| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
إن فوز هذا الغادر «شارون» الذي اشتهر في المستنقع اللبناني عام 1982م يطرح العديد من الأسئلة.. فسجله مريض وحافل بالصفحات السوداء.
ترى هل فوز هذا الغادر سيكون عنصر توحيد للعرب؟
أم أنه سيكون عامل انقسام بينهم؟ كما هو عامل انقسام بين الإسرائيليين أنفسهم!!
أي: هل سيلتقي العرب على إستراتيجية واحدة وموحدة لمواجهة شارون وطروحاته سلماً كانت أم حرباً. أم أن العرب ستختلف من جديد حول شارون )الطبعة المعاصرة( فالتوزع بين مطالب بمنح الفرص له، وآخر رافض لهذه الفكرة، وثالث مضطر للتمسك بالتعاهد مع شارون )الدولة( استناداً إلى اتفاقات سابقة عقدت وكان شارون شاهداً عليها حيث كان مشرفاً على اخلاء بعض المستوطنات تنفيذاً لسلام زعيمه اللكيودي مناحيم بيقن.
ونرى هذا الجزار الشاروني يصر على تأمين الأمن أولاً للإسرائيليين وعلى فرض السلام قبل التفكير في التفاوض ، فهذا يعني مواجهة ميدانية ستحاول في آلة الحرب الإسرائيلية بقيادتها الجديدة القديمة الإمعان في القمع ضد الانتفاضة.
وبما أن طروحات شارون للتفاوض مرفوضة فلسطينياً وعربياً فهذا يعني أن حكمه قد بدأ والطريق مسدود .. مسدود.
لذا.. والحال كذلك فلا شيء يمنع شارون من ارتكاب حماقة معينة لإخراج نفسه من حالة )الحصار( بأن يسعى بشتى الوسائل ولو دون التفكير في العواقب كعادته إلى قلب الطاولة على جميع شركاء السلام في المنطقة.
وقد يتساءل البعض وكيف يكون ذلك؟
أترك الإجابة للزمن وللأيام القليلة القادمة فهي التي ستجيب.
ولشارون المخادع اقول:
مهلاً أيها الشارون القاتل.. فكما سقط سلفك باراك في الاختبار.. فسوق تلاقي أيها القاتل نفس المصير... وبدوري كفلسطينية أناشد كل حكام العرب بعدم منح شارون فرصة التفاوض، كما اناشدهم بعدم استقبال شارون السفاح، واسأل نفسي يا ترى هل سيتفاعل كل العرب مع هذا النداء ، ام ان التناقض سيقفز مجدداً بين منطق الدولة ومنطق الثورة؟..
* فالاستشهاد النبيل في سبيل قضية القدس وفلسطين لا يحتاج إلى تفكير.. فيكفينا ما لقينا من حمامات الدم التي لا يرتوي منها الاحتلال ولو تحولت إلى أنهار حمراء.
أما إسرائيل، فستواجه مرة أخرى المصير نفسه الذي واجهته في عهد بنيامين نتانياهو زميل شارون في المكر والاحتيال وتدبير المكائد، وسينتهي الأمر بانفراط الحكومة والاضطرار للتوجه من جديد للانتخابات، وأتوقع أن تحدث كثير من المتغيرات قد تطرأ على طروحات شارون ومواقفه حتى ولو على طريقة )تحويل الهزيمة إلى انتصار( إذ أن الشارون سيدرك بعد وقت أن )السلام الشاروني( فكرة غير قابلة للتسويق بصيغتها الحالية، ولابد من إدخال التعديلات عليها، وليعلم شارون ومن على شاكلته أنه مهما أرغى وأزبد فلن يخيف العرب عامة ولن يخيف الفلسطينيين على وجه الخصوص.. هذا الشر الشاروني لابد من مقاطعته فالكرامة العربية ستنتصر بإذن الله وتعلن مقاطعة التعامل مع شارون..
* فهذه هي المنازلة الحقيقية بالوقوف صفاً واحداً ويداً واحدة وفكراً واحداً وقلباً واحداً لإيقاف التطاول الشاروني ولإسقاط الصهيونية، ودعم الانتفاضة حتى تحرير الأقصى المبارك وفلسطين العربية من الشراذمة الأوغاد.
* فيا عرب.. لابد من مواجهة الظاهرة الشارونية، لأن شارون يعني الاستيطان، واستمرار الاحتلال الغاشم وهذا لن يكون بعون الله. فهذا الشاروني اللئيم فتح جراحاً قديمة للعرب والفلسطينيين.. فبالله كيف ينسى فلسطينيو )قبية( ذلك الهجوم الليلي على القرية التي كانت تحت الحكم الأردني في الضفة الغربية عام 1953م. حين كان الشاروني على رأس )130( جندي إسرائيلي أثناء شن الهجوم الغاشم على تلك القرية الآمنة، التي قتل فيها )69( رجلاً وامرأة وطفلاً ونسف فيها )50( منزلاً.
- أتدرون يا عرب ماذا قال شارون وقتها؟!
قال: كنت أعتقد أن البيوت خاوية على عروشها أرأيتم النفاق بعينه لرجل عاشق للحروب، رجل مطلوب عزله من وزارة الحرب قبل 19 عاماً مضت. والآن بعد فوزه هل سينتقم للعزلة من موقع رئاسته للحكومة السوداء التي يمسك زمام أمرها.
* وماذا تقولون يا عرب في قول هذا الشارون السفاح )إن الحكومة الاسرائيلية برئاستي لن تجري مفاوضات تحت تهديد السلاح، ولن تكافئ العنف، بعد أن يتوقف العنف فقط سنستأنف المفاوضات(.
* الا يعني هذا اجهاض الانتفاضة؟! فليخسأ هذا اللعين لأن الانتفاضة لن تجهض، ولن تتوقف فهي السبيل الوحيد للانتصار ولاسترجاع فلسطين الغالية ومقدساتنا الإسلامية فمدوا أدياديكم يا عرب لدعم الانتفاضة الباسلة ويد الله مع الجماعة.
وسيلة محمود الحلبي
كاتبة ومحررة صحفية
|
|
|
|
|