أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 19th February,2001 العدد:10371الطبعةالاولـي الأثنين 25 ,ذو القعدة 1421

الفنيــة

ومن لها غير محمد العثيم
علمت كما علم غيري من خلال صحيفتنا «الجزيرة» بنية مهرجان القاهرة المسرحي في تكريم الأستاذ محمد العثيم، مع كوكبة من مبدعي المسرح العرب. وأنا أكتب هنا للتهنئة، مؤكداً بأن الأستاذ محمد هو الأجدر والأحق من بين مبدعي المسرح السعودي، ويشفع له في ذلك تميزه الابداعي، والمامه الكامل بمفردات المسرح، وارهاصاته الفكرية المتواصلة للمحاولة بالنهوض بمستوى المسرح السعودي ووصولا به إلى التجريبية، ناهيكم عن الريادة التي يؤكدها التصاقه ب«أبي الفنون» لمدة تزيد عن خمسة وعشرين عاماً.
عندما نطالع «والحديث هنا لمجموعة من دارسي ومحبي المسرح» زاوية الأستاذ محمد العثيم كل يوم خميس، ندرك يقينا بأننا أمام مرجع مسرحي كان الأجدر بنا الاستفادة من مجهوداته للنهوض بهذا القطاع الثقافي الفاعل جداًََ سيما وأن شبابنا بحاجة متزايدة لمصادر التوعية وشغل وقت الفراغ فيما يرتقي بالفكر والاحساس العام بعيدا عن حصة النشاط المدرسي، والتي يحضرونها «مجبرين»!! وهذا ما يميز المسرح عن الفن التشكيلي، كونه قادرا على الوصول للمتلقي بشكل أيسر وذلك لاعتماده مبدأ الحوار في أغلب الأحيان، وفي أسوأ حالاته فإنه يعتمد على الحركة مصحوبة بالموسيقى لايصال جملة من المشاعر والانطباعات بعد زوال الأثر المزمن للثوابت «السقراطية»، والتبعية «الشكسبيرية».
ومع أني لا أرضى أن ينافس أي فن آخر الرسم والتشكيل في المكانة الأولى أو موقع الصدارة لسمو الموهبة إن كانت صادقة ولخصوصية الطرح، ولضيق الحيز التعبيري، ولوحدوية الفكرة أو ازدواجها في أحسن الحالات،إلا أنني لابد أن أعترف بأن جمهور المسرح أكثر إقداما على الحضور من جمهور معارض الفن التشكيلي )آخذين بالاعتبار ندوة تواجد النشاطين(!!ومن هنا كان لابد من استغلال هذا التوجه لنشر ما يساهم في بناء مجتمعنا المحدث في تلقي معطيات الحضارةبمفهومها الثقافي الشامل.
ولم الندم على ما فات؟؟ )إحنا فيها( كما يقال!! ولنبدأ يا جمعية الثقافة والفنون في اصلاح ما أفسده «التباطؤ» وعاثت به «العشوائية» ليكن هناك استفادة من نصوص الأستاذ محمد وآخرين ممن لا ينزلون بالمشاهد لمستوى الاسفاف في الطرح والتناول..
ولنا أيضا أن نهتم بنصوص رواد المسرح الآخرين من أمثال الدكتور نعيمان عثمان، وكم أتمنى أن أرى مسرحيته الرائعة «اللعبة» مجسدة على«خشبة المسرح، والتي أحب أن أؤكد تواجد أكثر من نسخة منها بالنادي الأدبي بالرياض.ولنا أن نستفيد كذلك من أكاديمية الدكتور ميجان الرويلي، والدكتور عزت خطاب،والدكتور سعد البازعي وغيرهم ممن يحملون هموم الثقافة منذ زمن ليس بالقصير..
ولا يفوتني هنا أن أشكر للأستاذ محمد العثيم ما قدم ويقدم من جهد فكري في سبيل الوفاء لما أخذ على عاتقه من مبدأ الاخلاص للمسرح كوسيط ثقافي.. وأود أن أنوه كذلك بحرصي وحرص الكثير من عشاق هذا القلم الرائع على متابعة ما تخطه يده من نوادر«أبي دريد الكاتب» و«أبي يعقوب المفسر» في زاوية «المعنى» والتي تجعلنا نضحك ونأسف في آن معاً!! وأعود وأقول: مبارك لكم هذا التكريم، وهو أقل ما يمكن أن يقدم لمن هم في مثل مكانتكم الفكرية والثقافية.. أدامكم الله ذخراً ومتعكم بالصحة والعافية لتستمر ابداعاتكم،وليستمر معها مداد استفادتنا واستفادة مجتمعنا الفكرية، ولترتقي معها الذائقة العامة لنعرف ما نريد ونترك جانباما لا نريد..
ولنؤكد لشبابنا بأن هناك ما هو أجدر بالمواكبة من أحدث طرق «التفحيط» أو ملاحقة فقاعات الفضائيات، ناهيكم عن «التطعيس» بطريقة «احرق يا ولد»..! مع أنني من مشجعي الخروج في نزهات برية!!
مبروك لكاتبنا الأستاذ محمد العثيم ما سيحصل عليه من تكريم باستحقاق،آملين أن يكون هناك المزيد من الأسماء السعودية «المسرحية والفكرية والتشكيلية( في هذه المحافل العربية المميزة ونأمل أن يكون هذا حافزاً لغير الأستاذ في المثابرة والاستمرار للبقاء في حيز التواجد العربي )عن جدارة(، ودمتم ودام الابداع الثقافي بألف خير.
عبدالله صايل المطيري

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved