أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 14th February,2001 العدد:10366الطبعةالاولـي الاربعاء 20 ,ذو القعدة 1421

الاقتصادية

بالرغم من ذلك
تدريب الكبار
د, محمد الكثيري*
حينما يأتي ذكر التدريب تنصرف الأذهان الى التدريب في مفهومه الضيق وهو تدريب صغار الموظفين ومسؤولي الأقسام والوحدات الصغيرة وقد انعكس هذا أيضا على تعامل الكثير من مؤسسات القطاع الخاص وشركاته مع التدريب، حيث اصبح نشاط تلك الجهات في هذا المجال موجهاً الى فئة معينة من الموظفين، أما سواها فلا علاقة له بهذا الموضوع من قريب أو بعيد سوى الموافقة على إرسال غيره لدورة تدريبية هنا أو هناك, يحدث ذلك عمدا أو جهلا واعتقادا ان جهود التدريب يجب أن تتوجه لهذه الفئة وتنحصر عليها لأنها بحاجة الى ذلك النشاط، أما غيرها ممن يكبرها في السلم الوظيفي فقد تجاوز ذلك الأمر ولا حاجة له في اضاعة وقته في مثل هذه الأمور.
إلا أن محاولات بدأت تحدث على استحياء تتولاها بعض الغرف التجارية وقليل من المكاتب المتخصصة في التدريب أصبحت استثناء يبشر بالخير في هذا الاتجاه, إذ شرعت بعض هذه الجهات الى تقديم بعض الأنشطة والبرامج التدريبية الموجهة الى مديري الادارات الوسطى والعليا في الشركات والمؤسسات الخاصة, وهذا توجه يحسب للغرفة ومراكز التدريب التي تتولى مثل هذا الأمر، إذ أنه من الخطأ الاعتقاد بأن التدريب عملية مقصورة على فئة دون الأخرى أو موظف دون آخر, لأن العلوم تتجدد والمعارف تتقادم ما لم يسع الموظف صَغُر موقعه الوظيفي أو كَبُر في البحث عن الأسباب المؤدية للنيل من تلك المعارف والعلوم والتي يأتي التدريب أحدها, ثم ان التدريب إذا كان ضروريا لصغار الموظفين فإنه يتوازى في الأهمية والضرورة بالنسبة لكبارهم هذا اذا لم تزد الأهمية بالنسبة للفئة الأخيرة، إذ أن أولئك الكبار هم الذين يوجدون البيئة المناسبة كي يطبق غيرهم ما تعلمه وتدرب عليه, وحينما يكون أولئك المسؤولون غير مطلعين وغير متابعين للتطورات التي تحدث في مجال عملهم تصبح قدرتهم على اتاحة مثل تلك البيئة محدودة، مما يؤدي الى ان يصطدم المتدرب بالواقع حينما يعود الى موقع عمله محملا بالجديد من المعارف التي لا يستطيع تطبيقها، مما ينعكس سلبا على الموظف ويؤدي الى خسارة المنشأة التي لن تحصل بهذه الطريقة على العائد المتوقع من مشاركة موطفيها وإرسالهم في دورات وبرامج تدريبية.
ومع هذا التوجه الصحي في مجال التدريب ومن أجل استمراره ونجاحه فإنه لابد من الأخذ في الحسبان الاهتمام وايجاد الطريقة المناسبة والضرورية لتدريب المديرين ومن في مستواهم الوظيفي، من خلال تصميم البرامج المناسبة واتباع أساليب خاصة وملائمة لهذه الفئة من المتدربين مع اختيار المكان والوسائل التدريبية الملائمة, وهذه أمور لا نظنها تغيب عن ذهن المهتمين بهذا النشاط ولكنها أمور لابد من تأكيدها رغبة في تطور هذا الاتجاه وتشجيعه من أجل الوصول بمنشآتنا الى مستويات أرقى وأفضل من خلال وصول القائمين عليها الى ذلك المستوى.
kathiri@zajoul.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved