|
| مقـالات
مقدمة:
كان كاتب هذا المقال قد كتب في الجزيرة العدد 10138 في 29/3/1421ه 1/7/2000م مقالاً عن الداعية والمربي ورجل الإعلام والشورى الشيخ عبدالعزيز العتيقي المتوفي سنة 1389 ه، 1969م وذلك تعقيباً على مقال سبقه بأسبوع كتبه ل«الجزيرة» حمود بن عبدالعزيز المزيني من منسوبي إدارة التعليم بالمجمعة بعنوان: العتيقي كان عضواً في أول مجلس للشورى العدد 10132 في 23/3/1421ه.
وعلى إثر نشر المقالين وردت معلومات إضافية من ذوي الشيخ العتيقي ومن الزميل الدكتور أحمد الضبيب عضو مجلس الشورى الذي كان والده الشيخ محمد بن حسن الضبيب رحمه الله على صلة صداقة بالعتيقي.
وفي هذا المقال سرد لمجمل ما توافر من معلومات حوله بعد أن تكوّنت صورة أكثر تكاملاً عن سيرته.
أولاً: المعلومات الواردة في مجلة العرب
كتب الشيخ حمد الجاسر رحمه الله في مجلة العرب الربيعان 1420ه مقالاً موسعاً عن أسرة العتيقي في المجمعة جاء فيه: تنتسب أسرة العتيقي إلى جهينة، وقد ولد الشيخ سنة 1300ه في حرمة وتعلم على جده لأمه إبراهيم العتيقي قاضي المجمعة ثم سافر إلى البصرة وتعرف على الشيخ محمد رشيد رضا صاحب مجلة المنار المصرية واتفق معه على الدراسة على يديه في مصر، حيث انتقل إليها بين عامي 1330 و1332ه ثم أرسله الشيخ رضا برسالة إلى السلطان عبدالعزيز في الرياض.
ثم انتقل الشيخ العتيقي مع أسرته للعمل بين الأحساء والكويت وزار البحرين في شعبان 1334ه حيث أسهم في إنشاء أول مدرسة فيها، كما تولى الإشراف على معارف البحرين بين عامي 1339ه و1342ه وهو بهذا يُعد من رواد التعليم الحديث في منطقة الخليج.
ثم رحل إلى الشرق الأقصى متنقلاً بين القارة الهندية وبلاد الملايو أندونيسيا وماليزيا وانشغل بالدعوة السلفية بأسلوب إصلاحي، ثم عاد إلى الحجاز بعد دخولها في الحكم السعودي وشارك في لجنة تسليم جدة سنة 1344ه.
وقد أسس مدرسة في المجمعة ثم سافر إلى الكويت سنة 1357ه وعمل في عدد من المدارس وسميت باسمه فيما بعد مدرسة في منطقة الصليبيخات.
ثانياً: العتيقي في مجال الشورى والإعلام
وأود أن أضيف إلى ما ذكره الشيخ حمد الجاسر رحمه الله في مجلة العرب، أن الملك عبدالعزيز رحمه الله كان قد عينه معاوناً للشيخ يوسف ياسين لإدارة أول مديرية للمطبوعات في مطلع عام 1345ه، وقد نشرت جريدة أم القرى خبر ذلك التعيين في عددها رقم 87 في 4/2/1345ه وبذلك يكون الشيخ عبدالعزيز بن محمد العتيقي في تقديري أول سعودي يتسنم منصباً ذا صلة بالإعلام ما لم تثبت الأيام خلاف ذلك وذلك على افتراض أن الشيخ يوسف ياسين مايزال حتى ذلك الوقت باقياً على جنسيته الأصلية السورية.
أما فيما يتصل بالمهام الإدارية الأخرى أو ما يتعلق بالشورى، فأود أن أضيف أن الملك عبدالعزيز كان قد أصدر أمراً بُعيد دخول الحجاز في الدولة السعودية، بأن يتولى ابنه الأمير فيصل نائبه في الحجاز آنذاك مسؤولية رئاسة أول حكومة في مكة المكرمة، وذلك ريثما يتم ترتيب التشكيلات العامة، وأن يكون مع سموه مجلس استشاري مؤلف من عبدالعزيز العتيقي وحمزة الفعر وصالح شطا، وقد أوردت أم القرى خبر الأمر السامي في عددها رقم 55 في 20/6/1344ه وفي العام نفسه 1344ه صدر أمر بتشكيل المجلس الأهلي.
وفي عام 1345ه صدر أمر لاحق بدمج المجلس الأهلي مع المجلس الاستشاري في مجلس جديد سمي المجلس الشوريّ بتشديد الياء برئاسة الأمير فيصل وعضوية كل من: عبدالعزيز العتيقي وحافظ وهبة وحمزة الفعر وحسين عنان وشرف باشا عدنان وحسين باسلامة وعبدالله الشيبي ومحمد الألفي وعبدالرحمن الزواوي وعبدالوهاب عطار وماجد كردي وشرف رضا مدير المالية ومحمد سعيد أبو الخير مدير الأوقاف.
وقد نشر ذلك الأمر في جريدة أم القرى، العدد 86 في 27/1/1345ه وهو الشهر الذي أحدثت فيه مديرية المطبوعات وكُلف بالعمل فيها أيضاً كما سلف إيضاحه، وكان الشيخ العتيقي يرأس المجلس الشوري أحياناً بالنيابة عن الأمير فيصل وبعد عام 8/1/1346ه صدر أمر بحل المجلس وأمر آخر بتكوين مجلس الشورى القديم وهو يتألف من ثمانية أعضاء برئاسة الأمير فيصل والأعضاء هم: أحمد سبحي، وصالح شطا وعبدالعزيز بن زيد وعبدالله الجفالي، وعبدالرحمن الزواوي وعبدالوهاب عطار ومحمد بن يحيى بن عقيل ويوسف قطان.
ولم يكن الشيخ العتيقي ضمن أعضاء هذا المجلس الذي ينظر إليه على أنه البداية الحقيقية لمجلس الشورى الحالي.
وقد أشرف الشيخ العتيقي على مديرية الشؤون الخارجية التي كانت قد تأسست سنة 1344ه وذلك عند غياب الدكتور عبدالله الدملوجي والشيخ يوسف ياسين في مفاوضات وادي العقيق جمادى الأولى والثانية 1345ه، وذلك حسبما ورد في موسوعة تاريخ الملك عبدالعزيز السياسي، التي أصدرتها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة 1419ه.
وقد استعرضت كشافات أم القرى في تلك الفترة، فتبين أن الشيخ العتيقي قد كتب في العدد 44 الصادرة بتاريخ 12/4/1344ه وفي العدد الذي بعده مقالين إبان حصار جدة يتهم فيها حكومة الشريف بن علي بن الحسين بتهييج الحجاج من خلال بث الإشاعات ضد جيش السلطان عبدالعزيز.
كما كتب فاتحة أم القرى العدد 64 في 5/9/1344ه بعنوان: الفقه والفقهاء: منشأ الفقه وظهور المذاهب.
ثالثاً: المعلومات التي أضافها حفيده
كان الدكتور عماد بن محمد بن عبدالعزيز وهو حفيد الشيخ العتيقي والأستاذ في كلية الهندسة بجامعة الكويت قد نشر في مجلة الدارة العدد الرابع، السنة الخامسة والعشرون سنة 1420ه مقالاً ضافياً عن علماء آل العتيقي في ثلاثة قرون وخص جده الشيخ عبدالعزيز بجزء من مقاله.
ثم تلقيت من الدكتور عماد مقالاً معداً للنشر 26/10/1421ه ضمنه آخر ما توافر لديه من معلومات عن الشيخ العتيقي وهو بعنوان: الشيخ عبدالعزيز العتيقي 1300 1389ه كما أمدني مشكوراً بصورة جده المنشورة رفق مقالي هذا.
ولعل أبرز ما أضافه في مقاليه مما له صلة بهذا الموضوع ما يأتي:
1 أن الشيخ العتيقي هو النجدي الوحيد الذي درس في مدرسة دار الدعوة والإرشاد للشيخ محمد رشيد رضا في مصر، وأنها كلية متخصصة في تأهيل الدعاة ولم يكن لها مثيل في وقتها، وأن الشيخ العتيقي قد تشبع بالفكر الإصلاحي لصاحبها.
2 أن الشيخ العتيقي قد اشتغل في حدود عام 1335ه بالتجارة بين نجد والكويت مع بعض أقاربه وأنه قد عمل في استصلاح الأراضي الزراعية وحفر بئراً في حرمة مع جيرانه المدلج.
3 أن أول مدرسة افتتحت في البحرين هي مدرسة المحرق 1338ه وتولى إدارتها حافظ وهبة ثم افتتحت المدرسة الثانية في المنامة ودعا حافظ وهبة صديقه الشيخ العتيقي للإشراف عليها 1339ه، وان الشيخ حافظ وهبة قد مُنع لأسباب سياسية من دخول البحرين بعد أن قضى إجازته في الكويت سنة 1340ه فتولى الشيخ العتيقي الإشراف على المدرستين.
4 أن الشيخ العتيقي قد تفرغ للدعوة السلفية وللتعليم متنقلاً بين الملايو وإندونيسيا والهند وقد أشرف على مدرسة أهلية عربية لصاحبها محمد بن خريم الحساوي 1342 1343ه وعندما كثرت الدعايات المناهضة للدعوة السلفية ورجالها في نجد والحجاز تفرغ الشيخ العتيقي للدفاع عنها وكان الشيخ أحمد السوركتي من زعماء الجالية العربية في إندونيسيا يسهل له ذلك، كما قام بالدعوة في الهند من أجل التقريب بين المسلمين وتوضيح مبادئ الدعوة السلفية وأنه أنفق خلال هذه الرحلات كل ما يملك من أموال.
5 أن الشيخ العتيقي افتتح مدرسة خاصة في بيته بالمجمعة بين عامي 1350 1351ه لتعليم الأولاد على النظام العصري وكان يدرس فيها مبادئ القرآن والتوحيد والفقه واللغة العربية والحساب والعلوم والجغرافيا، وكان يساعده في التدريس أحياناً الشيخ عثمان الصالح وقد تتلمذ على يديه كثير من رجال المجمعة مثل: الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن الربيعة والشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري والشيخ إبراهيم بن عبدالعزيز العتيقي والشيخ منصور بن محمد العتيقي، والمعروف أن أول مدرسة حكومية في المجمعة قد انشئت سنة 1356ه.
6 وصحّح الدكتور عماد تاريخ وفاة جده، حيث ذكر انه توفي في العاشر من محرم 1389ه وان له ابنا واحداً وهو محمد والد الدكتور عماد وثلاث بنات، وكان الشيخ حمد الجاسر رحمه الله في مجلة العرب قد ذكر ان وفاته عام 1385ه ثم صححه.
رابعاً: المعلومات التي أضافها د. أحمد الضبيب
أكتفي مما أمدني به الأخ د. الضبيب من معلومات عن الشيخ العتيقي بنقل نص واحدة من الرسائل المتبادلة بين والده الشيخ محمد بن حسن الضبيب وصديقه الشيخ العتيقي وذلك لما تتضمنه تلك الرسالة من معلومات تؤكد بعض ما جاء في هذا المقال:
إلى جناب الأجل الأفخم حميد السجايا والشيم:
لأخ العزيز الشيخ محمد بن حسن الضبيب دام محروساً.
بعد اهداء السلام والسؤال عن صحة أحوالكم، أحوالنا من فضل الله تسركم وبطاقتكم المتضمنة المعايدة بعيد رمضان وصلت متأخرة أعادكم الله لأمثاله سنين عديدة وأعواماً مديدة بالفوز والاقبال وبلوغ الآمال، أما محبكم فقد عزمنا على الاستيطان في الكويت ونقلنا العائلة من نجد إليها، واستلمت إدارة إحدى المدارس التابعة للمعارف فيها، وأرجو ألا تقطعوا عني أخباركم السارة، وان بدا غرض أو حاجة تشرفوني بها، وسلامي على الشيخ نوري والشيخ سليمان الحمدان والشيخ محمد التويجري والشيخ عبدالله بن حسن ومن يعز عليكم.. ودمتم محروسين والسلام.
محبكم المخلص/ عبدالعزيز العتيقي27/ ذي القعدة 1357ه
***
وبعد:
فالشكر مستحق لكل من تفضل بتزويد كاتب هذا المقال بما اشتمل عليه من تفصيلات، كما أشكر الأستاذ عبدالعزيز بن إبراهيم العتيقي بالرياض، الذي حرص على تزويدي بما نشرته مجلة الدارة.
ورحم الله الشيخ العتيقي الذي يُعد من أبرز الرواد في مجالي الشورى والإعلام وأسهم بدور جليل رائد في الدعوة والتعليم.
|
|
|
|
|
