| محليــات
اليوم الثلاثاء 19/11/1421ه الموافق 13/2/2001م يقام المهرجان الأول لرعاية الأيتام في مدينة الرياض حيث تشرف عليه وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ويرعاه الأمير الإنسان سلمان بن عبدالعزيز الذي عرف بمبادراته الاجتماعية الواعية، ومواقفه الإنسانية البارعة، ووعيه بحاجة الفرد، واحتوائه لكل موقف يُعزِّز من خلاله الإنسان,,.
ولقد وضعت الوزارة النابهة برنامجاً لهذا المهرجان، وجندت له فروعها في المناطق المختلفة للتعريف بقضية الأيتام، وبما لكفالتهم من فضل يسمو إلى خير الدنيا وثواب الآخرة، كيف لا وقد تعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمصاحبة كافل اليتيم في الجنة، وأي صحبة أجلّ وأجمل وأسمى من صحبة محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم؟,,, ونحن قد فقدنا هذه الصحبة في الحياة الدنيا وعشنا نجاوره ونحاوره ونقتدي به ذهنا وفكراً وسلوكاً,,, أو لا تحلو لنا رفقة البقاء الأبدي في الخلود الذي لا يتلاشى؟,,.
أولا يكون اليتيم باباً لنا إلى الجنة ومن ثمَّ إلى مصاحبة الحبيب صلى الله عليه وسلم؟,,.
هذا ما يدعو إليه مهرجان الخير لرعاية الأيتام الذي يدعو إلى احتضان الطفل ورعايته رعاية دائمة لدى أسرة بديلة تحقق له الأمان النفسي، والإشباع العاطفي، وتكسبه العادات والقيم الاجتماعية المثلى .
ولأن كفالة اليتيم مسؤولية مهمة وبالغة في معيارها القيمي، فلقد أُشترط للكفالة ألاَّ تخرج عن شرطين هما:
أن يكون كافل اليتيم أحد أبناء هذا الوطن ضماناً للأمان الوطني والإحساس بالانتماء، وضمان عدم تغيير نمطية الأسرة وبالتالي الحياة المعاشية، وثانياً أن تكون أسرة كافل اليتيم ذات المقومات التي تضمن له معاشاً هادئاً مطمئناً، وتنشئة سليمة، وقدوة حسنة.
ولم يقف هذا الأمر عند الأسرة الكافلة فقط، فلقد خصص لهذه الأسرة إعانة شهرية تضطلع بها الدولة عبر وزارة العمل تتناسب واحتياجات أي طفل في عمره، ضمن أسرته الأساس.
كما جُعل لليتيم برنامج وُسِم بالأسر الصديقة، وهو برنامج من أهدافه تعويض الأيتام الذين لن تتحقق لهم فرص الاحتضان بأن يُقدم لهم نظامٌ خاصٌ بحيث تتمكن بعض الأسر من الارتباط بواحد أو أكثر من الأيتام المقيمين في إحدى الدور الاجتماعية التابعة لوكالة الشؤون الاجتماعية بهدف استضافته لديها لفترات محدودة وفق برنامج تحت الإشراف يُعاد بعدها الطفل لداره، وبالشروط ذاتها للأسرة الكافلة.
أما برنامج كفالة اليتيم فهو إما باحتضانٍ كاملٍ لطفلٍ يتيم بالرعاية المباشرة أو الإسهام في الاحتضان بالتكفل بنفقاته وتقديم العون له من خلال الجمعيات الخيرية وذلك للأسر التي ترغب في هذا الأمر غير أن لديها من الظروف ما يحول بينها وبين تحقيقه, أو أن يتمّ ذلك عن طريق التبرع المفتوح الذي توظفه الوزارة في الغرض الذي جاء من أجله.
ولقد عمدت الوزارة ممثلةً في وكالتها إلى تنظيم هذا المهرجان وذلك بهدف التعريف بقضية هذا اليتيم والتعريف بالجهود القائمة والمبذولة في رعايته ودعمه.
كما يهدف المهرجان للتعريف بواقع الأيتام في المملكة ممن لا أهل لهم ولا معيل، لخدمتهم والدعوة لكفالتهم والوفاء لاحتياجاتهم كما جاء في خطاب سعادة أخي الكريم عوض الردادي وكيل الوزارة الذي تبذل وكالته جهوداً جبارة نحو إنجاح هذا المهرجان ولا أدلُّ على ذلك من مخاطبته لمن يتوسَّم فيهم المشاركة الفاعلة بأقلامهم في هدف هذا المهرجان كما فعل معي، وآمل أن أكون بهذا المقال قد أوفيت بما سعى.
إن الأهداف التفصيلية لهذا المهرجان جاءت في خطابه الكريم كالتالي:
تنشيط برامج رعاية الأيتام واحتضان ذوي الظروف الخاصة لدى الأسر البديلة,.
دعم المؤسسات والجمعيات الخيرية القائمة بهذا الدور من خلال دعوة القطاع الخاص والأفراد لهذا الأمر.
تحفيز ذوي الخبرة والاختصاص للمشاركة في تقديم البحوث العلمية المرتبطة بموضوع المهرجان.
فتح المجال أمام المقتدرين للإسهام المادي أو المشاركة في برامج المشروع.
كذلك التعريف بجهود الوزارة بهدف الكشف عن الأدوار الفاعلة للدولة في مجال رعاية الأيتام.
ولقد جاء أيضا في خطاب سعادته دورُ مَن أسهم في هذا المهرجان,, وتُوجِّه الوزارة إلى تصعيد عملية التكافل من أجل اليتيم.
إنني أحييِّ صاحب السمو الملكي الأمير سلمان على أدواره العديدة والمتبادَلة والفاعلة في المشروعات الحيوية وذات التأثير في البناء المجتمعي العام بل الخاص، مما يُعزِّز الثقة في مسؤولي الدولة ومبادراتهم ممثلةً في مبادرات سموه الكريم.
كما أحييِّ وزارة العمل ممثلةً في وزيرها النَّابه النشط أخي الدكتور علي النملة، وفي وكالتها ممثلةً في شخص الأخ الكريم عوض الردادي وفريق عمله.
كما أحييِّ كلَّ من لديه أَريحية كي ينهض بالاضطلاع بدوره في صدد رعاية اليتيم.
وأسأل الله أن يجعل نواياهم فيما يحب الله ويرضى في هذه الفئة.
و,,, اللهم أتح لنا أن نكون ونبيك الكريم صلى الله عليه وسلم في رفقةٍ جميلةٍ في فردوسك الأعلى، وأجزه عنا بأفضل ما جزيت به نبياً عن أمته.
|
|
|
|
|