أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 19th February,2001 العدد:10371الطبعةالاولـي الأثنين 25 ,ذو القعدة 1421

القرية الالكترونية

جنون النت لا يتوقف
رسالة من العالم الآخر يبثها البريد الإلكتروني!!
* لوس انجلوس د.ب.أ:
بشرى لكل من يستمتع بارسال البريد الإلكتروني اثناء حياته في الدنيا فقد بات بمقدوره الآن مواصلة هذا بعد الموت ايضا ولكن بطريقة مبتكرة.
ويتيح موقع FINALTHOUGHTS.COM «الأفكار الأخيرة» على الإنترنت لزبائنه فرصة لحفظ عدد من الرسائل الإلكترونية لبثها للاصدقاء في أنحاء العالم المختلفة بعد وفاة المشترك.
ويؤكد تود مايكل مدير الشركة بولاية كاليفورنيا الأمريكية ان المقصود من وراء الأمر ليس تحويل الموت إلى دعابة. ويروي مايكل كيف واتته هذه الفكرة أثناء رحلة جوية كان يقوم بها من لوس انجلوس إلى لندن، فعندما تعرضت الطائرة لاضطرابات جوية كادت تنذر بسقوطها بدأت الأسئلة تجتاح رأسه «من الذي سيعتني بكلبي جيني إذا سقطت الطائرة؟ هل يعلم والداي انني احبهما؟ ترى ما شكل إجراءات الدفن التي سيقيمونها لي؟».
وكانت هذه التجربة سبباً في تركه المحاماة وتأسيس موقع على الإنترنت «يوفر الخدمات لكل من يود تهيئة نفسه عاطفياً وعملياً للوفاة».
ويتيح الموقع أكثر من خدمة تتنوع بين إعداد الوصية إلى نصائح بشأن الدفن. كما يخصص به قسم للتحادث يمكن التعبير فيه عن مشاعر الخوف والاسف المرتبطة بالموت او عن أي مسائل أخرى مثل الحياة البرزخية.
ولكن تظل أكثر المهام التي يؤديها هذا الموقع شعبية بين مستخدميه خدمة «الرسائل الإلكترونية من العالم الآخر» واشترك في هذه الخدمة بالفعل أكثر من 12 ألف شخص من 80 دولة.
ويتراوح متوسط أعمار المشتركين حول السابعة والثلاثين عاما. ولا يندهش مايكل من صغر هذا العمر ويوضح ان والديه على سبيل المثال لا يتحدثان مطلقاً عن الموت والدفن، «بينما الحديث عن هذا الأمر ليس من المحرمات بالنسبة لجيلي».
ويختار المشترك في البداية «ملاكا حارسا» أو صديقاً يتولى مهمة اخطار الموقع فور وفاته، فعندئذ يقوم الموقع بإرسال كافة الرسائل المحفوظة باسم المتوفى الى العناوين التي حددها سلفا.
ولتقليص الصدمة التي قد يشعر بها العم أو العمة عند تلقي رسالة إلكترونية يتحدث قريبهم فيها عن نفسه باعتباره «مرحوماً» تسبق الرسالة الأصلية رسالة خاصة توضح الأمر لهم، ويؤكد مايكل بطبيعة الحال انه لا يفتح الرسائل المودعة لديه وإنما يتعامل معها بأقصى درجات الاحترام السرية.
وإذا اعترت المشترك الحيرة وهو يكتب رسالة الوداع للمقربين منه فإن الموقع يقدم بعض النماذج التي تساعده على التخلص من حيرته، وأحد هذه النماذج يقول «مرحباً أمي. لقد كنت هائلة وانت تخططين لكافة الأحداث الهامة في حياتي، حفل تخرجي، زفافي، والآن بعد ان «انتقلت» ارجوك ان تلبي آخر طلباتي الموجودة في الاستمارة المرفقة».
يعقب هذه الرسالة قائمة مفصلة تشتمل على عدد من الطلبات الشائعة مثل تخصيص ميزانية الزهور لاغراض خيرية وطلب احراق الجثة او العبارة التي يريد المتوفى كتابتها على قبره.
ويقول مايكل انه شخصياً يحتفظ برسائل خاصة جداً سيتسلمها والداه بعد وفاته وان كان قد أعد رسالة أخرى ضاحكة لأصدقائه تشتمل على نكات وطرائف وبيان لكتبه واكلاته المفضلة.
ويمكن لكل مشترك اختيار التصميم المفضل لديه للرسائل إذ تختلف الألوان والأشكال من رسالة لأخرى فالبعض يؤثر الخلفية الزرقاء والرمادية الأكثر محافظة والبعض الآخر يفضل خلفية من السحب أو القلوب.
ومن أول من اشتركوا في خدمات الموقع جايل جروفر «56 عاماً» من كاليفورنيا التي حملها على ذلك وفاة زوجها على نحو مفاجئ قبل عامين.
وتروي تجربتها هذه بقولها «لقد شعرت بعجز شديد وكان علي ان اتخذ كل القرارات بنفسي»، فهي لم تكن تعلم كيف كان يفضل ان يدفن وان كان يريد التبرع بأعضائه.
أما هي فقد اتخذت احتياطاتها من الآن، فبعد وفاتها سيتلقى ابناؤها واصدقاؤها رسائل بريدية إلكترونية تبلغهم فيها بكافة التفاصيل الهامة بالنسبة لها.
ويعتزم تود مايكل توسيع نطاق خدماته لاحقاً لتشمل الرسائل المسموعة بل والمرئية، ليتمكن زبائنه من توديع أحبائهم بالصوت والصورة.


أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved