| مقـالات
لا بد أن نعترف بأن ساحة الصحافة دخلها من دخلها عبر بواباتها الخلفية وأصبحت مرتعاً لكثيرين لا يمكن أن يجرؤوا على اقتحامها فيما قبل عشر أو خمس عشرة سنة من الآن..
ولقد استمتعت كثيراً بمجلدات حوت صحف جريدة الجزيرة والبلاد والرياض في أواخر الثمانينات وأول التسعينات، ولقد أبهرتني هذه المرحلة بسمة واضحة وهي )العراك الصحفي المهذب( الذي يكاد يكون ركيزة أساسية انبنت عليها صحافتنا وهي النقد والتخلص أولاً بأول مما كل ما هو رديء، فالكاتب الهش يغيب في أفق الهروب إثر مكاشفات صادقة من المخلصين للكلمة، ولم يكن ثمة من يجرؤ على المنازلة إلا حين يكون قد ملك من الأدوات الإبداعية التي أهمها الأسلوب واللغة والثقافة والوعي بمقتضيات وفكر المجتمع والمرحلة التي يمر بها..
ومقارنة مع ما نقرأ الآن فالكثير الكثير منه غثاء وهو إعلان فج عن الشخص وليس عن فكره ،وكثير كثير مما نقرأ هو هش وسطحي وليس بحري له أن ينشر أو يطلع عليه الناس..
فمن موقف شخصي يمر على إحداهن تكيل التهم لجهاز كامل، فإحدى الكاتبات تطالب بأن يكون موظفو الجمارك الذين يفتشون سيارتنا وفق ثقافة معينة، ولربما أرادت أن تناقش معهم أزمة اليورو وندم الأوروبيين على توحيدها كعملة أو ربما أرادت أن تناقش معهم قدرة زوجة الرئيس الامريكي الجديد على حماية بناتها من الاندفاع وراء أضواء البيت الأبيض..
إن لكل موظف تخصصه وحتى في امريكا وأوروبا والدول التي تأخذ بألباب مثل هؤلاء لا يطالبون الشرطي بأن يعرف أكثر من أساليب عمله وهو يقيم وفق ما يتقن من مهارات يذهب مردودها على العمل الذي يقوم به ولا يجرون عليه اختبارات في ثقافة اللغات وطبقات الانتلجينسيا وغيرها..
ولا تقل عنها أخرى تطالب احدى الفتيات المتصلات على احدى الفضائيات بأن تكون في اتصالها وحديثها خير من يمثل وطنها وكرمه ودين مجتمعها خاصة أن البرنامج كان بعد رمضان مباشرة، وهي تريد من الفتاة المراهقة التي اعترضت على عدم )تشفير( عرض مهرجان غنائي وقد دفعت مالاً لكي تحظى بمشاهدته دوناً عن الناس أجمعين عدا الذين دفعوا من حر مالهم مثلها..والكاتبة التي استحوذت على جزء كبير من مساحة في إحدى الصحف تحض المراهقة على أن تتخلق بأخلاق رمضان وأن تحب للناس ما تحبه لنفسها..ولقد غارت الكاتبة على وطنها ودينها فهاتفت الفضائية المعنية ونصحت الفتاة على مكارم الأخلاق في نفس البرنامج وهي بذلك تظن أنها قدمت عملاً وطنياً دينياً، فقد دعت الى الإحسان بالناس واعطائهم فرصة مشاهدة المهرجانات الغنائية بكل ما فيها من خروجات واختلاط وسفور ودعوات مبطنة للمجون!!!
üü وثالث يكتب بلغته )الكمبيوترية( الجامدة ليسب ويطعن في كل ما هو منتم للأدب واللغة الجميلة ويصورها للقارىء على أنها سبب تخلفنا وهزائمنا فقط لأنه لا يجيد من رمق اللغة مايسد أود رغبته الجامحة في الظهور والبقاء في سدة الضوء.
وكأنما يظن أن كل القراء لا يعلمون من أمر الأدب وقدرته وأهميته واستحواذ أصحابه الحقيقيين على البقاء في ذاكرة الناس شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً من الكرة الأرضية التي يلتمع فيها نجم الأدب ويتهافت على بلوغه آلاف الادعياء..إن معاناة هؤلاء الحقيقية هي الانطفاء وتسرب الضوء من حولهم دون أن يمر بهم حقيقة ويبقيهم في الذاكرة!!
üü وثلة مثل هؤلاء يفسدون عليك ذائقتك حتى لو تجاوزتهم مراراً.. لكنهم ولطالما بقوا في منأى من قانون الصحافة الذي كان مزدهراً في السابق وهو إصرارالعملة الجيدة على طرد العملة الرديئة وغيرة الكتّاب الناصعين على مساحاتهم التي يتحركون فيها فلا يقبلون أن يجاورهم دخيل ولا يشاركهم متطفل ولا يظهر معهم ذوو الفكر الضحل والنرجسية المتفاقمة.. لو ظهر هؤلاء في تلك الفترة لما كان لهم ما كان من جرأة على القارىء ولبقيت ساحة الكلمة مقصورة على من يملك الكلمة الناصعة والفكرة النقية واللغة التي تمس شغاف العقل والقلب معاً.
üü البريد:
الأخ: متعب محمد الرشود الرياض..
أشكر متابعتك وموضوعك حري بالمناقشة في زوايا قادمة بإذن الله.. مقدرة دورك التربوي.
الأخ: فهد إبرايهم اليوسف الشماسية..
أشكر كلماتك أخي الكريم ونصائحك أقدرها أثابك الله.
الأخوات: أم عبدالله ومنى عمر ومنيرة عبدالله ص.ب. 56245 الرياض..أقدر دعواتكن وأتمنى أن أكون دائماً عند حسن الظن وفي مستوى المسئولية.
Fatmaalotibi@hotmail.com
ص.ب 26659 الرياض 11496
|
|
|
|
|