أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 15th February,2001 العدد:10367الطبعةالاولـي الخميس 21 ,ذو القعدة 1421

مقـالات

نوافذ
أميمة الخميس
«نحن الملامون إن لم يأخذ الواقع الشكل الذي نرغب فيه، كل ما لم نرغب فيه بالقوة الكافية هو الذي نسميه غير موجود!!»
نيكوس كازنتزاكي
بهذه الروح التفاؤلية العارمة كان الأديب اليوناني الشهير نيكوس كازنتزاكي يقارع العالم. وعلى الرغم من أن روايته «زوربا» أخذت مساحة واسعة في الأدب العالمي وقد نال من خلالها جائزة نوبل إلا انه لم يكتب شيئا بجلال وروعة مذكراته الشخصية التي أسماها «تقرير الى جريكو»، حيث يختصر حياته برحلة تقترب من الأسطورة أو أنه بالتحديد يؤسطر حياته.
ولربما من الأمور التي ساعدت هذا الكاتب أن يبقى محتفظا بروحه المتوقدة ونبضه الإنساني الرائع، هو الترجمة القيمة التي قام بها لهذا الكتاب الأديب السوري «ممدوح عدوان».
يقول كازنتزاكي في إحدى صفحات الكتاب «مصير الإنسان الذي يكتب مصير قسري ومخيف وذلك عائد الى طبيعة عمله التي تجبره على استخدام الكلمات، وهذا يعني أن يحول جيشانه الداخلي الى سكون، فكل كلمة صدفة صلبة تحتوي على قوة انفجارية عظيمة، ولكي تكتشف معناها يجب ان تدعها تنفجر في داخلك كقنبلة لكي تحرر الروح التي تحتجزها».
ويقول في موقع آخر «لا تحشر أنفك في شؤون الناس، أنت لم تخلق للفعل، ابق على مبعدة، إنك لا تقوى على صراع الناس، لأنك وأنت تقاتل تظل تفكر بأن عدوك قد يكون على حق!!».
«تنبثق الأفكار من العقل الإنساني مثل القبرات فجرا، ولكن ما ان تقع عليها نظرة الإنسان الجشعة حتى تتحول الى عقبان نهمة آكلة اللحوم».
والشيء الرائع دوما في أدب «كازنتزاكي» هو ذلك الحس المتسع للإنسانية وقدرته على الانفتاح الشمولي على جميع الحضارات التي من حوله، مع عنفوان داخلي واعتداد عميق وسافر بحضارته الإغريقية لا سيما ان جزيرته «كريت» كانت تخضع للاحتلال التركي في ذلك الوقت. وعلى الرغم من هذا لم يفقد «كازنتزاكي» روحه المتسامحة الواسعة والتي تستوعب جميع الأديان والعقائد فكان طوال الوقت في كتاباته يفصل بين الدين الإسلامي السمح وبين الممارسات المتوحشة للأتراك.
وهو يرى ان الشر يبقى شرا مهما حاول ان يتذرع بديانة او مذهب، وأن الخير يبقى كذلك أيضا يتجلى في جميع أصقاع الأرض، ولا يستأثر به بشر دون العالمين. وفي كتابات هذا الكاتب سرعان ما تحس أنه يحاول ان يصل الى ذلك السر الثمين والنادر في الحضارة الإغريقية، تلك الشعلة الأو لمبية التي منحت البشرية الكثير من إنجازاتها وتجلياتها.
والمعروف ان رواية هذا الكاتب «زوربا اليوناني» قد تحولت الى فيلم سينمائي من إنتاج هوليود حيث صادفت وقتها الكثير من ردود الفعل على المستوى العالمي.
E-mail: omaimakhaimis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved