| الثقافية
*كتب علي سعد القحطاني :
استهلت الأنشطة الثقافية من برنامج فعاليات الأسبوع الثقافي العربي الليبي بالمملكة بمحاضرة ثقافية للأستاذ عبداللطيف سليمان حسين بعنوان «المشهد الثقافي في ليبيا» مساء يوم الاحد 17/11/1421ه بمقر النادي الأدبي بالرياض وكان قد أدار المحاضرة سعادة الأستاذ عبدالله بن ادريس رئيس النادي الأدبي بالرياض الذي أخذ يرحب بالمحاضر وكافة الحضور وقد بدأ المحاضر ورقته بقوله: «إن تعرف من أنت معرفة إحاطة ، أمر ذو بال .. وأن تعرّف الآخر بمن أنت بعد ذلك فهو جميل ..باعتبار أن المولى سبحانه وتعالى دعا إلى التعارف فيما بين الشعوب والقبائل من كل سكان الأرض» وشرح المحاضر آليات الحوار والتعارف بين الثقافات وقال إنها نغمة حضارية أن نجد التواصل بين الأنا والآخر ثم بدأ يعرج في حديثه إلى المشهد الثقافي في ليبيا حيث قال إن تحديد الابداع يكمن في مفهوم جديد لممارسة النص التعبيري.. سواء أكان محضا لغويا أم مشتركاً يتألف من لغتين أو أكثر ..حيث تطور الإبداع والتلقي فتأكد أن الحركة لغة واللون لغة والنغم كذلك .ثم بدأ المحاضر يستعرض نماذج ونصوصا شعرية مختارة من الأدب الليبي وساق مثالا من القرن الحادي عشر للهجرة
روت خبراً ريح الصبا إذ سرت به
لصب هوى نجد يطير بلابلي
يقول ونيران الهوى حشو قلبه
وإن خان عهدي واستمر على غدري |
ففي هذا النص الوجداني نجد أن هذه التعبيرات يقولها أي عربي على امتداد الوطن الكبير ..مشتاق إلى نجد شوق مهاجر مغترب عنها ..أو شوق مسلم تعلق قلبه بأداء فريضة الحج فأشار إلى نجد ..وساق المحاضر نصا شعرياً يؤكد فيه بأداء أيام النضال الليبي ضد الاستعمار الإيطالي آنذاك من خلال النغمات الموسيقية للقصيدة الآتية:
حركت قوماً قد أمال رؤوسهم
نوم كأصحاب الرقيم عميق
فوجدتهم لا يشعرون بأنهم
في قبضة المستعمرين رقيق |
ويؤكد المحاضر على أن لغة النص الشعري في ليبيا فصيحة .. على أن الأصوات يختلف عددها من عصر إلى عصر وابدى غيرته من النص غير المعرب أو الزجل لأنه رافق الوجدان الجماعي وعبر عن كل الظروف فرحا وترحا. وبعد ذلك عرج في ورقته إلى الآلية الأخرى من المشهد الثقافي في ليبيا وهي القصة التي بدأت منذ الخمسينيات فأسس بها القصة القصيرة على يد الطبيب الدكتور وهبي البوري ثم لحق به كامل المقهور وعلي المصراتي وعبد القادر بو هروس وعبدالله القويري وكثيرون.. وتحتوى تلك النصوص القصصية على تفاصيل أكثر من الإنسان والزمان والمكان وقال المحاضر إنه بالإمكان القول ان هناك قصة ليبية عمرها نصف قرن من الزمان ويختلف مستواها الفني من قاص لآخر لكنها تحتوي سمات تميزها لولا أنها عانت وتعاني من مشكلة الانتشار لما يعانيه النشر ويخضع له في كل الوطن العربي.
|
|
|
|
|