| الثقافية
مرحلتان
اتخذ الدكتور منصور الحازمي من موقعه في الجامعة، مكانا صالحا لربط مرحلتين مهمتين لمنهج الأدب في المملكة خاصة وتعايش معهما محللا ودارسا وناقدا يعي رسالة الأديب ومواضع النقد وتينك المرحلتين هما:
نشأة أدب الصحافة في المملكة بعد توحيدها وقيام الرواد والأوائل ولا سيما في صحافة الحجاز بنشر انتاج أدبي ونقدي غزير في صحافة الأفراد في تلك الحقبة، فجعل كده الى دراسة مرحلة تأسيسيه خطيره في تاريخنا الأدبي، حيث توجه الى الصحافة، بعضها مصدر للأدب وأوعية للنشر المتاح، وكان جهده البارز قد تمثل في دراسة ما نشر في صحيفة أم القرى . وفهرسته حيث قدم عصارة فكره وجمع مادة كبيرة وجعلها بين أيدي القراء، في كتاب واحد هو جهد قد مضى فيه عقداً أو عقدين من الزمان، حتى جُمع بين دفتي كتاب.
أما المرحلة الثانية ففي مرحلة التأسيس كما يسميها الناقد الكبير منصور الحازمي وكان هو في هذه المرحلة مشاركا ومبدعا في الشعر والقصة والمقالة. وناقدا في نفس الوقت.
كانت مرحلة التجديد هي أخصب فترة مرت بها رحلة الأدب والابداع في بلادنا وشارك فيها كوكبة كبيرة، من الذين تأصل في ابداعهم الحس الأدبي الرفيع والذوق المرهف.. ومن حسن حظ الأدب ان يكون منصور صاحب ذائقة أدبية متميزة. أضافت الى جمال الأدب مهارة الذوق وأصالة المعرفة وقد استطاع ان يميز هذه المرحلة من مشواره الإبداعي بين قدراته ناقدا ذواقا يميل الى الرفق وينادي بالاصلاح. وبين قدراته الابداعية حين يعالج الأدب نثرا أو شعرا.
أ.د. مرزوق بن تنباك
***
تأثير
لمنصور الحازمي وزملائه تأثير كبير على حياتي، فقد قامت بتوزيع كتابه عن مصادر دراسة الأدب والفكر في المملكة صحيفة أم القرى علينا، ذلك الكتاب الذي رصد فيه كل المقالات التي لها صلة بالأدب مما ورد في صحيفة أم القرى والذي سبق به زملاءه واختط للدارسين من بعده ان يفعلوا مثل فعله، ليفيد من عملهم الباحثون والدارسون ثم طلع علينا بكتابه القيم حول القصة القصيرة ونشأتها وتطورها في المملكة العربية السعودية، الذي يعد بحق أهم أعماله جميعا صحيح أنه فتر عزمه بعض الفتور في عالم الدراسات الأدبية ولكنه نشط في مجال الشعر فأخرج لنا ديوان )أشواق( كما نشط في كتابة بعض المقالات الأدبيه، التي كان يستجيب بكتابتها لدعوات الصحف والملاحق الأدبية، كما اتجه أيضا للأعمال الأكاديمية والإدارية بجامعة الملك سعود وكان آخر كتاب له فيما أحسب )الوهم ومحاور الرؤيا( الذي نشر قريبا وحاوره فيه بعض الكاتبين ولي مع الحازمي لقاءات أخرى أذكر منها اشتراكنا في تمثيل المملكة أدبيا بمهرجان جرش الأردني، فكانت مرافقتي له سفرا عن مرافقتي له حضرا، وشاءت الأقدار أن أشترك معه في ندوة أقامها نادي جدة الأدبي تحت عنوان أدبنا في آثار الدارسين حيث تناول حفظه الله، جانب القصة، وتناول المعطاني جانب الدراسات النقدية، وتناولت جانب الدراسات الأدبية، وتم بعد ذلك اصدار وقائع تلك الندوة في كتاب بالعنوان نفسه، ولعلني في هذه العجاله أهنئ أبا مازن بحصوله على جائزة الملك فيصل بالاشتراك وأحيي القائمين عل أمر هذه الجائزة وأتمنى ان تستمر المؤسسة في الاتجاه لتكريم جيل الرواد من علمائنا وأدبائنا لتكون من عوامل التفوق وتسهم في حركة التطوير العلمي والفكري والأدبي.
أ.د. محمد العيد الخطراوي
***
رسالة
ويظل الحازمي وفيا للابداع يتابعه ويرصده ويحلله، فإذا بنا بعد حين أمام كتابه )فن القصة في الأدب السعودي الحديث( ذلك الكتاب الذي يمثل مرجعا هاما في دراسة هذا اللون من الأدب في هذه البلاد، حيث صنف هذا الانتاج ودرسه وفق منهج أكاديمي يمزج بين أفق التخيل وحركة الواقع الاجتماعي، وتعبير حركة السرد عن ذلك، ومع اتساع مساحة الخلاف في تقبل هذا المنهج كما ترسمه الحازمي فإن ذلك الكتاب له دوره في تقدير هذا الابداع ودوره في تصنيف معالم واضحة له، ومع ان الحازمي صاحب رصانة وحذر في تقبل تجريد النقد، فإن الذي يحسب للحازمي عدا إخلاصه لرؤيته ومنهجه الأكاديمي، يحسب له ذلك الانفتاح على الآخرين، وحوارهم واحترام آرائهم، حتى ولو لم يتقبل منهجهم..
فهنيئا للأستاذ الدكتور الحازمي بهذه الجائزة، وهنيئا للأدب السعودي بشكر هذه الجهود وتقديرها من قبل أمناء جائزة الملك فيصل العالمية.
د. عالي سرحان القرشي
تأسيس
لقد أخلص الزميل الدكتور منصور الحازمي في العمل التأسيسي في جامعة الملك سعود، فيجب ألا ننسى أن الجامعة في عهدها المبكر مع قلة الأساتذة وقلة حملة الدكتوراه وقلة الناس الذين يستطيعون ان يقوموا بهذا الدور فالدكتور منصور مع زملاء آخرين قاموا بالدور في تأسيس أمور كثيرة في الجامعة منها المناهج والأقسام، وتدريس الطلاب والإشراف على البعثات دفع الطلاب ان يكونوا معيدين.. اذن هناك عمل ضخم غير مرئي، وغير معلن عنه لذلك أنا أنظر الى الجائزة على انها تقدير لهذا الدور الخفي، هذا الدور الذي بذله هؤلاء، وعادة لا نتحدث عنه نحن هذا الجيل الجديد والذي جاء وأمامه جامعة جاهزة لكن كيف جاءت هذه الجامعة؟.. وكيف جهزت..؟
بمعنى ان الجيل الأول عمل كثيرا وبذل جهدا ضخما لتأسيس مؤسسة أكاديمية في بلادنا والدكتور منصور واحد من هؤلاء، لذلك أنظر الى الجائزة على أنها تقدير لهذا الجيل متمثلا بالدكتور منصور الحازمي.
أ.د عبدالله محمد الغزالي
***
ملامح
إذا كان أستاذنا الحازمي حريصا على كشف الملامح المحلية وما تفضي به من روح خاصة، فإنه لشديد الحرص على ربطها بسياقها العربي، إذ نجده يشير الى أعمال نجيب محفوظ والطيب صالح باعتبارها أعمالها تجعل التحول الاجتماعي من أهم موضوعاتها ويرى ان هذا التحول في المجتمع السعودي أسرع لذا. اختلفت المعالجة في قصص الجيل الثاني.
فمثلا من إبراهيم الناصر، يحرص الناقد على موازاة التطور الفني بالتطور الاجتماعي، فيرى ان الجيل الثالث من كتاب القصة القصيرة في المملكة شأنه في ذلك شأن نظرائه في العالم العربي، عبر عن غربة الإنسان في المدينة، لا في جانبها الاجتاعي بل في جانبيها الفكري والعاطفي، وذلك فيما كتبوه من قصص بعد نكبة حزيران 1967م فقد كانت عنايته منصبة على اللحظات الشعورية والمواقف النفسية. وعمد الي تحليل الغرية في قصص محمد علوان، بوصفه ممثلا للجيل الثالث من كتاب القصص القصيرة في المملكة، وتحدث عن تمرد المثقف. وعن التناقض بينه وبين أهل قريته.
الذين لم يفهموا لغته المترفعه، ويقارن رؤية محمد علوان بوصفه مثقفا يواجه وسطه المتخلف، ورؤية يحيى حقي في قنديل أم هاشم حيث حسم الصراع ويتساءل لماذا لم يفعل علوان كما فعل؟ ثم يتحدث عن هذه الظاهرة عند المشري، مشيرا الى بعض الملامح الوجودية في نتاج هذا الجيل الذي يعبر عن الغربة بوصفها مرض الإنسانية في هذا العصر مستشهدا بنجيب محفوظ الذي انتقل من الواقعية الى الواقعية الوجودية في أعماله السردية مؤكدا على العلاقة بين القصة القصيرة المحلية والنماذج العربية والغربية مختصرا لقصة الجيل الجديد التي فرضت شخصيتها كفن أقوى متميز، تختلط فيه الرمزية بتيار الوعي بالسرياليه وغير المعقول.
د. محمد صالح الشنطي
|
|
|
|
|