في عصر تشكو اللغة العربية غربتها بين أبنائها، وتلتمس اسباب البقاء مع غيرها من لغات العالم بل وتصارع من أجل ذلك، - مع الأسف - في منبتها، اطلقت وزارة المعارف مشروع «التعلم والتعليم باللغة الفصحى» واحتضنته ادارة التعليم بمنطقة الرياض وهيأت له من أسباب النجاح ما هو كفيل برعايته وإنجاحه ـ ان شاء الله ـ سواء كان ذلك في حسن اختيارهم للمدرسة التي سينطلق منها المشروع او استنهاض ذوي الهمم والعزائم من المشرفين التربويين في ادارة التطوير التربوي على متابعة وإعداد البرامج واللقاءات والدراسات الممهدة له.
هذا المشروع في تصوري له أبعاده الدينية، والثقافية، والحضارية التي نبعت من شعور المشرفين عليه بان اللغة العربية جزء لايتجزأ من تاريخنا وحضارتنا وشخصيتنا، وقبل هذا وذاك وعاء لديننا الحنيف فعز عليهم - والحالة هذه - أن يروا أبناءهم من الطلاب يتوارون خجلا عند التحدث بها هذا اذا لم يعدوا ذلك من المعايب ، اويتفاصوا بغيرها من اللغات.
وقد احسن اولئك المسئولون عن المشروع حين اختاروا المرحلة الابتدائية ميدانا للتطبيق، ذلك ان الطفل كما يرى علماء اللغة والاجتماع سريع الاكتساب والتأثر صعب التعديل في الوقت نفسه. فاحتواء اللسان وتقويمه امر ميسور في هذه المرحلة.
أجزم أنه في هذا المشروع لابد وان تتضافر جهود الجميع، البيت والمدرسة ، ووسائل الاعلام ومن وراء ذلك المنظمة التعليمية التي تشرف عليه ولن تكون المقررات الدراسية بطبيعة الحال - كفيلة بتحقيق الغرض وان كانت المفتاح الرئيس للتنفيذ، فهناك الانشطة الثقافية والاجتماعية والفنية والرياضية وغيرها من المسارات كلها جديرة بالتوجيه لخدمة اللغة وبوصفها مجالات اثيرة لدى الطلاب يدفعون من خلال برامجها سأم وكلل المادة العلمية والانعتاق من القيود المفروضة في الفصل. فجماعات المنتدى الادبي والالقاء والمسرح واللغة العربية والمكتبة وحلقات تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في مساجد الحي كلها تتحمل مسئولية التنظير والتطبيق للمشروع. وإنني على ثقة كبيرة ان شاء الله - بمدرسة هشام بن الحكيم بتحمل الامانة وتأدية الرسالة.
استنجاد :