| الريـاضيـة
لن يُقبل من مشاهد يتصل بقناة فضائية او قلم يكتب في صحيفة ان يقلل من شأن لاعب في المنتخب فيقول عنه: انه كان صفرا في خانة الشمال او عالة على المنتخب او ان دمه ملوث او لو سقط من الحافلة لاحتسب الحكم له ضربة جزاء ولا غير ذلك مما كانت تقوله اصوات التعصب وتنشره صحافة اللاوعي!
ولكن في المقابل لن يُقبل من احد ان يطالب بمنع النقد والحديث عن مستوى اللاعب من مباراة لأخرى.
لن يُقبل ابدا التصفيق الصحفي للاعب بعد كل مباراة بغض النظر عن حقيقة مستواه فيها ولا الدلال الاعلامي الذي يطالب به البعض لجيل دبلّها دون غيره من الاجيال بل دون غيره من منتخبات الدول بما في ذلك البرازيل والمانيا وايطاليا والارجنتين ففي كل انحاء الدنيا يُقيّم اللاعبون بعد المباراة فهذا كان رائعا وذاك كان جيدا وهناك من لم يقدم شيئا.
هذا هو النقد فان كان واقعيا اصبح موضوعيا عادلا وان كان عاطفيا اصبح مغرضا ظالما وكمبدأ عام فان من يقول عن لاعب لم يبرز في المباراة انه كان بارزا كمن يقول عن لاعب بارز انه لم يبرز كلاهما لا يقدم نقدا هادفا وانما يقول كلاما عاطفيا متعصبا لأنه مع اللاعب او ضده بغض النظر عن عطائه.
وكتطبيق عملي فان من قال ان سامي الجابر مثلا كان بارزا في المباراة الاولى امام منغوليا كمن قال انه لم يبرز في المباراة الثالثة امام فيتنام كلاهما لم يقل الحقيقة والواقع وانما الاول جامل سامي الجابر والثاني ظلمه.
هذه قاعدة عامة واضحة ثابتة ليس في المجال الرياضي وحسب وانما في كل مجالات الحياة فالانسان يُقيّم بعطائه وليس بالموقف المسبق منه : معه اوضده.
غير أن ما ليس واضحا ولا ثابتا أن يرفض البعض قبول حصاد ما زرعوه فهذه الآراء المتشنجة التي نسمعها في الفضائيات ونقرؤها في الصفحات والتي لا تحكم على اللاعب من خلال عطائه في المباراة وانما من خلال النادي الذي ينتمي اليه ليست سوى حصاد الامس القريب يوم كان الذين يلقون المحاضرات الآن عن مصلحة المنتخب وحماية نجومه هم فرسان ساحة الحش واللمز والسخرية من احد نجوم المنتخب فضلا عن عدم التعامل الموضوعي مع عطائه من مباراة الى اخرى ومن بطولة الى اخرى.
احصدوا ما زرعتم ايها الفرسان والضحية سامي وزملاؤه بل والنقد الرياضي الهادف الموضوعي.
خطابة وكتابة
تأهل المنتخب السعودي كما هو متوقع للمرحلة النهائية من تصفيات آسيا لنهائيات كأس العالم 2002 ولم يكن هناك ما يلفت النظر في المرحلة السهلة سوى الاستعراضية التي اصبحنا نتعامل بها مع المنتخب وكان نجمها الاول ناصر الجوهر الذي تفنن في استعراض الكتابة والوقوف والتصفيق لدرجة انني كمشاهد تمنيت ان اطلع على هذه الاوراق التي استهلكها ناصر الجوهر امام فرق مثل بنجلاديش ومنغوليا وفيتنام لأعرف ماذا يمكن لمدرب ان يكتب في مباريات اقرب ما تكون للتدريب؟
ويبدو ان بعض اللاعبين تأثروا بالمدرب فأعلن احدهم عن ذاته لمجرد انه سجل هدفا واندفع الآخر بدفاعية لا ضرورة لها فتلقى بطاقة حمراء مؤسفة واصيب ثالث نتيجة احتفاظه بالكرة وكثرة السقوط.
أما على المستوى الإعلامي فان هناك من تجاوز بنا سهولة المرحلة الى ذكريات كأس آسيا في لبنان بل شعرنا وكأننا في التصفيات النهائية وأن منغوليا ايران وبنجلاديش الكويت وفيتنام الصين.
ولم يكن ينقص الصورة الاستعراضية سوى ذلك الهتاف التسولي!
لقد ظن كل من تابع الزفة اننا قد عدنا الى ما قبل عام 1980 حين كانت الكرة السعودية تبحث عن ذاتها وان من يتصرفون ويتحدثون لا علاقة لهم بكرة فرضت نفسها كطرف ثابت في المنافسة على هرم قارة آسيا منذ عام 1984 فضلا عن تأهلها لنهائيات كأس العالم دورتين متتاليتين.
ان احترام المنافسين مهما كانوا امر مهم لكن ما هو اهم منه احترام الذات والتاريخ والانجازات والواقع وبكل ما يعنيه ذلك من تعامل نوعي حسب اهمية الحدث.
تعديل قبل التسجيل
من الواضح أن اللاعب خالد السلامة قد عدل تاريخ ميلاده من 1403ه الى 1405ه قبل أن يُسجل في النصر وبالتالي فان الزوبعة التي اثارها الهلال لا معنى لها من الناحية القانونية لأن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تأخذ بالتاريخ الذي سجل اللاعب على اساسه وتمنع اي تعديل على هذا التاريخ اما قبل ان يُسجل اللاعب فان الرئاسة لا علاقة لها بالموضوع.
هذا من الناحية القانونية اما من الناحية الفنية فان حكاية هذا اللاعب قد كشفت ان الاندية تستطيع التحايل على السن من خلال تصغير اللاعب عندما يريد التسجيل وهذا يعني انه ما زال هناك من يلعب في مرحلة غير مرحلته كما كان الوضع حين كان ا لتعديل بعد التسجيل مسموحاً به.
انتقائية التاريخ
ما زال العابثون بتاريخ الاندية يواصلون عبثهم دون تدخل من الاتحاد السعودي لكرة القدم الذي لم يتحمل مسؤوليته بعد في حفظ سجل البطولات وتوثيقه وترك الحبل على الغارب لكل من اراد أن يخدم ميوله وموقفه مع فريق ضد آخر وبصورة انتقائية فيسقط بطولة لهذا الفريق ويضيف بطولة لذلك الفريق على هواه دون امانة او نزاهة.
لقد آن الاوان لتدخل الامانة العامة للاتحاد السعودي لكرة القدم وايقاف هذا العبث بنشر احصائية رسمية بسجل البطولات الكروية للاندية السعودية.
ما قل ودل
* الحكام اداروها للاربعة الكبار ضد الصغار لدرجة ان الاتفاق اصبح احد الصغار!
* لم يكتف بأنه لم يحتسب ضربة جزاء صريحة ولكنه طرد المهاجم وهذا هو الظلم المزدوج.
* حققنا بطولة آسيا ثلاث مرات ووصلنا الى المونديال مرتين وما زالت فرقنا تختلف على الالوان.
* كان الاحتجاج وسيلة العاجز الذي يريد اشغال جمهوره عن الخسارة ولكنه اصبح الآن حقا قانونيا.
* أثبت حسين عبدالغني انه حين يسيطر على اعصابه يكون النجم الأول الذي يدافع ويهاجم.. يصنع ويسجل.
* أقول للمعلق الذي يعرف نفسه: ان التعصب المكاني اخطر من التعصب الميولي وكلاهما خطر.
|
|
|
|
|