| أفاق اسلامية
أما الهيئة العليا فهي الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك، وأما الجائزة فهي جائزة الملك فيصل العالمية، وملخص الخبر أن الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك في المملكة العربية السعودية التي أنشئت بأمرملكي عام 1412ه قد استحقت جائزة الملك فيصل العالمية في «خدمة الإسلام» لهذا العام 1421ه، وذلك كنتيجة لإنجازاتها خلال ظروف الحرب والمحنة والمصاعب التي شهدتها بلاد البوسنة والهرسك مدة طويلة.
يعتبر ماحدث في البوسنة والهرسك من أشنع الأفعال البشرية بحق شعب لا ذنب له إلا أن يقول ربي الله ، لقد سلطت عليه قوى الطغيان والظلم الصربي، وحلفاؤها كل انواع القهر والتعذيب والاغتصاب والذبح والتشريد، فكانت معاناة إخوتنا هناك من أقسى أنواع المعاناة في عصور التاريخ على الإطلاق، وهذ ما استدعى ان تهب الأمة الإسلامية لنصرة أبنائها، وبالتأكيد من يجيب النداء قبل المملكة الغالية، بالطبع لا احد ، فالمملكة بدورها الريادي في العالم الإسلامي والعالم العربي وقيادتها لآمال الأمة، والسند القوي، والظهر الدائم لكل أبناء الأمة باختلاف الأزمنة والأمكنة، لقد تعددت سبل الدعم والمساندة وفعل الخير، ولعل من اسطع وجوهها في بلاد البوسنة والهرسك ، نقول ذلك استنادا الى الافعال قبل الاقوال والى الاعمال قبل الشروح.
لقد بلغت جملة التبرعات التي قدمت لجمهورية البوسنة والهرسك من المملكة العربية السعودية حسب بيانات الهيئة «879،273،096،2» ريال، كما أنه تم تقديم طن من الادوية والمساعدات السعودية لكل الف مريض، بالاضافة ل 74 طنا من التبرعات العينية، ولقد تم تقديم العلاج لاكثر من«600» الف مريض وكذلك التعليم في طباعة المناهج، وكفالة المدارس البوسنية في كرواتيا والنمسا وتركيا، ومساعدة الجامعات في داخل البوسنة وبناء المدارس وتجهيزها بالتعاون مع البنك الاسلامي للتنمية، ومنظمة اليونسكو، وكذلك طباعة الكتب وتوزيعها مجانا، إذ بلغ ما ترجم اكثر من اربعين عنوانا. وطبع اكثر من مليوني كتاب، وينتظر طباعة مليونين آخرين، بالاضافة لمئات الآلاف من المطويات، وكذلك برنامج إفطار الصائم والحج والاضاحي، واعمار المساجد، حيث بلغ ما رمم واعمر مائة وستين مسجدا. وادخلت المنافع لاكثر من اربعمائة مسجد، وإعمار المساكن.
ولعل أبرز الامثلة كان مشروع مسجد ومركز خادم الحرمين الشريفين في سراييفو وموستار الذي يعتبر تحفة إسلامية في تلك الديار.
لكل هذا جاء الاختيار المرتقب باختيار الهيئة العليا لجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الاسلام، تلك الجائزة التي وصلت سمعتها ومكانتها لكل اقاصي المعمورة، وانه لمن الاولى ان تنال الهيئات والمؤسسات الخيرية في بلادنا والتي اثبتت جدارتها واهليتها للجائزة ان تنال الجائزة باقتدار، لقد كان الاختيار موفقاً، وقد اثلج قلب رئيسها وعقلها المدبر صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود امير الخير الذي لانجد مجالا للخير الا ونجد له يداً فيه، انه امير الرياض الذي وضع فعل الخير على مستوى العالم نصب عينيه وقلبه، وسخر كل ما يستطيعه من اجل ذلك، وكانت الهيئة العليا إحدى التعابير الصادقة عن دعمه ومساندته لفعل الخير خدمة للاسلام والمسلمين.
لقد كانت الهيئة أنموذجا مثاليا للعمل الخيري المنظم، كما ان الدراسات والمشاريع التي تجريها الهيئة استفاد منها العديد من المؤسسات الخيرية ليس على مستوى المملكة فحسب، بل على مستوى منطقة الخليج العربي.
وللجائزة وجه آخر وهو انها في الحقيقة وسام كبير ليس للهيئة فقط، بل لكل مؤسسة خيرية في المملكة تعمل في خدمة عملية الدعوة والإغاثة على مبادىء الإسلام الحنيف.
إن الحصول على تلك الجائزة جاء نتيجة جهود كبيرة ومضنية على مدار سنوات طوال، ورغم ان الحصول على الجائزة لم يكن في الحسبان، والسعي لم يكن له وانما كان من اجل خدمة دين الحق، وكانت النتيجة المثلجة للصدر هي الحصول على الجائزة، اما النتيجة الحقيقية والثمرة اليانعة فهي تلك الانجازات والاهداف المتحققة بعون الله.
إن ما نتحدث عنه هو حقائق ووقائع، وقد لحظت ذلك عن قرب على أرض الواقع حينما اتيح لي بتوفيق الله ان اكون ضمن الوفد المرافق لصاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز للبوسنة والهرسك، لابل ان ما شاهدناه في كل ارجاء البوسنة والهرسك من انجازات للهيئة ليصعب ان يختصر بسطور او صفحات، لقد كان شيئا رائعاً ومدعاة للفخر وابلغ رسالة في هذا العصر.
وبالطبع إن الحصول على شرف جائزة الملك فيصل العالمية لايعني نهاية المطاف، بل يعني زيادة العمل والنشاط وتفعيله وزيادته بما يحفظ للهيئة ريادتها وتفوقها، وبما يعطي للجائزة قوتها ومصداقيتها.
نعم إنها البداية رغم ضخامة وكبر واهمية الانجاز، إننا نطمع بالمزيد من امثال هذه الهيئات التي كانت ومازالت صورة ايجابية ناصعة كبرى للوطن ككل، وللامة ككل. وهي عنوان للعمل السعودي في فعل الخير، واحتضان الامة وابناء الامة.
وفي هذا السياق لايسعنا الا ان نشيد بالمؤسسات الاخرى والهيئات الاخرى التي تعمل بنفس المجال، ونعلم ان انجازاتها كبيرة، ونطمع منها بالمزيد، وندعو الجميع لدعمها ونصرتها وتزويدها بكل ما نستطيع من امكانيات، لان الهدف كبير، والعمل كبير، ودين الله الحنيف يدعونا لنصرته، فيا اهل الخير هيا لفعل الخير، فأنتم أولاً وأخيراً الفائز الحقيقي بالجائزة الكبرى في الدنيا والآخرة.
alomari1420@YAhoo.com
|
|
|
|
|