| مقـالات
في حفل افتتاح المهرجان الخيري الاول لرعاية الايتام الذي اقامته وزارة العمل والشوؤن الاجتماعية يوم الثلاثاء 19/11/1421ه غرد الايتام بالنشيد:
ابانا سلمان
سلمان الانسان
خذنا بالاحضان
وامنحنا الحنان
ففعلوا من التأثير ما يغني عن مئات المواعظ، لم يٌبكوا باصواتهم الرخيمة العيون بل توغلوا للقلوب، وعرفنا منهم واقعياً كيف تسيل دموع الرحمة من القلوب الرحيمة، لم يَبكوا لكنهم أَبكَوا، ولم يشرحوا مأساتهم ولكنهم اوصلوها بأيسر السبل.
خذنا بالاحضان هذا هو ما فقدوه، وللأب ان يتصور ابنه لو قذف به بعد ولادته كما ترمى الزبالات، وللأم ان تتصور بعد آلام الولادة ان ابنها سينزع منها ويقذف به بأهون مما تقذف الاوساخ، لقد دار في ذهني، وانا اسمع: «خذنا بالاحضان» قصة مولد موسى عليه السلام حين ارضعته امه ثم القته في البحر، ومع ان الله وعدها ووعده الحق )وألقيت عليك محبة مني ولتُصنع على عيني( الا ان قلب الام وَجَفَ )وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً( ثم امرت اخته ان تراقبه عن بعد حتى اذا ما وقع في يد عدوه فرعون تولته عناية الله فحرم عليه المراضع )فرددناه الى امه كي تقر عينها( فأخذته امه بالاحضان، ولكن هؤلاء تمزقت قلوب امهاتهم، واصبحوا ينشدون الحنان بعد ان حرموا من قُبلة أم حنون.
)وامنحنا الحنان( هذا هو اغلى مطلوب بالنسبة لليتيم، وان وجد من يأويه فان المأوى ليس كمأوى نبع الحنان، ولو ان لي من الأمر شيئاً لاسمعت هذا النشيد بأصوات هؤلاء الاطفال طلاب وطالبات المدارس من المتوسطة الى الجامعة، ولنسخته واهديته لكل الرجال والنساء، فهل هناك عظة ابلغ من عظة نطقها هؤلاء الابرياء؟
لم يتحدث القرآن عن ذي حاجة بمثل ما تحدث عن اليتيم رعاية له ولماله، لانه لا ذنب له في يتمه، ولأنه لا يستطيع معرفة شيء عن مأساته الا اذا بلغ، وان كنت اتوقع ان براءته تستطيع ان تستكشف مأساته اذا نظر الى اقرانه عندما يلتفت فيراهم بالأحضان، يُسكب عليهم الحنان الا هو لابواكي له الا من محسن او محسنة.
لقد سعدت عندما اعلن معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية ان مؤسسات خيرية تخصصت في رعاية الايتام وان مؤسسات اخرى جعلت جرءاً من نشاطها للايتام كمؤسسة الحرمين، فكثير من مؤسساتنا الخيرية تدفق خيرها الى خارج بلادنا للايتام وغيرهم ولكن لا يكاد يوجد لها نشاط في الداخل، وهم مأجورون في ذلك فبلادنا اهدت النور للدنيا قبل ان ترعى ذوي الحاجات ولكن لفعل الخير هنا اجر مثل ان لم يزد اجره خارج الحدود.
امسحوا دمعة اليتيم بالعمل لا بالكلام، فقد كان حفلهم الاول هو الحفل الذي حلت فيه الدموع محل البسمات، لان كلماتهم خرجت من القلوب فوصلت اليها فكان حفلاً يتيماً كيتم الايتام.
* للتواصل ص.ب 45209 الرياض
11512 الفاكس 4012691
|
|
|
|
|