| القرية الالكترونية
في الأسبوع الماضي تحدثنا عن المشاكل التي نتجت عن استمرار التراجع في الطفرة الاقتصادية مع استمرار الازدياد في الطفرة السكانية وقلنا ان من المشاكل هو عدم استيعاب الجامعات والكليات خريجي المرحلة الثانوية مثلا واشرنا إلى ان من الحلول الإلكترونية لها الاعتماد على فتح الدراسة عن بعد في التخصصات الالكترونية المطلوبة للتغلب على مشكلة عدم توفر مقاعد للدراسة في تلك الكليات بالاستفادة من الأجهزة والمعامل الموجودة في البيوت وفي الجامعات على مدار الساعة.
وان بوادر المشاكل الاخرى التي قد سببها التقهقر الاقتصادي مع ازدياد السكان بدأ فعلا في الظهور في المدن الكبيرة والصغيرة ففي المدن الكبيرة كالرياض مثلا سنلاحظ اكتظاظ هذه المدن بالسكان والسيارات والتلوث المصاحب لهذه الزحمة. وذلك لأن هذه المدن ستتوقف عن النمو العمراني الافقي نتيجة ارتفاع تكلفته فهو يكلف الدولة ايصال الخدمات الضرورية من سفلتة وكهرباء وهاتف وماء ومراكز صحية ومدارس وغيرها كثير وهذا التوسع الرأسي سيؤدي إلى اكتظاظ وزحام في الشوارع والأحياء بالناس والسيارات وخلافها مما يصعب معه التخطيط والتنسيق، وهذا الزحام قد يسبب مشاكل واختناقات مرورية نتيجة كثرة وسائل النقل داخل المدن الكبيرة وكذلك قد يؤدي هذا التراجع الاقتصادي مقابل السكاني إلى منافسة بين الناس على الموارد المتاحة والمحدودة وقد يؤدي حسب رأي الخبراء إلى عدم الاستقرار الاجتماعي في المستقبل.
وان مشكلة الانفجار السكاني هي مشكلة عامة بالعالم اجمع وليست خاصة بالمملكة، فبنهاية القرن العشرين تعداد السكان قد قفز من مليار ونصف في بداية القرن إلى أكثر من خمس مليارات أي أكثر من 3 أضعاف في قرن واحد! بينما يلاحظ ان زيادة الإنتاج الغذائي للإنسان يزداد بنسبة 1% سنوياً مقارنة بزيادة السكان في العالم والذي يزيد بنسبة 2% تقريبا، أي أن مقدار الزيادة في السكان تزيد عن مقدار الزيادة في الغذاء ضعفين سنوياً.
كما ان ازدياد السكان المضطرد في العالم بدون تطوير لنوعيتهم سواء من الناحية العلمية والعملية والتقنية وبدون زيادة في الإنتاج والاقتصاد سيؤدي بلا شك إلى ازمات ومشاكل عاجلاً ام آجلا وسيكون من الصعوبة تفاديها مستقبلا ولذلك فلابد من العمل الآن لعلاج هذه المشاكل المحتملة قبل ان يكون الوقت متأخر جداً.. طبعا يجب ان لا يفهم ان الحل هو تقليل النسل او التحكم فيه بل ان الحل هو التركيز على تحسين جودة ونوعية السكان العقلية والتعليمية وتطوير قدراتهم الإلكترونية والتقنية.
ان المشكلة الأخرى التي يمكن ان تساهم التقنية الإلكترونية في حلها هي مشكلة التوظيف ومشكلة الازدحام في وسائل النقل التقليدية المعروفة.
فبالنسبة لمشكلة العمل والتوظيف فنجد ان الحل الإلكتروني هو ما يسمى بالوظيفة عن بعد. وقد بدأ الآن في كثير من الدول الصناعية وهو واقع لا محالة بصور اكبر في المستقبل القريب ويكثر هذا النوع من الأعمال في بعض الوظائف التي يمكن ان يقوم بها الشخص من أي مكان من العالم كالبرمجة والطباعة والترجمة والتسويق واصلاح الاجهزة والآلات عن بعد والاستشارات ومع مرور الوقت سنجد ان الكثير من الوظائف الأخرى يمكن ان تتم بنفس الطريقة وهذه لها كثير من المزايا فهي تفتح المجال للعاطلين عن العمل من البحث عن وظائف في أي مكان في العالم من بيته وكذلك على الدوائر الحكومية والخاصة بتبني الوظائف عن بعد لموظفيها وتشجيعهم عليها وخاصة في بعض الأعمال التي يمكن ان يقوم بها الموظف في البيت ولا تستدعي حضوره للعمل. أي بتكليفهم بالعمل في البيت وعدم الذهاب إلى العمل إلا لتسليم عمل كان مكلف به واستلام مهمة جديدة، وهذا بالإضافة الى الحلول الإلكترونية السابقة يوفر لنا حلولا عملية لمشاكل كثيرة قادمة. والمشكلة الأخرى وهي الازدحام في الشوارع والطرق العامة بالكثير من السيارات ووسائل النقل الأخرى الذاهبة والآيبة من وإلى العمل أو الدراسة أو غيرها، وهذه المشكلة يمكن المساهمة في حلها الكترونيا بالاعتماد على الحلول الالكترونية السابقة مع زيادة الاتجاه إلى تبني الحكومات الإلكترونية، خاصة إذا علمنا ان الكثير من اصحاب هذه السيارات الذاهبة إلى تلك المصالح فقط يذهبون للحصول على معلومة ما عن معاملة او عن خدمة او اجراءات بسيطة يمكن توفيرها في الإنترنت ولذلك فاعتقد ان الانتقال بسرعة إلى الحكومات الإلكترونية في جميع الدوائر قد يكون أفضل حل وان واكب ذلك بعض المشاكل الفنية والتقنية في بداية الأمر.
http://www.alsalloum.ne
الاثنين 25 من ذي القعدة 1421ه 19 من فبراير «شباط» 2001م. العدد 10371
|
|
|
|
|