| مقـالات
* )المثايل( هي في الفصحى )المثائل( ِقطع من العجين الطري.. متماثلة في الحجم والاستدارة، ُتمثل المرحلة العملية الأولى لوجبة )المطازيز القصيمية! تليها مرحلة ترصيعها بالأنامل النسائية لتتحول الى دوائر رهيفة تأخذ دورها لقذفها في القدر الذي يغلي بمائه ولحمه وخضاره لتتكون في النهاية وجبة المطازيز الشعبية!
الغزو الصناعي القادم من كل جهات الدنيا، والمسوِّق لأجهزته الكهربائية واللا كهربائية، والسلكية واللا سلكية، وصل اليوم الى )المثايل( القصيمية، وبدلاً من طرقها وقطرها بالأيدي النسائية، قدم لنا الصانع والمستورد جهازا كهربائيا حراريا له وجهان متقابلان تضع المرأة على وجهه الأسفل عددا من )المثايل( ثم تكبس عليها بالوجه الأعلى ثم ترفعه، فإذا )المثايل( قد تحولت الى )مطازيز( تطلب إحالتها الى القدر المنصوب على النار!
فعلى من نحيل شكوانا هذه ؟!، ونحن كل يوم نتقدم خطوات أخرى، ونغوص سنتيمترات جديدة في طين الاستهلاك المحموم الذي ظللت أسرابه عين الشمس فأكلت الأخضر واليابس والدرهم والدينار، وحولت نخيلنا )نساءنا( الى عسبان جرداء لا جريد أخضر لها!
لقد درسونا جيدا، وفحصونا جيدا، وعرفوا ماذا نأكل وماذا نطبخ، وماذا نلبس وماذا نركب، وماذا نحب وماذا نبغض، وماذا نريد وماذا لا نريد؟ دلتنا الصفراء جاءوا لنا )بزمزمية( شبيهة لها، و)مبخرتنا( العتيقة صنعوا لنا مثيلة لها على الكهرباء، ومقرصة )المصابيب( و )المراصيع( قلدوها بمقرصة كهربائية!
واليوم صنعوا لنا مقرصة لها وجهان تنتج )مطازيز( كهربائية لا تنتمي الى أنامل المرأة القصيمية!
وتلاحقنا هذه الأجهزة كل يوم، وتشد المرأة رحالها الى السوق لتلاحق أسراب الجراد الذي يغزوها من كل جهة وترى النساء اليوم في السوق كسواد عظيم في زحام شديد خلف كل طريف جديد!
والرجل المسكين تحول الى )حمّال( يشحن كل حين وحين الجديد الذي صدر من هذه الصناعات الخفيفة المتوجهة الى هم المرأة وذوقها!
الاختراع الذي لم يصل بعد وربما هو محمول الآن على مركب بحري قادم من أعماق الصين، ونعلنه لأول مرة، هو جهاز )مونت كنترول( على إشعاعات غير مرئية تسحب بسرعة )المطازيز( التي رصعتها المقرصة الكهربائية ذات الوجهين وتلقي بها الى القدر، بضغطة زر من )أم العيال( المصونة عن العمل والإجهاد، وذلك من مسافة بعيدة، وربما من أريكة مريحة على مسافة قصية من المطبخ!
الرجال بحاجة اليوم الى مكافحة هذه الأجهزة الذكية التي تسرق كل يوم نشاطاً من أنشطة نسائهم المنزلية! مخافة أن تصل أجهزة أخرى تسحب أيضا كثيرا من أنشطة الرجال!
وعندها لا ينفع الندم، وقد أعذر من أنذر!
بريدة ص.ب: 10278
|
|
|
|
|