| الثقافية
هاتفني ابن صحيفة الجزيرة البار الزميل الأستاذ محمد الدبيسي وأعلمني بقرب صدور ملحق )حولي( عن جائزة الملك فيصل العالمية تتولى اصداره الجزيرة ويتزامن مع الإعلان عن الفائزين بالجائزة هذا العام. وقد خصني الزميل )بقدح صغير لأملأه وأفرغه في القدر الواسع لمطبخ ملحق الجزيرة( فشكرته على العطاء ولجدب نهر الكتابة عندي لم أحتج على ضيق المساحة المعطاة.
وعندما هممت بالكتابة استحضرت ذاكرتي بعض الجوائز المعروفة فوجدت معظمها يمشي على رجل واحدة. فهي اما ان تكتسب أهميتها أو شهرتها من صاحبها أو من اثر النفع المتحقق من الجائزة فعلى سبيل المثال : جائزة نوبل اشتهرت عالميا من سمو أهدافها وأثر نفعها، أما صاحبها فلولا الجائزة لن يعرفه سوى أبنائه وأحفاده عندما تذكرهم به مآتم الآخرين. فاختراعه سبب للبشرية الويلات حتى هذه الساعة وجر عليه )اللعنة( لولا تكفيره عن نفسه بهذه الجائزة التي بدونها سيصبح تاريخه توأما لتاريخ هتلر.
**أما جائزة الملك فيصل العالمية فهي الجائزة الوحيدة التي تمشي على ساقين فصاحب الجائزة لم يسجل له التاريخ إخفاقا في أي عمل تولاه. فهو القائد المظفر والإداري الناجح والدبلوماسي صاحب المهمات الصعبة. وبعدما اعتلى عرش بلاده اعطى السياسة السعودية بعدا عالميا، وبنى للمجتمع السعودي قصرا منيفا من الاحترام والتقدير في العالم، فقد سمعت بأذني رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في وقته السيد نيكسون أثناء زيارته للمملكة يقول )جئنا نأخذ الحكمة من موطنها( وكان فيصل محل تقدير واعجاب الساسة والمواطنين في العوالم الثلاثة: العالم العربي، والعالم الإسلامي، والعالم الآخر، وقد حقق لوطنه انجازات جدا مهمة فهو الذي وضع القاعدة الصلبة لانطلاقة التنمية في البلاد.
أما الجائزة فلها من الأهمية ما لصاحبها ففائدتها تتأتى في بعدها العالمي والإنساني والعلمي، وشمولها لكافة فروع المعرفة وعدم تحيزها للوطن والجنسية، إلا أن تحيزها الوحيد هو لكفاءة وتميز العمل المترشح.
**كما ان الجوائز عادة ما تشتهر أو تكتسب أهميتها إما بنوع التخصص المخصصة له الجائزة، وإما بالمكان الذي تقيم فيه الجائزة أو بالمؤسسة القائمة على الجائزة.
أما جائزة الملك فيصل العالمية فتدثر بالمزايا الثلاث فلم تتخصص بنوع واحد ولكنها تخصصت بنوع التميز سواء كان معرفيا أو إنسانيا.
أما المكان فالرياض العاصمة السياسية للجزيرة العربية رحم حرف الضاد والتي يعترف بأمومتها كل لسان عربي مبين، فكان أديمها من أجساد أجداد كل عربي من المحيط الى الخليج وحتى ما وراء المحيط والرياض عاصمة الثقافة العالمية عام الفين.
**وأما المؤسسة فالمؤسسة الفيصلية تكتسب أهميتها من أهمية اعضائها والمجتمع السعودي يتجدد لقاؤه سنويا بذكرى الملك فيصل من خلال هذه الجائزة وكل محب لفيصل تنطلق ذكرى فيصل من عقالها في نفسه. فذكراه لم تندرس من خلال تاريخه الناطق في أكثر من موقع وما الجائزة إلا منبه لحس الذكرى، بقي سوال خاص بالكاتب هل هذه الجائزة وصية صاحبها أم رغبة الابن البار )خالد(.
* ماجستير علم الاجتماع السياسي الولايات المتحدة الأمريكية.
|
|
|
|
|