| الثقافية
)1(
ربما انحازت نقطة من ضعفك إليك.. وربما انحزت أنت الى قوى لاتقيم الوزن بالتنقيط ولا تنتهي مسافاتها بالحواجز والإشارات. كأن النقاط تخيرك في نفسك. لا تخيرك.. وكأنك تبدو فوق عادتك حيث الخيارات تتوزع امامك بالتساوي )على اختلاف الامد(: كم خطوة ستهدي لهذا الدرب حتى يتغذَّى.. وكم هذا العمر سيمنحنا معاً من الخطوات؟
)2(
كانت الرحلة قاسية على الغيم فلم يعد ثمة ماء ينزل الى شفة الظمآن. حتى وان كان في معية الظلال.. فليخفت هذا الصوت قليلاً حتى تكون الضجة أوضح.. ويكون البوح بمنأى عن الهذيان: بوركت يا ايها القلب الحزين وبورك هذا الزمان.فكم من عباءة لم تجد جسدا يليق بها، وكم من جثة لم تجسد متسعاً في غير أروقة الرياح.. بوركت يا ايها الصابر على نفسك. صبر من اعتاد التأمل ماسيا في المشي ناسياً نفسه داخل نفسه حتى الصباح.
)3(
هناك ميعاد اخير لكل بداية، وهناك اوساط لكل حال. وعلى كل حال. فهذه المسارات لك ولغيرك، وهذا غيرك ليس لك. فلماذا انت لغيرك دائماً وتسير؟ جرب حظوظك مرة اخرى وقلبها جيداًَ، لعلك تنهل من كفك ما يتفتَّق عن هذه الارض فتحظى بدوامة تأخذ الابعد اليك وترفعك الى حيث تلاقي كل مكان.
)4(
لا تفسر الريح بغير الريح، وان طار المكتوب عنها وتفشى في الغبار، فالنار الاولى تبقى دائماً في أوج ذاكرة الرماد، وان توالت الحرائق في قلب الساكن والمتغطي بأحزانه.. ربما. او بوهم السعادات. فالاشياء تتراكم وتتفرق. وان تكاثرت بواعثها وتناهى شك في مفردة )الخلود( اين المحطة؟ لا تلق الشباك وانت في منأى عن قبضة الموج..
)5(
على مائدة اليوم الخامس فرصة للتذوق فلتتراجع قبل ان يلتهمك الاشتهاء فتلتهم الباب ولا تستطيع الخروج. كن قريباً من التخلي عن الذين تحبهم. فلقد تخلى عنك اجملهم ومازلت المحب. مازلت المضحي بكل انانية وانت تدعو الى البذل وتدعيه.
)6(
فلتسافر وحدك اذاً..
لا أحد يهون على مكانه، وان هان مكانه عليه،أوانت راض، مادمت بأن تكون المختلف في حضورك والمختلف في الغياب.
فلتسافر وحدك اذاً..
)7(
يا أنت: في وقت الرهان تحب ان تخسر الباقي، وتبقى دائماً في انتظار خسارة اخرى.
يعزيك منك ان ثمة حماقات بعد. لم ترتكبها... وانت تشاهد الدنيا بعين مجنون وتعيشها بروح لا تليق الا بإنسان. لك من روحك ما تراه العين حيث تكون، ولك من كل عين نصف نظرة لن تحتملها كاملة:
صغيرة فيك الثواني، وكبيرة ساعتك عليك؟
أي خوف كان منك، وايُّ قلب في يديك..؟
ستعود تحمل وجهك المأخوذ بالدنيا وترحل في بلاد الله تبحث عن مساحة ضائع ما قد نساها.
ثم تنسى انك الملاح والجاني على كل البحار اذا اقتربت من الشواطئ . انت من يختار، لا تحتر كثيراً في اختيار حقيقة غابت طويلاً. واقترب من اصبعك.
|
|
|
|
|