| أفاق اسلامية
* الجزيرة خاص:
أفاد الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الدكتور صالح بن حسين العايد ان من اهتمام ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله بحجاج بيت الله بعامة وبضيوفه بخاصة ما يوليه أيده الله لهذه الشعيرة المباركة من أهمية يدركها كل من اطلع على أحوال المسلمين، وقال: ان كثيرا من المسلمين لا يستطيعون الحج ولذلك ففريضة الحج ساقطة عنهم، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: «ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلاً»، لكن خادم الحرمين الشريفين جزاه الله خيرا رغب في أن يتيح لهؤلاء أداء الحج بتوفير الاستطاعة التي هي شرط لفرضية الحج.
وأكد الدكتور صالح بن حسين العايد في تصريح ل «الجزيرة» بمناسبة صدور أمر خادم الحرمين الشريفين باستضافة ألف من مسلمي دول قارات آسيا وأوروبا وأمريكا وغيرها لأداء الحج هذا العام 1421ه ان قيادة هذا البلد الرشيد تعنى عناية خاصة بحجاج بيت الله الحرام، ولعل من أدل الأدلة على ذلك ما يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود يحفظه الله هذه البادرة الكريمة منه باستضافة عدد كبير من الحجاج كل عام على نفقته الخاصة، مشيرا الى انه في هذه السنة تستضيف المملكة الفوج الخامس من ضيوف خادم الحرمين الشريفين لأداء فريضة الحج الذين يجري اختيارهم من كل بلاد الدنيا وبالأخص من الأقليات الإسلامية في العالم.
وقال سعادته في السياق نفسه : ان من يلتقي بهؤلاء الذين يؤدون فريضة الحج ضيوفا على خادم الحرمين الشريفين او غيره يدرك مدى السعادة التي يشعرون بها وهم يعودون بعد ان حققوا أمنية ظلت طوال أعمارهم تراودهم بأن يؤدوا فريضة الحج، ويبتهلون الى المولى عز وجل ان ييسرها لهم، فجاءتهم على أيدي خادم الحرمين الشريفين.
وتساءل الدكتور صالح بن حسين العايد كيف جاء حوالي سبعين شخصا لأداء فريضة الحج مرة واحدة من فيتنام في العام الماضي؟، وقال: ان هذا كان حدثاً عظيما لديهم، كما شاهدت ذلك بينهم حينما زرت فيتنام بعد عودة أولئك الحجاج الى بلادهم من أداء الفريضة، ومثل تلك المشاعر أحسست بها حينما التقيت بالحجاج الذين استضافهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في السنة الماضية، وهم من الأئمة والدعاة في الولايات المتحدة الأمريكية، ففي أثناء وداعي لهم، وجدت ان السعادة تغمرهم وانهم يشعرون أنهم أدركوا شيئا لم يكن في حسبانهم، مؤكدا ان العناية بمثل هذه الجوانب الخيرة إنما هي من التوفيق الى الخير.
وأورد الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ما حدث ل «مالكومكس» الداعية الأمريكي المشهور حينما أدى فريضة الحج فانقلبت حياته بعد أن كان صاحب بدع وخرافات وأوهام وظنون عجيبة في الدين الاسلامي، أصبح سنيا صالحاً يدعو الى الخير، مؤكدا ان هذا الأثر كله إنما جاءه من الحج وحينما رأى ان المسلمين سواء أبيضهم وأسودهم وعربهم وأعجمهم، وكان يظن ان الإسلام مقصور على السود، فلما تبين له خلاف ذلك رجع بوجه غير الذي قدم به.
وأكد سعادته على أن استضافة الحجاج أمر حيوي ومهم، معرباً عن أمله في أن يكون في برنامج استضافتهم الذي تتولاه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد خير كثير، وأن يستفاد منه الفائدة المرجوة عن طريق العناية باختيار الحجاج الذين يستضافون لأن من يقع عليه الاختيار لا بد ان يكون مؤثرا في وطنه لكي يعود فيكون داعية بين قومه الى الدين الصحيح والمنهج الوسط، أيضا لا بد من العناية والرعاية لهم في أثناء الحج الرعاية الدنيوية، والرعاية التي توصلهم الى الدين الصحيح بأن نحسن تعليمهم وتوجيههم ونحسن في طريقة أدائهم لمناسك الحج على الوجه المطلوب كي يعودوا كما ورد في الحديث الصحيح «كيوم ولدتهم أمهاتهم».
وأشاد الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الاسلامية باستضافة خادم الحرمين الشريفين لألف من مسلمي دول قارات آسيا وأوروبا وأمريكا وغيرها لأداء حج هذا العام 1421ه على نفقته أيده الله مؤكدا ان هذه المكرمة تستحق التنويه والعرفان لأنها من الأعمال الجليلة، سائلا الله تعالى ان يتقبلها من خادم الحرمين الشريفين ومن إخوانه ومن جميع من يسهم بهذا المجال الطيب المبارك، وأن يرفع بذلك منازلهم يوم القيامة، وأن يثقل بها موازين حسناتهم، وأن يجعل ذلك خالصاًَ لوجهه الكريم، إنه سبحانه جواد كريم.
|
|
|
|
|