| العالم اليوم
في تناقض محير في الموقف الذي اتخذه الغرب من زعيم حزب الاحرار النمساوي يورغ هايدر,, ومن النمسا التي كادت أن تقاطع اقتصادياً وتساوى بليبيا والسودان والعراق وكوبا وايران ويفرض عليها الحصار الاقتصادي,, بعد ان مهد الاتحاد الاوروبي بالمقاطعة السياسية، حتى خضعت النمسا وأبعد هايدر من الحكومة النمساوية أو ابتعد من تلقاء نفسه مجنباً بلده الاجراءات العقابية الغربية وهو الذي انتخب ديمقراطياً وأكثر تحضراً من الكيان الاسرائيلي,, ولكن الغرب بكل دوله طالبوا بإبعاد الرجل وتحجيم حزبه وكان لهم ما أرادوا,,, دون النظر أو الاهتمام بالرأي العام النمساوي,, والرغبة التي عبر عنها نسبة كبيرة من الشعب النمساوي.
هذا الاحتواء، والهجوم الوقائي الغربي ضد حزب هايدر، اختفى تماماً عندما اختار الاسرائيليون مجرم حرب، اجرامه متأكد في أكثر من مجزرة وان كانت أشهرها مجزرة صبرا وشاتيلا، وحتى الاسرائيليون ادانوه فبالاضافة الى لجنة كاهانا التي حملته مسئولية توريط الكيان الاسرائيلي في الحرب اللبنانية ومجزرة صبرا وشاتيلا واعتبرته مسؤولاً عن المجزرة,, بالاضافة الى ذلك لم تترك الصحافة الاسرائيلية شيئاً عن تاريخه الأسود إلا ونشرته قبل الانتخابات، وما نشر في تلك الصحف، كل موضوع يصلح ان يكون مرافعة ادعاء تلقى امام محكمة معاقبة مجرمي الحرب، ومع كل تلك المواضيع والوقائع الدامغة انتخب الاسرائيليون شارون بكل مؤهلات,, قتل العرب,, فلسطينيين,, ولبنانيين,, ومصريين, وانتخاب شارون قد يكون الحقيقة الوحيدة التي لاتقبل النقاش,, والتعبير الصادق الذي يصدر عن اليهود البعيدين تماماعن ايتاء الصدق,, فقد انتخبوا الذي يمثلهم تماماً,,!!
ومع هذا وما زلت عند رأيي بأن انتخاب شارون يعد فائدة،، وحاجة مواتية للعرب,, وللفلسطينيين بالذات رغم كل ما سيتحملونه من مصائب وايذاء من هذا الذي يختزن الحقد والكراهية للعرب والفلسطينيين أكثر من اختزانه لكل الدهون في جسمه المكتنز.
وايضاً هذا لايهم,, فالعرب والفلسطينيون يعرفون ومنذ زمن اعداءهم,, ولكن الذي يحير ان مجرما,, له سوابق لم تخفها حتى صحف بلاده يتبارى الجميع في الطلب باعطائه فرصة لتحسين صورته,, وتحسين مسلكه وحتى الذين استعملوا سلاح الهجوم الوقائي ضد هايدر,, استكانوا ورفعوا الراية البيضاء لشارون ولولا مسحة صغيرة من الحياء,, لاعطوه شهادة حسن سلوك جديدة.
ايضاً نعود للمهم,, والمهم هنا أن الرئيس بوش طلب اعطاء فرصة لشارون,, وبعدها نحكم عليه من افعاله,,!! وكأن الاوروبيين كانوا ينتظرون من يخرجهم من الاحراج الذي اوقعهم فيه الاسرائيليون بانتخاب ارهابي وجزار رئيساً لحكومتهم، فتلقفوا النصيحة البوشية,, واخذوا يطالبون بإعطاء الفرصة لشارون ومن ثم الحكم عليه.
أما آخر دعوات منح الفرصة لالحبّوب شارون فقد جاءت هذه المرة من العرب، اذ اخذت الدعوات العربية تتزايد بإعطاء الفرصة لشارون حتى يشكل حكومته ويكشف عن سياسته وامام الدول العربية الفرصة حتى يوم 27 مارس يوم عقد القمة العربية في الاردن,, ليحكموا على شارون,, الجديد,,,!!
وامام هذه الرغبات,, بدءاً من رغبة بوش,, الى الاوروبيين,, ووصولاً للدعوات العربية التي ستزيد في الايام القادمة سنريح قارىء هذه الزاوية من اسم شارون,, حتى يبادر شارون الى تذكير الذين يطلبون الفرصة,, بارتكاب مجزرة جديدة,, أو حماقة جديدة,, تفيق طلاب الفرصة,, وتعيدنا للكتابة عن شارون المطور,!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
.jaser@al-jazirah.com
|
|
|