| عزيزتـي الجزيرة
تعرضت قبل فترة إلى حادث مروري، وقد خرجت ولله الحمد من الحادث سالماً ولكن سيارتي الآن في «التشليح».
وقد كان المتسبب في الحادث طفلاً لا يحمل رخصة أو ترخيصاً أو أوراقاً ثبوتية له أو للسيارة . وقد قام بكل تهور بقطع إشارة المرور!!
وقد توقعت أن المرور سوف ينزل به أشد عقاب وفقاً لما يعلن في الصحف عن التشدد مع مخالفي أنظمة المرور، وخاصة قطع الإشارة، وبخاصة المراهقون، وخاصة ممن لا يحملون رخصة قيادة، وخاصة حين يسفر عن المخالفة حادث مروّع وخاصة حيث لا يكون لدى المخالف واسطة!!
وقد كانت جميع هذه الشروط منطبقة، إلا أن رجال المرور كان همهم الوحيد هو توقيع المصالحة والتنازل بين الطرفين حتى يرتاحوا من متابعة الحادث!! دون أدنى وعي بمعنى الحق العام الذي ليس من حقهم التفريط فيه وهو يتعرض لتعدٍ سافر من قبل من لا يجد العقاب الرادع..
بينما قد يريك أحد رجال المرور بسبب مخالفة تافهة النجوم في عز الظهر.
إننا أيها المرور العزيز الدولة الوحيدة في العالم التي لا يحق فيها للسائق قطع الإشارة إلا بشرط أن يسفر قطع الاشارة عن حادث!! فإذا ما تنازل المتضرر أصبح قطع الإشارة جائزاً!!
إن هذا التطبيق المضحك المبكي للأنظمة هو الذي يجعلنا أكثر دول العالم في عدد الحوادث وعدم التزام السائقين بأنظمة المرور، وسيستمر هذا النزف في الأرواح والهدر الهائل في الممتلكات مالم تسبق حملات التوعية المرورية حملات توعية للمرور!! فمن يعلّق الجرس!!
خالد الفريان
|
|
|
|
|