|
| منوعـات
* لندن ق,ن,أ
نشرت أمس خريطة طال انتظارها للجينوم البشري المنظومة الوراثية الكاملة تشكل طبعة أولى لما يسمى كتاب الحياة الذي يأمل الخبراء عن طريقه في احداث ثورة في طرق العلاج من الامراض.
وتشير النتائج التي نشرتها مجلة نيتشر البريطانية ان الجينوم البشري يوفر كنزا من المعلومات الجديدة حول الجسم البشري وعلم وظائف الاعضاء الفسيولوجيا والطب ويلقي مزيدا من الضوء على نظرية النشوء والتطور.
وكان قد تم الإعلان عن رسم الخريطة الكاملة للجينوم البشري في شهر يونيو الماضي إلا ان العلماء كانوا بحاجة لمزيد من الوقت لإعداد تقاريرهم ونشرها.
وتظهر الابحاث التي جمعتها المجموعة الدولية لرسم خريطةالجينوم البشري انها تحتوي فقط على ما بين 30 الفا الى 40 الف جين وهو ما يعد اقل كثيراً مما كان يعتقد في السابق.
وتقول المجموعة ان الخريطة الحالية ما هي إلا مسودة وانه مازالت هناك بعض الثقوب بها,وهناك مسودة أخرى سينشرها يوم الجمعة القادم بمجلة ساينس الامريكية فريق ثان من العلماء,, وسيعقد هذا الفريق مؤتمراً صحفياً في وقت لاحق اليوم أمس في واشنطن قد يكشف فيه بعض نتائج الابحاث التي قام بها.
ووفقا للأبحاث التي قامت بها المجموعة الاولى فقد اكتشف العلماء حتى الآن 32 الفا من الجينات التي تحتوي على المعلومات اللازمة لانتاج البروتينات في الانسان, وهو عدد يقل عن عدد الجينات المكتشفة في جينوم نبتة صغيرة يطلق عليها اسم البقول الرعوية ولايزيد إلا قليلا عن عدد جينات الديدان الاسطوانية الذي يبلغ نحو 19 الف جين.
كما وجد ان الانسان يشترك في كثير من الجينات مع الكائنات الأقل تطورا من البشر حيث تتماثل نصف جيناته مع جينات ذبابة الفاكهة ودودة الاهداب الخيطية فيما يشترك مع جينات فطريات الخميرة في 30 في المائة من الجينات.
ووفقا لما قاله السيرجون سولستون رئيس فريق من العلماء في جامعة كمبريدج تولى رسم ثلث الخريطة فإن اكتشاف التماثل الجيني للإنسان مع الكائنات العضوية الأخرى يشكل دليلا على صحة نظريات وحدة الحياة والنشوء والارتقاء التي طرحها تشارلز داروين.
وقد يؤدي الكشف عن مجموعة الجينات البشرية في وقت لاحق الى توفير وسائل جديدة لتشخيص الامراض وأدوية مبتكرة لعلاجها وهو ما تم بالفعل بصورة مبدئية بفضل الاكتشافات الجينية بالنسبة لامراض الربو ومرض الزهايمر الذي يفتك بالمخ البشري في شيخوخته وكذلك امراض الاكتئاب وامراض الاضطرابات المزاجية الأخرىوذكر بعض العلماء ان الخريطة الجينية قد توفر ايضا طرقا مبتكرة لفهم وعلاج اضطرابات مثل الادمان السلوكي على القمار واضطرابات النوم.
وتكشف الخريطة الجينية عن ان البشر متشابهون جينيا بنسبة 99,08 بالمائة وتشير الى ان مئات من الجينات قد نشأت على مايبدو من البكتريا.
وهناك مخاوف من احتمال ان يؤدي حل شفرة الجينوم البشري الى عواقب اخلاقية خطيرة حيث انه يعطي العلماء في الواقع معلومات عن كيفية جمع مكونات الإنسان, ولكن من ناحية أخرى فإنه قد يكون من الممكن مستقبلا السيطرة تماما على الاضطرابات الوراثية وإصلاح الجينات المعيبة او مد أجل حياة الإنسان.
|
|
|
|
|
