أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 19th February,2001 العدد:10371الطبعةالاولـي الأثنين 25 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

إضاءة
الرئيس الديموقراطي!!
شاكر شكوري
على الرغم من ان الشريعة الاسلامية الغراء لم تدع من شؤون الدنيا والآخرة امراً الا ضبطته باحكام مبينة ومفصلة، فان البعض منا لا يزال مبهوراً بالنموذج الغربي، يروج لبضاعته، وينادي بافكاره، ولا يعتقد الخير الا في ركاب نظرياته.
بل لقد ذهب البعض الى ابعد من ذلك فقد طالعتنا مجلة )المجلة( في عددها الاخير بمقال للاستاذ جودت سعيد تحت عنوان )كيف اضعنا نواة الشورى( بدأه باستدلال معتسف لمعنى قوله تعالى «ويخلق مالا تعلمون» في محاولة لإضفاء الشرعية على )الديموقراطية( باعتبارها من وجهة نظره الوسيلة المتطورة المثلى لانتقال السلطة على نحو تطور وسائل النقل المعهودة بين البشر والمعلومات، ثم يسفه الكاتب رأي المخالفين فيقول: «إن المجتمع الذي لا يمارس الديموقراطية الآن كالفرد الذي يركب الخيل والبغال والحمير في عصر السيارات والطائرات وينهي مقاله بتقرير )غريب( «ان الديموقراطية الحديثة نموذج متطور اصله ثابت في الاسلام وفي الكتاب والسنة )وهل هما الا الاسلام، ففيم العطف اذن؟!( وفرعه في تطور العالم باسق».
ولست ادري وغيري جداً كثيرون وجهاً للمقارنة بين نظام الحكم في الاسلام القائم على البيعة الشرعية التي هي عقد يبايع الناس بموجبه ولي الامر على السمع والطاعة ما حكم فيهم شرع الله، وبين دساتير البشر صنعة الضعف ومحط الخطل كما يقول سمو الامير خالد الفيصل في كتابه )مسافة التنمية وشاهد عيان( والحاكم في النظام الاسلامي لا يأتي سيفاً مسلطاً على رقاب العباد ورغم انوفهم، وانما يستقيم له الحكم من خلال بيعة عامة يعلنها اهل الحل والعقد مشروطة بالتزام الحاكم شرع الله، والتزام الكافة طاعته وعدم الخروج عليه طالما اوفى بالتزامه هذا.
ولست في حاجة الى تفصيل القول في محاسن تطبيق النظام الاسلامي )البيعة والشورى( وما حققه من امن وامان وعدل وعدالة ورخاء وتكافل، وان الحرية التي يتشدق بها رعاة الديموقراطية )حكم الشعب لنفسه(، هي في الاسلام اخلاص العبودية لله وحده، وبذلك يتحرر المسلم كل مسلم من ربقة العبودية لغير خالقه، بينما هي عندهم كشجرة الخلاف ضخمة بغير ثمر، وان اثمرت فشوك وطلح.. اعني الامراض الجنسية والنفسية التي نراها في الغرب )الديموقراطي( ومعدلات الانتحار المتزايدة فيه مما يؤكد فساد النظرية.
وهل هناك مصيبة للديموقراطية افدح من وصول السفاح )الديموقراطي( آريل شارون الى سدة الحكم في اسرائيل؟! حيث اختارته اغلبية )الرعاع( في مجتمع قوامه خمسة ملايين )صهيوني(، وربما يخرج علينا من يقول: ان شعب شارون اختاره بمحض ارادته لتحقيق مصلحته التي تقف الى الضد من مصلحتكم انتم، افلا يدرك هذا القائل ان هذ الشارون بتاريخه الدموي لا ينتظر منه قريب ولا بعيد املاً في تحقيق مصلحة لشعبه طالما اغتر بميزان القوى كما يراه غافلا العامل الاهم في هذا الميزان وهو الانسان، وما يمكن ان يفعله اذا استبد به القهر، وهاهو الشهيد الفلسطيني علاء خليل ابو علبة يقدم لشارون وللشعب الاسرائيلي هدية الفوز في الانتخابات )الديموقراطية(.. ثمانية من القتلى واكثر من عشرين جريحاً في واحدة من انجح العمليات الفدائية واجسرها، واكثرها خسائر بشرية في صفوف الاسرائيليين.. ترى اي مصلحة يمكن ان يحققها هذا الرئيس )الديموقراطي( لشعبه على ضوء ان العنصر البشري بالغ القيمة عند امة لا يزيد تعدادها في كل اصقاع الدنيا عن اربعة عشر مليون يهودي؟!!

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved