| مقـالات
يقول صاحبي إنه عزم على السفر مع اسرته المكونة من ستة افراد الى احدى الدول الخليجية لقضاء بضعة ايام هناك، ورأى عرضا مغريا في احدى الصحف المحلية، وكان هذا العرض مقدماً من الخطوط الوطنية لتلك الدولة الخليجية. يقول اتكلت على الله وذهبت الى واحدة من اكبر الوكالات السياحية السعودية لشراء العرض المشار اليه، وفي وكالة السفر كان المسؤول عن الرحلات الشاملة متعاقد من احدى الدول العربية، لقد استقبلني هذا الموظف وكأنه صاحب الفضل في هذه الرحلة بل وكأنه سوف يقدمها مجاناً، سألته عن مواعيد رحلات هذه الخطوط، قال لي اذهب الى المختصين، وكان باستطاعته رفع سماعة الهاتف لسؤال زميله عن مواعيد الاقلاع في اليوم المحدد للرحلة. يقول صاحبي تركت هذه الوكالة السياحية عندما شعرت ان هذا العامل بها ليس لديه ادنى استعداد لتقديم خدمة بسيطة مثل التعرف على موعد الاقلاع. وذهبت الى وكالة أخرى هي الأخرى في اعلى قائمة وكالات السفر والسياحة على مستوى المملكة. ويمضي صاحبي في شرح تجربته مع وكالات السفر والسياحة فيقول: في هذه الوكالة ايضا استقبلني موظف غير سعودي - كأن وكالات السفر والسياحة لم تجد بين الثلاثة عشر مليون مواطن سعودي وفق اخر تعداد سكاني من يؤدي العمل ويقوم به على الأكمل وكأنه عمل لا يجيده السعوديون ولا يعرف له إلا غير السعوديين.
في الوكالة الثانية رحب بي مسؤول الرحلات الشاملة واخذ مني الموعد الذي ارغب السفر فيه كما اعطيته اسماء المسافرين من عائلتي واعمارهم ثم طالبني بدفع كامل المبلغ نقداً، وعندما سألته عن حجوزات الفندق والطائرة ومدى امكانيتها في المواعيد التي حددتها قال: كل ذلك ممكن بعد دفع التكاليف المطلوبة. ذهب صاحبي الى الصندوق وسلم المبلغ المطلوب الذي كان حوالي عشرة آلاف ريال، ومن ثم عاد الى الموظف الذي رتب معه أمور السفر ليقول له - بعذ ان تأكد ان زميله في الصندوق استلم المبلغ كاملاً غير منقوص: عد غداً صباحاً لتجد تذاكرك قد تم تجهيزها، وعاد صاحبي في الموعد المحدد ليقول له الموظف: عد في المساء من نفس اليوم وجاء مساءً ليقول له الموظف عد في اليوم التالي صباحاً وعندما جاء في اليوم الثاني صباحاً قال له عد في المساء، وقبل الموعد المسائي المحدد اتصل هذا الموظف بصاحبي ليقول له بكل برود آسفين لم نجد لك حجز تعال غداً صباحاً لاسترداد ما دفعته وفي اليوم المحدد لاستعادة المبلغ اتصل صاحبي بالموظف المعني للتأكد من ان الموعد المحدد نهائي وغير قابل للتأجيل.. إلا ان الموظف اجّله هذه المرة ايضا ليقول له: تعال لاستلام نقودك في مساء اليوم التالي.
ذهب صاحبنا واستعاد نقوده، ولم يستطع تحقيق ما وعد به ابناءه، لقد افشلت مكاتب السفر والسياحة والعاملون بها من المتعاقدين كل خططه لقضاء عطلة قصيرة مع افراد اسرته في دولة خليجية شقيقة.
مكاتب السفر والسياحة تطبق النظام العالمي في فرض عقوبات على المسافرعندما يلغي رحلته لأي سبب، ولكنها لا تفرض أي نوع من انواع الجزاءات على الوكالة نفسها عندما يأتي الإلغاء منها او تتسبب في حدوثه.
الامل ان تتولى هيئة السياحة وهي هيئة جديدة سن قوانين وانظمة تحفظ حقوق السياح والمسافرين مثل ما تحفظ حقوق وكالات السفر والسياحة، وألا يترك الأمر في يد هذه الوكالات التي همها الأول والأخير تحقيق اقصى درجات الربح والدليل نسبة العمالة الوطنية فيها وهي نسبة تكاد بكل اسف لا تذكر وتعامل هذه العمالة مع المسافر سعودياً كان أو غير سعودي الى داخل المملكة أو الى الخارج.
|
|
|
|
|