| الثقافية
تتابعت مناسبات ثقافية في ثلاث عواصم عربية مهمة في الشهرين الاخيرين، وهي معرض دمشق الدولي للكتاب، ومعرض الكتاب بجامعة الملك سعود، ومعرض القاهرة الدولي للكتاب، وهي في مجملها تصحبها احداث ثقافية، لجيش من المثقفين من كافةالبلاد العربية، تتواجد باسم الثقافة والفنون والكتاب، ولابد ان تكون هناك لقاءات وحوارات وشكوى، وتفاؤل وامل ايضا، وهذه بطبيعة الحال من هموم المثقفين والثقافة، ولعل الذين حضروا مهرجان الجنادرية، وهو بدوره يعد واحدا من المناسبات الثقافية في الوطن العربي، يدركون على وجه الدقة قيمة المنتج المحلي )الكتاب(، ومن يعرفون حجم مشاركتنا بهذا المنتج الوطني بين نظرائه في تلك المعارض، فهذا الحدث البارز في حياتنا الثقافية، نما خلال ست عشرة موسما، بعد ان غرست ست عشرة وردة من عمره، وهي فترة ليست قليلة في عمر الشعوب فما بالك بعمر الافراد، والذين شهدوا البدايات الاولى من فعالياته هم غير الذين تواجدوا في موسمه الاخير، وان كنا مازلنا نشاهد وجوها مألوفة في كل موسم جنادري دون ان يكون لهم دور- واقصد الضيوف - ولن اذكر اسماء، لانها صارت معروفة وبدون احراج )!(،وهي اسماء ثقافية عربية كبيرة، اخذت زمانها وتجاوزتها الاجيال الجديدة بما فيها المحلية - طبعا - التي تتجه الى طبع نتاجها الابداعي الادبي خارج الحدود، في ظل انتشار الانترنت، ولعل الحيرة التي اصابتنا نحن المشاركين في منتدى )نادي القصة(، ونحن نبحث عن من نتوسم فيه، ليشاركنا ويكون ضيقا علينا من المهتمين بفن السرد، ونحاوره حول هذا الفن الجميل، ونطلعه على النتاجات الابداعية في بلادنا، ونخلق جسورا للتواصل، تجسد حقيقة نوعية هؤلاء الضيوف، للاسف لم يكن مثل هذاالحلم ممكنا، وقس على هذا نوعية الضيوف الذين بحث عنهم نظراؤهم كتاب الاجناس الادبية الاخرى، ولست مدعيا هنا - اني اول من لاحظ هذه الظاهرة، وان معظم الضيوف يكتفون بمتابعة برنامج زيارة كبار الرسميين والمنظمين وحفل الافتتاح، ثم يختفون وكأنهم جاءوا وهم على يقين تام انهم دعوا لهدف محدد، مع ان هناك كوكبة كبيرة من الشباب السعودي رهنوا جهودهم واوقاتهم لهؤلاء الضيوف، ويسروا لهم كافة الخدمات، ثم لا نراهم الا لماما امام كاميرات التصوير ومحرري الصحف، ثم بعد هذا يقال - جناية - ان الادباء السعوديين يتكتلون حول بعضهم، دون ان يتعرفوا على القادمين من خارج المملكة، والحقيقة ان هؤلاء ومعهم بعض المدعوين السعوديين الذين يأتون من خارج الرياض دون ان يكون لهم مشاركة، واهداف وانشطة وتواصل ادبي ابداعي في حد ذاته هم بذات القيمة.
ان القضية - هنا - اكبر من هذا بكثير فحينما استشهد بهذا الحدث الثقافي المهم والجميل في حياتنا، فانما احاول تقريب الصورة التي تعاني منها الحركة الثقافية، فمهرجان بحجم الجنادرية الذي بدأ وكأني اتناول فعالياته له حسناته وله هناته، التي اجزم ان القائمين عليه يتلمسون بكثير من الشفافية كل هذه العصور، وهم منا ونحن منهم، وقد طرح كثير من الاصوات قضايا ذات قيمة بهذاالحدث عبر قنوات كثيرة، ولابد ان الآراء الصائبة هي في عين الرعاية والاهتمام.
والواقع اني انظر لحركتنا الثقافية ككل، ومنها بالتأكيد هذا الحدث المهم، الذي استحوذ - لاهميته - على جانب كبير من هذه الاسطر، وطرح اسئلة كثيرة تمس واقع المثقف الحقيقي،واسهامه المباشر لدفع هذه الحركة من موقعه، كان ذلك بالمشاركة في اجناس ادبية )شعر، مسرح، قصة، رواية،نقد، تشكيل( او فاعلا ومحرضا ثقافيا بالحوار، في الاندية الادبية وجمعية الثقافة وغيرهما من المنتديات، لنكتشف الصورة بوضوح وبدون مؤاربة، وان هناك قادرين ماليا دون ان تكون لهم مواهب حقيقية، والعكس صحيح ايضا )!!( ولا عجب في هذا، لان ليس هناك تناقض في هذه الحالة في ظل ظروف الطفرة الاقتصادية التي مررنا بها قبل سنوات، فما الحل )؟(. الواقع يقول بأن الكتاب منتج وطني يستحق الدعم والمساندة، مثله مثل اي سلعة اخرى، ولهذا اوجه كثيرة..
لكن دعونا نتساءل في البدء - ببراءة - هل هناك احصائية وبيانات تحدد مالهذا المنتج الوطني الذي يرفق العقل، ويشكل الوجدان بما يثري ويضيف له )؟(.
اظن اننا امام اشكالية واسئلة عديدة، لان الكتاب سيظل لازمنة قادمة ولاجيال لاحقة هو الوسيلة الثقافية الاكثر ثباتا ويقينا في ظل المتغيرات الحديثة، وقبل ان نخوض في هذا الواقع لتحرير الكتاب وتصديره، كمنتج وطني يمثل وجهناالحقيقي، ويرفد تكاملنا الحضاري، فلابد من النظر مليا، لئلا نوصم مجددا بالوجه الثقافي النفطي!!
|
|
|
|
|