحرمين وجمعية الدعوة والتعليم لجنوب شرق آسيا. وتسهم هي الأخرى بدور مساعد لجهد الجامعات السعودية في اعداد جيل من الدعاة المثقفين المؤهلين ذوي الثقافة الاسلامية العالية المستمدة من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح، تسهم تلك الجمعيات بدور مهم في تدريب وتأهيل وتثقيف الدعاة وتزويدهم بالمكتبات التي تحتوي على امهات الكتب في العقيدة والنشرات والمواد المسجلة السمعية والبصرية.وسيكون ملتقى خادم الحرمين الشريفين لطلاب منطقة جنوب شرق آسيا بإذن الله مجالا رحبا لالتقاء الخريجين بأساتذتهم من جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية وبالعلماء والمفكرين السعوديين الذين سيشاركون بحضور مكثف في هدا الملتقى، وسيوفر ذلك الجو العلمي والثقافي والروحي ويجددفي نفوسهم روح المحبة والاخاء ويزيد من ارتباطهم وتعلقهم ووفائهم للجامعات التي هيأت لهم فرص الدراسة في اروقتها، كما سيفيد ذلك في التعرف في تلك المنطقة وسيدفع عجلة العمل الدعوي الجاد المثمر لنشر الفكر الاسلامي المستمد من العقيدة السليمة في اوساط المسلمين، كما سيؤدي هذا الملتقى باذن الله الى توحيد صفوف المسلمين وتقوية الروابط والوشائج بينهم للتصدي للهجمات المعادية للاسلام التي وجدت لها مرتعاً خصباً ومجالا لبث سمومها وثقافتها التي تستهدف هدم القيم والاخلاق الاسلامية حيث ان وحدة المسلمين في هذه المرحلة امر حيوي ومهم جداً وهي الترياق الواقي من تلك المخاطر.لذا فان من اولويات هذا الملتقى السعي لتوحيد الكلمة وتضافر الجهود ونبذ الخلافات والصراعات الجانبية التي تلهي عن التصدي لهذا التيار الجارف الذي يسعى لطمس الهوية الاسلامية .. فان توحيد المواقف لمجابهة هذا التيار هو اكثر الحاحاً ووجوباً في هذه المرحلة.ندعو الله ان يجزي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين وحكومتهم الرشيدة كل خير على دعمهم ومواقفهم النبيلة لتيسير عقد هذا الملتقى .. وندعو الله ان يوفق الجميع لما يحب ويرضى.
د. عمر عبدالله بامحسون
|
|
|
|
|