| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
إن الابداع الذاتي متفاوت الى درجة كبيرة عند كثير من فئات المجتمع وبحسب أعمارهم، فالرجال مبدعون والنساء مبدعات وقد تختلف درجة الابداع فيما بين الجنسين وفقا لطبيعة كل واحد منهم، وان ما أحببت أن اتطرق اليه في مقالي هذا لهو جانب من جوانب الابداع الفني ألا وهو الشعر والخارج من وجدانية البشر ووفقا لما تمليه عليه ظروف ذلك الشاعر,, فهو يعتصر فكريا وذهنيا ويسلب من وقته وجهده الشيء الكثير من أجل اخراج ما بداخله من أحاسيس دفينة مرهفة تتميز بالشفافية ومعايشة الأحداث والوقائع,, ولكن نقرأ أحيانا ما يثير الدهشة في عقلية القارىء ويجعل في ذلك عدة تساؤلات قد تدور في مخيلته؟؟ وذلك قد يعود الى فئة من الشعراء أو نستطيع أن نطلق عليهم بمعنى أصح المستشعرون والذين ينسبون لأنفسهم الابداع والتألق ويصعدون الى الشهرة على اكتاف غيرهم دون بذل أي جهد يذكر وذلك من خلال عملية الاختلاس لابيات شعرية والذي ليس لهم أي صلة بنثر ابداعهما أمام القراء، دون علمنا بأي سبب مقنع يجعل البعض منهم يسير في هذا الاتجاه، علما بأن هذا العمل خاطىء وباعتقاده الشخصي بأنه يسير في الاتجاه الصحيح, وواقعيا فهو مخالف تماما لأنظمة الصدق والأمانة وأصبح يسير في الاتجاه المعاكس, ونجزم قطعا بأن من يحاول الاتجاه عمدا الى مخادعة الضمير سيصبح الأمر يسيرا وسهلا للغاية عليه في مخادعة الآخرين دون النظر لاحترام نظرة القارىء,, فالأبيات الشعرية وبمختلف أنماطها المعروفة لتتعرض للسلب الواضح والصريح من قبل بعض من يدعون بأنهم شعراء وهم بالمعنى الصحيح مستشعرون فالابداع الذاتي موهبة يهبها الله عزوجل لمن يشاء وهو بالطبع فطرة لا يأتي بالتصنع كما يفعل الآخرون! والذين يتحايلون على البعض بطرق عدة لا تعد ولا تحصى وذلك مقابل ارضاء الخاطر, ومشاهدة ما يدعون بكتابتها منشورة يمينا ويسارا وفي اتجاهاتنا الأربع المعروفة دون النظر لمصدر تلك القصائد وهل هي آتية عن طريق بذل الجهد أم عن طريق العلاقة الشخصية والعاطفة؟ فكم نعلم من شاعر أصبح أسير الليالي من أجل اخراج ما في خاطره من ابداع, ولكن مع الأسف الشديد هناك عيون تترقب تلك الأنامل لكي تنتهي من كتابة ابداعها الشعري لكي تبدأ عملية التخطيط للاستيلاء وبكل بجاحة على الجهد المبذول والمتعوب عليه من قبل هؤلاء الأبرياء, ووضع الاسم المستعار وبكل برود تحت القصيدة المزعومة فمراقبة النفس أمر مهم للغاية لكي نستطيع ان نبذل ما في جهدنا بارتياح تام عندما نعلم أن ما سوف نبذله آتٍ عن طريق الحق والصراحة والوضوح, فمن أراد الابداع فليبذل الجهد من نفسه دون الاستئناس بمجهودات الآخرين وما أجمل ان يأكل الانسان من عرق جبينه! فعلينا جميعا أن نتخذ من أنفسنا العزيمة والاصرار في جميع ما نريد أن نصبو إليه سواء كان في المجالات الشعرية أو غيرها من المجالات الأخرى, وكما قيل رحم الله امرأ عرف قدر نفسه .
فاللهم ارزقنا اتباع الطريق الحسن وجنبنا كل ما هو مكروه,.
سعد بن سليمان صالح الجبيلان
|
|
|
|
|